الأولى من نوعها.. ما دلالة زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المغرب؟

رنا أسامة

وصفت صحيفة إسرائيلية زيارة أفيف كوخافي بأنها خطوة تاريخية من شأنها تعزيز العلاقات التي أعاد التطبيع تجديدها بين المغرب وإسرائيل.


وصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى المغرب، يوم أمس الاثنين 18 يوليو 2022، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها للمملكة.

ووفق ما نقلت وكالة رويترز، عن مصادر عسكرية لم تسمها، تشهد الزيارة محادثات مع مسؤولين عسكريين كبار، في أكبر انخراط عسكري بين البلدين منذ تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية برعاية أمريكية في أواخر العام 2020.

تعاون دفاعي

في حين تقول إسرائيل إن زيارة كوخافي التي تستغرق 3 أيام تأتي في إطار التعاون الدفاعي الناشئ مع الدولة الواقعة بشمال إفريقيا، تحاول الرباط التوسط من أجل تحسين أوضاع الفلسطينيين. ومن المقرّر أن يلتقي كوخافي الوزير المنتدب المكلّف بالدفاع، عبداللطيف لوديي، والمفتّش العام للجيش، الفريق بلخير الفاروق، ومسؤولين عسكريين وأمنيين، وفق ما نقلته “رويترز” عن متحدّث إسرائيلي.

ويبحث الجانبان في المغرب، من بين ملفات أخرى، إمكانية تبادل المعرفة والتدريب، والقدرة على التدريب معًا في مناورات مشتركة، وتطوير الأسلحة ونقل المعرفة وربما الأسلحة أيضًا، كما صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، البريجادير جنرال ران كوخاف، لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، في حين لم يصدر تعليق فوري من الرباط.

قوات إسرائيلية في مناورات بالمغرب

صفقة بـ 500 مليون دولار

تبدو العلاقات مع إسرائيل جيدة، دفاعيًّا وتجاريًّا، للمغرب. وذكرت صحيفة “جلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية في فبراير الماضي، أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المملوكة للدولة ستبيع الرباط نظام “باراك” للدفاع الجوي والصاروخي، في صفقة قيمتها 500 مليون دولار، ولكن لم تؤكد أي من الدولتين أو الشركة ذلك علنًا.

من جهة أخرى، نفى المغرب ادعاءً لمنظمة العفو الدولية بأنه اشترى برنامج “بيجاسوس” الإسرائيلي للتجسس، واستخدمه لمراقبة نشطاء، في حين لم تحدد إسرائيل ولا مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية المُصنّعة للبرنامج العملاء الذين اشتروا البرنامج.

خطوة تاريخية

وصفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تحليل نشرته أمس الاثنين، الزيارة بأنها خطوة تاريخية من شأنها تعزيز العلاقات التي أعاد التطبيع تجديدها بين المغرب وإسرائيل.

وقالت الصحيفة إن العلاقات بين البلدين دافئة للغاية ولها جذور تاريخية عميقة، لكنها لا تحظى بالتغطية أو الاهتمام المطلوب، الأمر الذي عزته إلى موقع المغرب على أطراف الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

قوات إسرائيلية مشاركة في المغرب

المغرب مثل السنغال

شبّهت “جيروزاليم بوست” علاقة إسرائيل مع المغرب بالسنغال، بالنظر إلى كونها بعيدة جغرافيًا عن مركز الشرق الأوسط، مُشيرة إلى أن يود شكل من العلاقات غير الرسمية يربط الرباط وتل أبيب لعقود، مع وجود مئات آلاف اليهود الإسرائيليين من أصول مغربية، بما يجعل المملكة من الناحية الثقافية إحدى الدول الأقرب لإسرائيل.

وأضافت أن المغرب بلد مهم، لا سيّما في ما يتعلق بشمال إفريقيا، وكذلك العلاقات مع إسبانيا وفرنسا ودول أخرى في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك جارته، الجزائر، إحدى أكثر الدول عداءً لإسرائيل في المنطقة، على حدّ وصف الصحيفة.

من علاقات منخفضة إلى زيارات مباشرة

أقامت إسرائيل والمغرب علاقات منخفضة المستوى في التسعينيات، لكنها تعلّقت بعد الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. ونجم عن تحديث العلاقات في العام 2020، الذي لا يزال دون التطبيع الكامل، زيارات مباشرة بين البلدين ومجموعة من الاتفاقيات الثنائية.

وقالت وزيرة النقل الإسرائيلية، ميراف ميخائيلي، لـ”رويترز”، في مقابلة بخصوص العلاقات مع المغرب: “ليس كل شيء يتعلق بالأمن.. يوجد اهتمامات تجمعنا ونشترك فيها”. ونسبت الوزيرة الفضل للمغرب في التوسط في اتفاق لفتح معبر حدودي دائم من الأردن إلى الضفة الغربية المحتلة، وهو أمر مهم لحركة المرور الفلسطينية، مُشيرة إلى إنها تجري محادثات مع الرباط بخصوص مشاريع أخرى للبنية التحتية.

وزيرة النقل الإسرائيلية

لاعب يجمع الكل معًا

قالت ميخائيلي إن “المغرب لاعب قادر على لم الكل معًا، وتخفيف المصاعب التي يواجهها الجميع مهما كانت المسألة.. لديه طريقة للتحدث مع الجميع تجعلهم يلتفون حول الطاولة ويتعاونون”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استضاف وحدة كوماندوز مغربية في تدريبات متعددة الجنسيات، في يوليو 2021، وأقام علاقات عسكرية مباشرة مع الرباط في مارس 2022، وكذلك استضاف الشهر الماضي ضباطًا مغاربة كبارًا للاتفاق على برنامج عمل مشترك لمدة عام، في حين يتوقع أن يفتتح المغرب سفارته في تل أبيب خلال الصيف، وفق رويترز.

ربما يعجبك أيضا