الاتفاق السعودي الإيراني.. حبرٌ على ورق أم مصالحة جادة؟

يوسف بنده
خبير بالشئون الإسرائيلية لـ "رؤية" : عودة العلاقات السعودية الإيرانية صدمة لإسرائيل .. والمملكة لاعب إقليمي مهم

يأتي الاتفاق على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية في إطار استجابة طهران إلى الضغوط الأمريكية قبل العودة إلى طاولة المفاوضات النووية، وفي ظل أزمة اقتصادية حادة تمر بها طهران.


نص بيان اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية، على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما خلال مدة أقصاها شهران.

ويعني هذا أن طهران في موضع اختبار لمدة شهرين، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن ترحب بالاتفاق الدبلوماسي، مع التساؤل: “هل تفي إيران بالتزاماتها”. والإجابة عن ذلك تبدو في مدى حاجة طهران إلى هذه المصالحة مع السعودية.22031101000699 org

تصحيح خطأ استراتيجي

يبدو أن طهران قد أدركت أنها ابتعدت كثيرًا عن شعار حكومتها الذي أعلنته منذ مجيء الرئيس إبراهيم رئيسي، بأن الأولوية لدول الجوار، فحسب وكالة إيسنا، أمس 14 مارس، رأى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، أن الاتفاق الدبلوماسي بين إيران والسعودية يصحح “خطأً استراتيجيًّا” في سياسة طهران الخارجية.

وقال بهادري جهرمي: “إن إعادة العلاقات مع السعودية، بعد سبع سنوات من العلاقات المتوترة، أظهرت أن حل القضايا الإقليمية والعالمية لا يمر من خلال الغرب فقط، وكان يوجد خطأ استراتيجي في الماضي، حيال السياسة الخارجية بهذا الشأن”.

وأضاف: “الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، سبق أن أشار إلى جهود البعض لمنع العلاقات الودية مع دول الجوار الأخرى، في إشارة إلى المعسكر المحافظ داخل إيران الذي يصر على اتباع سياسة خارجية متشددة”.

1409538

مكاسب اقتصادية

تعاني إيران أزمة اقتصادية بفعل العقوبات الغربية، بنحو يهدد استقرار نظامها في الداخل، ولذلك يأتي حوارها مع السعودية في إطار تفعيل سياسة جذب الاستثمارات الإقليمية إلى داخل إيران.

وحسب صحيفة الشرق الأوسط، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، اليوم الأربعاء، إن الاستثمارات السعودية في إيران يمكن أن تحدث سريعًا جدًّا بعد الاتفاق.

وقال الجدعان خلال منتدى القطاع الخاص الأول لصندوق الثروة السيادي السعودي، وهو المحرك الرئيس للاقتصاد المحلي، إنه يوجد الكثير من الفرص للاستثمارات السعودية في إيران، وإنه لا يرى أي عوائق ما دام احترام بنود أي اتفاق موجودًا.

1678763939 gettyimages 1229976553 edited

حل مشكلات دول الجوار

دعت إيران الكويت إلى ترسيم الحدود بين البلدين، وهذا لن ينجح دون الحوار أولًا بين طهران والرياض، لأن السعودية تشترك في هذه الحدود. وعقب اتفاق المصالحة مع الرياض، استضافت طهران، 13 مارس، اللجنة القانونية المشتركة بين الكويت وإيران لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وقد وُصف هذا الاجتماع بالإيجابي.

والأمر كذلك بالنسبة إلى دولة البحرين، فعقب اتفاق المصالحة السعودي الإيراني، وصل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني عباس كلرو، إلى المنامة، السبت الماضي، للمشاركة في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2016.

ايران اسرائيل

تحييد دول الخليج

تقلق إيران من تعرضها لضربة عسكرية من جانب إسرائيل، ولذلك فإن مصالحتها مع دول الخليج تضمن لها تراجع احتمالية تعرضها لهذه الضربة، ولذلك، حسب تقرير شبكة العربية عبّر مجلس الوزراء السعودي، أمس الثلاثاء، عن أمله في استمرار مواصلة الحوار البنّاء مع إيران، بما يعود بالنفع على البلدين والمنطقة.

وتستشعر طهران خطر تعرضها لضربة عسكرية، لا سيما في ظل الوئام الأمريكي الإسرائيلي، فبحسب تقرير شبكة العربية 6 مارس الحالي، صرح سفير تل أبيب بواشنطن، مايكل هيرتسوج بأن “إسرائيل وأمريكا لم تكونا في يوم من الأيام في حال توافق في شأن إيران، مثلما هي الحال اليوم”.

image1 21 780x470 2

خطوة نحو الاتفاق النووي

يبدو الحوار الإيراني السعودي خطوة على مسار العودة إلى طاولة المفاوضات النووية، خاصة أن المملكة لديها مخاوف وتحفظات من عدم تناول الاتفاق للقضايا الإقليمية. وصرّح وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء الماضي، بأن الاتفاق النووي ليس مثاليًّا، ويجب أن يعالج مخاوف دول الجوار.

وحسب وكالة إرنا، أجرى وزير الخارجية اتصالًا هاتفيًّا مع نظيره القطري، الجمعة الماضية، تناول فيه التحول في العلاقات الإيرانية السعودية، وكذلك الحوار من أجل رفع العقوبات وتبادل السجناء مع واشنطن، ما يُعد خطوة منتظرة يمكن لطهران بعدها الحصول على جانب من أموالها في الخارج.

ربما يعجبك أيضا