الاحتياطيات النقدية تصبح ورقًا.. ماذا لو سقط الدولار الأمريكي؟

شيماء عزيز
هل ينجو الدولار من أزمة سقف الديون الأمريكية؟

قال الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور محمود عبدالعظيم، إن سقوط الدولار سيؤثر في قيمة الاحتياطيات النقدية العالمية بقدر كبير.


وسط الحروب الجيوسياسية، تظهر رغبات روسية صينية في إسقاط العملة الأمريكية وإفقادها هيمنتها.

وترتبط بلدان العالم بالورقة الخضراء ارتباطًا وثيقًا، وإذا سقط الدولار انهارت معظم اقتصاديات العالم، فوفقًا لما يراه الخبراء والمحللون للمشهد الاقتصادي، فإن سقوط الدولار يحول الاحتياطات النقدية العالمية إلى “ورق”.

ماهي العوامل التي تؤثر في سعر الدولار؟

يرى الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور هاني كمال، خلال حديثه مع شبكة رؤية الإخبارية، أن هناك العديد من العوامل المتعلقة بالاقتصاد والسياسة والشؤون الدولية، تؤثر في سعر الدولار ومن بين هذه العوامل، سياسات البنوك المركزية والتي تتأثر بها قيمة الدولار بجانب المؤشرات الاقتصادية الأساسية مثل معدلات الفائدة والتضخم.

اقرأ أيضًا| تباطؤ التضخم السنوي في أمريكا إلى 4.9% خلال إبريل 2023

اقرأ أيضًا| بعد إنهاء «صفر كوفيد».. توقعات بانتعاش الاقتصاد الصيني خلال 2023

وتابع: “إضافة إلى الاستقرار السياسي، كما تؤثر عوامل العرض والطلب والأحداث الجيوسياسية العالمية مثل التوترات بين الدول والصراعات المسلحة على قيمة الدولار”، موضحًا أن الأحداث الاقتصادية العالمية مثل الركود الاقتصادي أو النمو الاقتصادي تؤثر في قيمة الدولار.

هل تنجح محاولات الصين لإسقاط الورقة الخضراء؟

يقول أستاذ السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور ياسر الزيات، في تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، إنه لا يمكن الحسم قطعيًّا إذا ما كانت محاولات الصين ستؤثر في سقوط الدولار أم لا، موضحًا أن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة تتأثر بعدد من العوامل، ويمكن أن يتأثر سعر الدولار أيضًا بعدد من العوامل الأخرى.

وتابع: تعتبر الصين واحدة من الأسواق الرئيسة للدولار، وتمتلك احتياطيات كبيرة من العملة الأمريكية، وبالتالي فإن أي تغير في سياسات الصين المالية والاقتصادية يمكن أن يؤثر في سعر الدولار.

وأكمل: “ومن بين العوامل التي يمكن أن تؤثر في العلاقة بين الصين والولايات المتحدة وبالتالي في سعر الدولار، هي الحرب التجارية، فالتوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في سعر الدولار، وربما إضعافه”.

زيادة احتياطيات العملات الأخرى

أوضح الزيات أنه إذا كانت الصين تسعى إلى إضعاف قيمة الدولار، فقد تتخذ إجراءات مثل زيادة احتياطياتها من العملات الأخرى غير الدولارية، وهو ما يحدث بالفعل حاليًّا، أو تشجع الاستثمار في سوق الصين المالية، لافتًا إلى أن تأثيرات أي إجراءات أو سياسات من هذا النوع يمكن أن تتأخر في الظهور وتتأثر بالعديد من العوامل الأخرى.

وأضاف أن الصين وروسيا وعددًا من الدول، قد بدأت في الماضي في خطط إنهاء هيمنة الدولار، من خلال التبادل التجاري بعملاتهم، وفي حال اتبعت دول أخرى نفس الطريق بالتأكيد سيسقط الدولار.

مخاطر سقوط الدولار على الاقتصاد العالمي

قال الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور محمود عبدالعظيم، إن الاحتياطات النقدية العالمية تتأثر بقيمة الدولار، لأن العملة الأمريكية تعتبر واحدة من العملات الرئيسة المستخدمة كعملة احتياطية في العالم، وتمثل 60% من احتياطيات الدول، وبالتالي، إذا سقطت قيمة الدولار، فإنها ستؤثر في قيمة الاحتياطيات النقدية العالمية بقدر كبير، ويمكن القول إن الاحتياطات النقدية ستصبح “ورقًا”.

وأوضح أنه إذا سقط الدولار، فإنه القيمة الاسمية للعملات الأخرى الموجودة في الاحتياطيات ستقل مقارنة بالدولار، ما يمكن أن يؤدي إلى خفض كبير في القوة الشرائية للعملات الأخرى. بالإضافة إلى التأثير في الاستثمار، لأن ذلك يمكن أن يقلل من جاذبية الدولار كعملة احتياطية، ويمكن أن يؤدي إلى تحويل الاستثمارات إلى عملات أخرى.

وتابع: “عامة، يمكن أن يؤثر سقوط قيمة الدولار في النظام المالي العالمي وعلى العديد من الجوانب الاقتصادية المختلفة، بما في ذلك الاحتياطيات النقدية العالمية، ويمكن أن يؤدي إلى تقلبات عنيفة في الأسواق المالية العالمية وتأثيرات سلبية في النمو الاقتصادي العالمي كون الحديث هنا عن أكبر اقتصاد في العالم”.

ربما يعجبك أيضا