الاقتصاد الدائري.. ضرورة مُلحة وسط تحديات تغير المناخ

ولاء عدلان
الاقتصاد الدائري - تعبيرية

بات التحول من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري ضرورة مُلحة وسط التحديات الراهنة المتعلقة بتغير المناخ.

وتوصي منظمة الأمم المتحدة باعتماد نهج الاقتصاد الدائري لتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية ومواجهة تحديات مركبة، مثل انعدام الأمن الغذائي وشح الموارد وارتفاع درجة حرارة الأرض.. فما هو الاقتصاد الدائري وتطبيقاته وأهميته؟

تعريف الاقتصاد الدائري

الاقتصاد الدائري هو نهج شامل تبقى فيه المواد والمنتجات قيد الاستخدام لأقصى فترة ممكنة وتُصمّم بموجبه النظم لترجيح الحلول التي تبقي على قيمة الموارد ضمن منظومة الإنتاج والاستهلاك وإعادة استخدامها لأطول فترة، وفق تعريف لجان الأمم المتحدة.

بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الاقتصاد الدائري هو عكس اقتصادنا التقليدي أو ما يمكن أن نطلق عليه الاقتصاد الخطي الذي يتعمد على استخراج المواد الخام وتحويلها إلى منتجات، جرى التخلص من نحو 92.8% منها كنفايات، ما يُشكّل عبئًا على كوكبنا الأرضي، ويسهم في مفاقمة أزمة المناخ.

أما الاقتصاد الدائري، فهدفه الرئيس هو الاستخدام المستدام للموارد من خلال تقليل النفايات وإعادة التدوير وتصميم منتجات أطول عمرًا، وبحسب تعريف الاتحاد الأوروبي هو نموذج للإنتاج والاستهلاك الدائري يستهدف تمديد دورة حياة المنتجات والموارد قدر الإمكان، ويشمل إعادة الاستخدام والمشاركة والتأجير والإصلاح، وتجديد وإعادة تدوير المواد والمنتجات.

الاقتصاد الدائري يسهم في خفض الانبعاثات

وفق دراسة نشرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في يوليو الماضي، 50% من انبعاثات الغازات الدفيئة و90% من فقدان كوكبنا للتنوع البيولوجي يُعزى لاستخراج الموارد الطبيعية واستخدامها على نحو غير مستدام.

وفي المقابل يمكن لحلول الاقتصاد الدائري مثل الملكية المشتركة لوسائل النقل واستخدام السماد العضوي في الزراعة والتقاط الكربون وغيرها، أن تحقق 50% من أهداف خفض الانبعاثات اللازمة للوفاء بتعهدات اتفاقية باريس، وهو خفض بنحو 7.5 مليار طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

على سبيل المثال من خلال حلول الاقتصاد الدائري في 4 صناعات رئيسة فقط، هي: الأسمنت والصلب والبلاستيك والألمنيوم يمكن أن تخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنحو 40% بحلول عام 2050، بحسب دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

الاقتصاد الدائري تعبيرية

الاقتصاد الدائري تعبيرية

أهمية الاقتصاد الدائري

عندما نتحدث عن الاقتصاد الدائري يتبادر لأذهان البعض إدارة النفايات، لكن مفهوم الاقتصاد الدائري أوسع بكثير، وهناك أمثلة عدة غير إدارة النفايات، بل إنه يدخل في المراحل المختلفة للمنتج، بدءًا من التصميم ومرورًا بالتصنيع حتى التوزيع ووصولًا إلى مرحلة التخلص من النفايات.

اقرأ أيضًا| كيف يهدد تغير المناخ تحت الأرض استقرار المدن والمباني؟

وبحسب لجنة الإسكوا، يرتبط الاقتصاد الدائري بنحو مباشر وغير مباشر بأهداف التنمية المستدامة ويدعم تسريعها، فضلًا عن دعمه أهداف الحياد المناخي والعمل المناخي، والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية واستدامتها، فضلًا عن أنه نموذج داعم لتنويع الاقتصاد، وتحسين نمط الحياة.

الاقتصاد الدائري ضرورة ملحة

يرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الاقتصاد الدائري أحد الحلول الفعالة للحفاظ على رفاهية سكان كوكب الأرض، ويقدر أنه بمستويات الاستهلاك الحالية للموارد الطبيعية ومع استمرارها ستكون البشرية في حاجة إلى موارد 3 كواكب بحلول 2050، ما لم تغير طريقة استخدامها هذه الموارد.

اقرأ أيضًا| رئيس «COP28» يدعو لدعم الدول الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ

وتكمن أهمية الاقتصاد الدائري في تغيير الطريقة التي نستخدم بها مواردنا المحدودة، والمساهمة في تقليل هدر المواد الطبيعية، واستهلاكها بصورة أكثر استدامة.

اقرأ أيضًا| «النقد العربي»: صناعة التأمين تحد من تأثير تغير المناخ في الاقتصاد

 

ربما يعجبك أيضا