الانتخابات التمهيدية في ميشيجان.. ماذا تعني لبايدن وترامب؟

تعقد ولاية ميشيجان الأمريكية، اليوم الثلاثاء 27 فبراير 2024، الانتخابات التمهيدية لكلا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، هذه الانتخابات ستخدم كاختبار حقيقي لرفض الرئيس جو بايدن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، كما أنها ستشهد جولة جديدة من المنافسة بين الرئيس السابق، دونالد ترامب، ومنافسته الجمهورية، نيكي هيلي.

دعم بايدن لإسرائيل

رغم أن التوقعات تشير إلى أن بايدن وترامب سيفوزان في منافساتهما، لفتت الشبكة الأمريكية إلى وجود دروس مستفادة لكل منهما. وستكون انتخابات ميشيجان أول اختبار لاستراتيجية بايدن تجاه إسرائيل، وستُظهر مدى التزام ديمقراطيي الولاية تجاهه.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، الذي قتل نحو 30 ألف فلسطينيًا، بينهم آلاف الأطفال، انتقدت بعض الدول الغربية والأمم المتحدة إسرائيل، لكن الحكومة الأمريكية لم تفعل ذلك. ويظل بايدن ثابتًا في دعمه لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، ولا يوجه انتقادات علنية لتكتيكاتها في غزة.

وبالنسبة للنشطاء الذين يطالبون بالوقف الفوري لإطلاق النار، يخلق عزوف بايدن عن فعل هذا مأزقًا سياسيًا يهدد فرص إعادة انتخابه. وقال أنصار حركة “استمعوا لميشيجان” إن الولاية قد تُحسم بفارق ضئيل في انتخابات نوفمبر المقبل، محذرين أن سياسة الرئيس تجاه إسرائيل قد تكلفه آلاف الأصوات.

تصويت احتجاجي

طالب الناشطون الداعمون لوقف إطلاق النار الناخبين في ميشيجان بوضع العلامة أمام اختيار “غير ملتزم” كنوع من الاحتجاج على دعم بايدن لإسرائيل، في حملة تدعمها النائبة الديمقراطية، رشيدة طليب.

وحسب ما أوردت الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر)، من الصعب معرفة عدد الأصوات الاحتجاجية في الانتخابات التمهيدية بميشيجان، لكن هذه الجهود قد تسبب مشكلة لبايدن في انتخابات نوفمبر لأن ميشيجان ولاية متأرجحة مهمة. وتضم ميشيجان، وتحديدًا منطقة ديترويت، عددًا كبيرًا ومتناميًا من الأمريكيين ذوي الأصول العربية.

مؤيدو حملة التصويت غير الملتزم في مسيرة لدعم الفلسطينيين في غزة

ودعم بايدن لإسرائيل في عدوانها على غزة أصبح عبئًا سياسيًا ضخمًا عليه لدى هذه الكتلة التصويتية. وقد يشير التصويت الاحتجاجي الكبير في هذه الولاية إلى ضعف موقف بايدن في انتخابات نوفمبر، إذ يمكن لأصغر مجموعة من الناخبين أن تلعب دورًا حيويًا.

ما فرصة هيلي؟

رغم اعتراف نيكي هيلي بهزيمتها أمام ترامب في ولاية كارولينا الجنوبية، مسقط رأسها، بعد حصولها على 40% من الأصوات، قالت إن 4 من 10 “ليست مجموعة صغيرة”، مشيرةً إلى وجود “عدد كبير من الناخبين الجمهوريين الذين يقولون إنهم يريدون بديلًا لترامب”، وفق ما نقلت “سي إن إن”.

وأداء هيلي في ميشيجان، وهي ولاية تقع في محور طريق عودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض، قد يعيد الرواية لصالحها قبل يوم الثلاثاء الكبير في 5 مارس المقبل، عندما تُعقد الانتخابات التمهيدية والمجالس الانتخابية للحزبين في معظم الولايات.

وهذه المنافسات قد توزع أكثر من ثلث المندوبين في انتخابات تمهيدية جمهورية هيمن عليها ترامب حتى الآن. ومن المستبعد أن تحصل هيلي، مهما فعلت، على أي منهم في ميشيجان، حيث سيجري الفوز بهم في مؤتمر انتخابي نهاية الأسبوع الحالي.

اختبار لبايدن

للفوز بأهم ولاية متأرجحة في الانتخابات الرئاسية، يعوّل بايدن على كسب تأييد اتحاد عمال السيارات، ودعم الناخبين السود، والبنية التحتية الديمقراطية الأقوى، المتمثلة في جمهور الناخبين المحفز بسبب المعركة على حقوق الإجهاض التي أدت إلى فوز جريتشين ويتمور وحزبها في انتخابات حاكم ولاية ميشيجان 2022.

لكن حملة “التصويت غير الملتزم” قد تقيس ما إذا كان دعم بايدن لحرب إسرائيل على غزة سيمثل مشكلة خطيرة، حسب “سي إن إن”.

دونالد ترامب

آمال ترامب

بالنسبة لترامب، فهو يأمل في إعادة هيكلة ائتلاف الطبقة العاملة البيضاء الذي ساعده في هدم “الجدار الأزرق” في بنسلفانيا، وميشيجان، وويسكونسن في 2016. لكن وسط صعود الديمقراطيين، يقود الحزب الجمهوري في ميشيجان حلفاء ترامب المصرون على الترويج لمزاعم كاذبة بشأن التزوير واسع النطاق في انتخابات 2020.

ووفق “سي إن إن”، يواصل الرئيس السابق ومؤيدوه تقويض التصويت عبر البريد، وهي مشكلة كبيرة محتملة في ولاية وافق ناخبوها في 2022 على تعديل دستوري يضمن حق جميع الناخبين المسجلين في الإدلاء بأصواتهم عبر البريد.