«الإندبندنت»: سوريا في قبضة أسوأ جفاف منذ 70 عامًا

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

لم ترحم الطبيعة السوريين مجددا، فبعدما واجهوا أهوال الحرب الأهلية والحرب مع تنظيم «داعش»، وبعد تهجير نصف السكان، الملايين منهم يواجهون الآن خطر الجفاف الأسوأ منذ 70 عاما.

وأشارت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى أنّ سوريا اليوم في قبضة أسوأ جفاف منذ 70 عاماً، وأنّ الأنهار والبحيرات والسدود الأخرى في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب جفّت تماما، مما أدى إلى تدهور المحاصيل الزراعية واحتضار الماشية، وتصاعد ندرة مياه الشرب النظيفة.

المجاعة والنزوح

وقالت: إن النقص الحاد يدفع بالعائلات التي نزحت مرتين، إلى الاستعداد للنزوح مرة أخرى، ونقلت شهادات بعض السكان الذين عبروا عن حجم المأساة التي يواجهونها بسبب الجفاف.

وذكرت الإندبندنت أنّ تحالف من منظمات للإغاثة حذّر هذا العام من أن الانهيار الكامل لإنتاج المياه والغذاء في سوريا أصبح وشيكاً.

وأضافت أن ذلك سيطال الملايين، وأنّ أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا وحدها، يعتمدون على نهر الفرات، الذي انخفضت مستوياته بشكل حاد، للحصول على مياه الشرب، كما أنّ مشكلة جفاف الأنهار ونقص مياه الأمطار سيهددان الزراعة هذا الموسم، ما سيفاقم خطر المجاعة في سوريا،.

وحذر تحالف المجموعات الإغاثية بما في ذلك العمل ضد الجوع والمجلس النرويجي للاجئين هذا العام، من أن الانهيار الكامل لإنتاج المياه والغذاء في سوريا وشيك، وسيتأثر الملايين: أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا وحدها يعتمدون على نهر الفرات للحصول على مياه الشرب، في ظل مستوياته المنخفضة بشكل خطير.

دور قمة المناخ

ومع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ في غلاسكو في نهاية هذا الأسبوع ، ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم بأننا ما زلنا على المسار الصحيح لوقوع «كارثة مناخية».

وأعلن برنامج الغذاء العالمي في بداية عام 2021، عن وجود نحو 60 في المئة من السوريين، في قبضة الجوعـ وسط توقعات بارتفاع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بنحو 2.7 درجة مئوية، مما سيجعل سوريا من بين البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ.

وقبل اجتماع كوب 26، دعت منظمة أنقذوا الأطفال إلى زيادة عاجلة في التمويل الإنساني لسوريا بسبب الجفاف ، قائلة هذا العام لم يتمكن الملايين من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.

ولكن بعد أسوأ موسم حصاد على الإطلاق، هناك مخاوف جدية من أن هذه النسبة ستحطم أرقاماً قياسية جديدة العام المقبل. واحدة من أكثر المناطق تضرراً هي شمال شرق سوريا ، والتي من المفترض أن تكون سلة غذاء البلاد. قال أحد مسؤولي المنظمات غير الحكومية التي تراقب الأزمة لصحيفة إندبندنت إن 75 في المائة من غلة المحاصيل في الشمال الشرقي فشلت في المتوسط ​​في عام 2021.

وفي بعض المناطق ، مثل الحسكة حيث تقع أم الغرقان، تجاوزت تلك الخسائر 90 في المائة، بينما تشير البيانات إلى أنه سيكون هناك نقص 250 ألف طن من دقيق الخبز للمخابز في العام المقبل. الآن هو موسم الحرث وزراعة محصول العام المقبل. لكن الأمطار لم تأت بعد ، والأنهار جافة ، ولذلك قال المزارعون ، الذين يعتمدون على القروض لشراء البذور والأسمدة، إنهم يخشون المضي قدما في النزوح من مناطقهم في حالة فشل حصاد آخر.

وتتلخص مطالب دول العالم الفقيرة من البلدان الأغنى في الوفاء بالتزاماتها حيال التغير المناخي، وهي مطالب محورها قديم وتشمل جمع قرابة 100 مليار دولار سنويا لمساعدة فقراء العالم على التخلص من الكربون من شبكات الكهرباء، والتكيف مع تغير المناخ بشكل لا يرتد سلباً على حياة الناس واحتياجاتهم.

وتستهدف قمة غلاسكو إلى خلق مجموعة بيئية عالمية تضم جميع الأطراف، بخلاف مؤتمرات أعقبت التوقيع على اتفاقية المناخ الشهيرة نفسها، وبالتالي ستشعر البُلدان النامية بطبيعة وحيوية إشراكها في النقاش والقرار بشكل كبير.

ولأن الأعباء والمعاناة، التي خلفتها قضايا التغير المناخي، كبيرة، فإن السياق العالمي الخاص بدول غنية وصناعية سيجعلها مستعدة للتضامن مع الدول الفقيرة لتوفير كثير من المستلزمات الضرورية، التي يمكن لها أن تحد من تراخي الحكومات حيال مسألة المناخ ومفرداتها.

اضغط هنا لمشاهدة الرابط الأصلي

ربما يعجبك أيضا