التعافي الاقتصادي بعد الجائحة.. دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار

آية سيد

تركت جائحة كوفيد-19 آثارًا مدمرة على الاقتصاد العالمي, ما شدد على الحاجة إلى التحرك السريع من أجل التعافي


تسببت جائحة فيروس كورونا في خسائر كبيرة حول العالم، ولعبت قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار دورًا حيويًّا في تعافي الاقتصاد العالمي، خلال 2020 وبدايات 2021.

وكان الاقتصاد من أكثر القطاعات المتأثرة، فقد تسببت الجائحة في حالة كساد للاقتصاد العالمي لم يشهدها العالم منذ فترة بعيدة، ولهذا تحركت الدول كافةً بمختلف قطاعاتها، لتعزيز النمو الاقتصادي في ما بعد الجائحة.

إجراءات مواجهة فيروس كورونا ودورها في تعزيز الاقتصاد

نشر موقع المكتبة العامة للعلوم “بلوس” وهي منظمة نشر أكاديمي غير ربحية مُتخصصة في مجال العلوم والتكنولوجيا والطب، تقريرًا أمس الأربعاء 16 فبراير 2022، عن دور قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في التعافي ما بعد الجائحة. يفيد التقرير أنه خلال ذروة جائحة فيروس كورونا- كوفيد-19، اتضح أن الحل يكمن في تطوير لقاح وعمل مجتمع العلوم والتكنولوجيا والابتكار على النهوض بالبحث والتطوير لإنتاج لقاح آمن. ويشير التقرير إلى أن تطوير اللقاح أدى لزيادة فرص العمل وتحقيق العائدات، ما ساعد على إحياء الاقتصاد.

وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, جرى تخصيص 2 مليار دولار تقريبًا لتطوير اللقاح دوليًّا. ويضيف التقرير أن الحاجة للتباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس والدعوات للتعلم، وعقد الاجتماعات والاتصالات ومشاركة المعرفة عن بُعد أدَّت إلى تطوير إطارات عملات رقمية جديدة للتكيف مع الظروف الجديدة التي ستلعب دورًا في التعافي والنمو الاقتصادي ما بعد الجائحة. ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, “عمل كوفيد-19 كحافز على تسارع التعاون الدولي في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار، والبحث في مجال الوصول المفتوح واستخدام الأدوات الرقمية”.    

الدروس المستفادة من الأزمة

يلفت التقرير إلى أن دور قطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار في إعادة بناء الاقتصاد العالمي لم ينته بعدُ، فالدروس المستفادة من أزمة كوفيد-19 سوف تُستخدم لتحسين كفاءة وعمل الكثير من القطاعات. هذه التحسينات ستغذي الانتعاش الاقتصادي العالمي، لأنها ستساهم في خلق فرص عمل وتطوير التكنولوجيا، بالإضافة إلى التوعية بالأسباب والحلول، لا سيما الاجتماعية-الاقتصادية.

في هذا السياق ذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو جويتريش، تأثير الجائحة الدافع إلى الابتكار في قطاعات الرعاية الصحية والتواصل عبر الإنترنت، وقال “هذه التقدمات مبشرة بالنسبة إلى التحديات الجماعية التي تواجهنا بعد كوفيد-19”. ويشير التقرير إلى أن الجائحة كانت فرصة بالنسبة إلى العاملين في قطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار لكي يضعوا مهاراتهم في العمل على إيجاد حل لأزمة ملموسة.

تأثير الجائحة في قطاع الصناعة

يلفت التقرير إلى أن عدم اليقين المصاحب للجائحة ألقى بظلاله على العرض والطلب. عندما بدأ تطبيق الحجر الصحي، فأُجْبِر الكثير من المصانع على الإغلاق لفترات ممتدة، ويمكن الشعور بآثار هذه الإغلاقات حتى الآن في المناطق كثيفة الإنتاج حول العالم. وبحسب التقرير يظهر نقص مواد البناء والمستلزمات الطبية والغذاء في جميع أنحاء العالم. ورغم ذلك يفيد التقرير أن صعود الأتمتة والعمل عن بُعد والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا خلال الجائحة أصبحت مفيدة لقطاع الصناعة حيث يساهم كل منها بطريقته في التعافي الاقتصادي.

وفي هذا الصدد تقول المديرة المؤسِّسة لمركز التكنولوجيا والإدارة من أجل التنمية التابع لجامعة أكسفورد البريطانية، شياولان فو “بعض الدول ستملأ الفجوة في سلاسل القيمة العالمية عن طريق الاستثمار بكثافة في القطاعات المستقبلية البارزة في الاقتصاد الرقمي والابتكار في التطبيقات الرقمية في الصناعات التقليدية وتطوير البنية التحتية الرقمية. هذه القطاعات ستصبح المحركات الجديدة للنمو الاقتصادي”. ويخلص التقرير إلى أن الدور الذي لعبته قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتأثيرها في النمو الاقتصادي خلال جائحة كوفيد-19 سوف يستمر في 2022.

 

ربما يعجبك أيضا