التهديدات النووية تتصاعد.. بوتين يرد على تصريحات ماكرون

بوتين يهدد بعواقب «مأساوية» على المتدخلين في حرب أوكرانيا

آية سيد
التهديدات النووية تتصاعد.. بوتين يرد على تصريحات ماكرون

بوتين: "أي زيادة في الدعم الغربي لأوكرانيا تخاطر بإثارة صراع ينطوي على استخدام الأسلحة النووية".


لوّح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستخدام الأسلحة النووية، في التهديد الأكثر صراحة لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وحسب ما نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الخميس 29 فبراير 2024، قال بوتين، في خطاب حالة الأمة السنوي، إن الدعم الغربي لأوكرانيا يخاطر بإثارة حرب عالمية.

التلويح باستخدام النووي

أخبر الرئيس الروسي النخبة السياسية في بلاده أن المزاعم بشأن نية روسيا مهاجمة أوروبا “هراء”. لكنه قال إن أي زيادة في الدعم الغربي لأوكرانيا “تخاطر بإثارة صراع ينطوي على استخدام الأسلحة النووية، ما يعني تدمير الحضارة”، وفق ما نقلت الصحيفة.

التهديدات النووية تتصاعد.. بوتين يرد على تصريحات ماكرون

صاروخ نووي روسي

وفي إشارة إلى رفض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، قال بوتين إن روسيا تتذكر “مصير من أرسلوا وحداتهم إلى بلادنا”. وأضاف: “الآن ستكون العواقب على المتدخلين المحتملين أكثر مأساوية. فنحن أيضًا نمتلك أسلحة يمكنها ضرب أهداف على أراضيهم”.

وكانت تصريحات ماكرون، التي أدلى بها في اجتماع للقادة الأوروبيين في باريس، الاثنين الماضي 26 فبراير، قد أثارت جدلًا واسعًا. وأعربت عدة دول، منها السويد والتشيك وبولندا، عن رفضها لاقتراح الرئيس الفرنسي، فيما حذر الكرملين من عواقب تلك الخطوة.

تحذير للغرب

أشار بوتين إلى أن إمدادات الأسلحة المتطورة الغربية واحتمالية نشر قوات للناتو في أوكرانيا تخاطر بإثارة صراع نووي. وقال، منتقدًا الغرب: “إنهم يظنون أن هذه لعبة، وعقدة الاستعلاء تعميهم. إنهم يحتاجون إلى مساحة تابعة ومتدهورة حيث يمكنهم فعل ما يحلو لهم”.

وأضاف الرئيس الروسي أن الغرب يريد أن يفعل مع روسيا “ما فعلوه في كثير من المناطق حول العالم، ومن ضمنها أوكرانيا، وهو إحداث فتنة في بلادنا وإضعافنا من الداخل”.

وحسب فاينانشال تايمز، أكد بوتين أن روسيا ستعزز نشر القوات على حدودها مع دول الناتو “لتحييد التهديدات” التي تشكلها السويد وفنلندا بعد انضمامها للحلف.

تطوير أسلحة جديدة

في حين قال بوتين إن روسيا مستعدة لعقد محادثات بشأن الحد من التسلح مع الولايات المتحدة، أعرب عن اهتمام روسيا أيضًا بتعزيز قدرتها على ضرب الدول الغربية. وتباهى الرئيس الروسي بأن قواته النووية جاهزة، مضيفًا أن العمل على تطوير منظومات أسلحة جديدة سينتهي قريبًا.

التهديدات النووية تتصاعد.. بوتين يرد على تصريحات ماكرون

أسلحة نووية روسية

وقال: “نحن نتعامل مع دولة تتخذ دوائرها الحاكمة إجراءات عدائية ضدنا. إنهم يخططون بكل جدية لمناقشة الاستقرار الاستراتيجي معنا، لكن في الوقت نفسه يحاولون إلحاق هزيمة استراتيجية بنا في ميدان المعركة”.

دلالة التصريحات

لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن خطاب بوتين كشف إلى أي مدى تشغل الحرب في أوكرانيا والمنافسة مع الغرب انتباه سيد الكرملين.

ورأى الخبير العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ويليام ألبيرك، أن محاولات بوتين للقسر النووي تهدف إلى تخويف الغرب كي يقلل دعمه لكييف في مرحلة حرجة من الحرب.

وقال ألبيرك إن بوتين، عبر تصعيد التهديدات، يأمل أنه يستطيع “غرس ضبط النفس أو التردد داخل القادة الغربيين الذين يتخذون القرارات بشأن كيفية دعم أوكرانيا”.

مخاوف لدى الكرملين

من ناحية أخرى، رأى المحللون الروس أن وتيرة التهديدات النووية لبوتين تجعلها أقل فاعلية. وقال الزميل بمؤسسة كارنيجي للسلام، أندريه كوليسنيكوف، إن الكرملين حذِر من الصراع النووي.

وأضاف أن الروس لا يريدون الحرب النووية ويخشونها وأن “الابتزاز النووي” أصبح أمرًا شكليًا لبوتين، وفق ما نقلت فاينانشال تايمز.

رغبة في التفاوض

وفق الزميل الزائر بمعهد العلوم الإنسانية في فيينا، كيريل روجوف، ركز خطاب بوتين أكثر على “المخاطر والتحديات التي يمكن أن تخلقها روسيا في المجال النووي”. وقال إنه “يهدف إلى خلق حوافز للجانب الأمريكي كي يتفاوض”.

وأضاف روجوف، في التصريحات التي أبرزتها الصحيفة البريطانية، أن نجاحات روسيا الأخيرة في ميدان المعركة في أوكرانيا تعني أن تفكير بوتين في استخدام الأسلحة النووية يصبح أقل ترجيحًا مما كان عليه في المراحل السابقة من الحرب عندما مثلت النكسات “تهديدًا وجوديًا لنظام بوتين”.

ربما يعجبك أيضا