الثامن في غرب ووسط إفريقيا.. عدوى الانقلابات تنتقل إلى الجابون

آية سيد
الثامن في غرب ووسط إفريقيا.. عدوى الانقلابات تنتقل إلى الجابون

في حالة نجاح انقلاب الجابون، سيكون ثامن انقلاب في منطقة غرب ووسط إفريقيا منذ 2020.


امتدت موجة الانقلابات التي عصفت بدول غرب ووسط إفريقيا إلى الجابون، التي شهدت انقلابًا، أمس الأربعاء 30 أغسطس 2023.

وأعلنت مجموعة من الضباط، بقيادة قائد الحرس الرئاسي، الجنرال برايس أوليجوي نجويما، إلغاء نتيجة الانتخابات، وإغلاق حدود الجابون، وحل جميع مؤسسات الدولة، ووضعت الرئيس، علي بونجو، وعائلته قيد الإقامة الجبرية.

ظاهرة الانقلابات

في تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس الأربعاء، أشارت الكاتبة ألكسندرا شارب إلى أنه “حال نجاح انقلاب الجابون، سيكون ثامن انقلاب في منطقة غرب ووسط إفريقيا، والسادس في مستعمرة فرنسية سابقة، يطيح بحكومته منذ 2020”.

وقبل الجابون، حدث آخر انقلاب إفريقي في يوليو الماضي في النيجر، على يد قائد الحرس الرئاسي للدولة، وكانت آخر محاولة انقلاب شهدتها الجابون في 2019، عندما سيطر الضباط لفترة وجيزة على هيئة الإذاعة الوطنية.

حكم غير مسؤول

نددت الحكومة الانتقالية الجديدة، التي تُسمى لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات، بحكم علي بونجو بوصفه ينشر “الحكم غير المسؤول وغير القابل للتنبؤ”.

اقرأ أيضًا| انقلاب الجابون.. من هو الرئيس علي بونجو؟

وذكر التقرير أنه “تحت حكم بونجو، يعيش 30% من سكان الجابون في الفقر، ويعاني 40% من الشباب البطالة، رغم أن الدولة جنت نحو 6 مليارات دولار في 2022 من ثروتها النفطية الواسعة”.

انتخابات مثيرة للجدل

كان فوز بونجو في الانتخابات الأخيرة مثيرًا للجدل، حتى قبل الإعلان عن النتائج الرسمية. واتهم زعيم المعارضة، ألبرت أوندو أوسا، الذي حصل على 31% من الأصوات مقابل 65% لبونجو، الحزب الديمقراطي الجابوني الحاكم بتزوير الأصوات ومضايقة الناخبين.

اقرأ أيضًا| ما أهمية الجابون؟ دبلوماسية مصرية توضح لـ«رؤية»

وقبل يوم الانتخابات، فرض بونجو حظر تجول ليليًّا، وقطعت حكومة الجابون الإنترنت، بدعوى مكافحة المعلومات المضللة، ولفت التقرير إلى أن “الكثير من السكان غادروا العاصمة نهاية الأسبوع، تحسبًا لاندلاع أعمال عنف”. ولم يتلقَ مراقبون دوليون دعوة للإشراف على انتخابات الجابون.

ردود الفعل

عقب الانقلاب، تجمع مئات الأشخاص في شوارع العاصمة ليبرفيل للاحتفال باستيلاء المجلس العسكري على السلطة، لكن، حسب التقرير، لم يسارع الجميع بالترحيب بالانقلاب، فأدان المسؤولون في فرنسا، التي لديها قوات في الجابون، الاستيلاء على السلطة، وأمرت المواطنين الفرنسيين بالدولة بالتزام منازلهم.

اقرأ أيضًا| إدانات وقلق.. كيف جاءت ردود الفعل الدولية على انقلاب الجابون؟

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن “الأحداث في الجابون مقلقة بشدة، وإن الولايات المتحدة تراقب الوضع”، وأضاف أن “جميع موظفي السفارة الأمريكية، وعددًا صغيرًا من القوات الأمريكية في البلاد، بأمان”.

وفي السياق ذاته، أعربت روسيا والصين عن قلقهما إزاء الانتشار المحتمل للعنف في المنطقة.

عدوى الاستبدادية

من جهته، حذر رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، الذي يتولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، من انتشار “عدوى الاستبدادية” في القارة الإفريقية.

وقال تينوبو إنه يعمل مع القادة الأفارقة الآخرين بشأن كيفية الرد على الأحداث في الجابون، على الرغم من أنها ليست عضوًا في “إيكواس”، وفق فورين بوليسي.

ربما يعجبك أيضا