«الزهبة» أو «الشبكة».. «وزن الذهب» كلمة السر في الزيجات العربية

أماني ربيع

من الطقوس المهمة عند الزواج في الإمارت "الزهبة"، وهي هدية من العريس تتضمن الحلي الذهبية والملابس التقليدية والعطور و"المخمرية" وهي خليط من العطور التي تُصنع خصيصا للعروس.


يعتبر تقديم الحُليّ الذهبية للعروس من العادات الاجتماعية المهمة في الزيجات العربية، ورغم اعتبار الأجيال الجديدة أنها مجرد تقليد بالٍ إلا أنها  لا تزال منتشرةً.

تختلف مسميات حُليّ العروس، ففي مصر “شبكة”، والإمارات “زهبة”، والكويت “دزة”، ولم تعد مجرد مظهر اجتماعي تقليدي، بل تربطه بعض الأسر بقيمة العروس وأهلها، وأحيانًا تنتهي زيجات قبل أن تبدأ بسبب الخلاف حول وزن “الهدية” المقدمة.

الشبكة بالكيلو في النوبة

276945666 532062284934759 3370381611228430634 n 276152162 1037761530169780 7827266612230264221 n

في محافظة أسوان المصرية، تقول إيمان الطيب، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “ينقسم الناس في أسوان إلى نوبيين وغير نوبيين، وشبكة العروس أمر رئيس وتكون غالبًا بلا اتفاق، ويعتبرها الأهل هدية من العريس لعروسه بحسب مقدرته المادية، مثل باقي محافظات مصر”.

وأشارت إيمان، إلى اختلاف الأمر في النوبة، فذهب العروس يكون بأوزان تبلغ نحو كيلو جرام أو أكثر، فضلًا عن تقديم هدايا في علب تصمم خصيصًا لهذا الغرض حسب الكمية والأشكال المتنوعة، من خواتم وغوايش وكولييهات وقلادات كبيرة أكبرها وأشهرها قلادة “كرسي جابر” الذي يختلف حجمه وطوله بحسب قدرة العريس المادية، منوهةً بأن الذهب يُقدم  في احتفال خاص يوم الخطبة، أو في حفل الزفاف.

في الصعيد.. العروس لا تملك شبكتها

الشبكة في مصر

أما في محافظة المنيا في صعيد مصر، يُشترط على العريس المنتمي لأسرة متوسطة تقديم ذهب بقيمة من 30 ألف جنيه إلى 50 ألفًا، وبحسب وعد محسن: “عادةً يسترد العريس أو أهله الذهب عقب حفل الزفاف مباشرةً، كونه مظهر اجتماعي في حفل الزفاف وليس هدية للعروس أو ضمن ممتلكاتها، ويستخدمونه في تحسين وضعهم المادي بعدما تصبح زوجته في بيته”.

الوضع مختلف في القاهرة الكبرى عن الصعيد أو حتى محافظات الوجه البحري، فالعائلات في القاهرة من الطبقة المتوسطة يقبلون بشبكة يبلغ ثمنها نحو 15 ألف جنيه تقريبًا، وتكون عبارة عن “دبلة وتوينز وخاتم” للتماشي مع وضع الأسر الاقتصادي، لكن في بعض محافظات الوجه البحري لا تقبل الأسر بشبكة مماثلة.

 الشبكة تحدد قيمة العروس

غوايش

في محافظة الغربية في دلتا مصر، يرى الأهالي أن الشبكة تحدد قيمة العروس، ويحكي حسن عبد الجليل، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، عن رفض أهل زميلته في المدرسة التي يعمل بها شراء شبكة تتناسب مع ظروفه، مشترطين أن يكون ذهب العروس بـ25 ألف جنيه، حتى لا تكون أقل من قريباتها، لتفشل الخطبة في النهاية.

ويفسر البعض أن مغالاة الأسر في قيمة الشبكة وتكاليف الزفاف عادة ينبغي أن تتوقف، وتعرضت “ش. منصور”، لأزمة كبيرة اقتربت من الطلاق بعد استهزاء والدة زوجها بها لعدم مبالغة أهلها في مطالبهم قبل الزواج باعتبار أن ذلك يعزز من قيمة الفتاة.

ذهب يوم المِلكة في السعودية

1629201 1112032616

تقول بدور علي، المقيمة في السعودية، إن معظم السعوديين في الماضي كانوا يسيرون بمبدأ “أخفوا الخطبة وأعلنوا النكاح”، لذا كان ذهب العروس من الأسرار التي لا تخرج إلا للمقربين، لكن مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي بدأت الفتيات والأهل في التباهي بالذهب المقدم ونشر صوره على سناب شات وإنستجرام، معتبرين أن هذا يظهر قيمة الفتاة.

وفي الماضي كان يطلب أحيانًا ذهبًا بنفس وزن الفتاة، لكن الآن في بعض المناطق البدوية يطلب الأهالي بضعة كيلوات، وبحسب التقاليد، تقدم الشبكة في السعودية عقب عقد الزواج ويسمى بـ”المِلكة” فيذهب العريس ومعه الذهب بالإضافة إلى حقائب مليئة بالأقمشة الحريرية والملابس والحلوى.

أطقم ذهبية وسوليتير

Untitled 4

تقول بدور لـ “شبكة رؤية الإخبارية”: “في المدن يقدم العريس على الأقل 3 أو 4 أطقم ذهبية، بالإضافة إلى هدايا ذهبية من أهل العريس كساعة فخمة من والدته أو إسورة من شقيقته، ويعتبر تقديم طقمًا واحدًا تقليل من قيمة العروس”، مشيرةً إلى أن الذهب في الماضي كان يُعرض في حفل ببيت أهل العروس، والآن أصبحت المِلكة في قاعات احتفالات بديكورات فخمة.

وتابعت: “انتشرت بين الفتيات الشابات اليوم موضة الذهب الأبيض ويطلبن السوليتير بدلًا من الذهب، لكن مع ذلك يجب أن تقدم والدة العريس هديةً من الذهب وفقًا للتقاليد”، منوهةً إلى انخفاض الكميات في الوقت الحالي بسبب الأوضاع الاقتصادية.

مجوهرات تقليدية في زهبة العروس بالإمارت

maxresdefault 7

من الطقوس المهمة عند الزواج في الإمارت “الزهبة”، والتي تتضمن الحُلي الذهبية والملابس التقليدية والعطور و”المخمرية” وهي خليط من العطور التي تُصنع خصيصًا للعروس، بخلاف “المير” وهي هدية لأهل العروس من مواد غذائية وتموينية، ولا تحضر العروس يوم تقديم “الزهبة”وتختفي لتكون في أجمل إطلالة يوم الزفاف.

image 1 12 image 32

وتشمل “الزهبة” الحُلى الذهبية من مجوهرات تقليدية مثل “الكواشي” و”الشغاب” وتعني أقراط، و”الطاسة” وهي حلية تُلبس على الرأس مكونة من سلاسل ذهبية تُشبه الطاقية، و”الكف” وهي إسورة ذهبية تخرج منها سلاسل بها خواتم 5 للأصابع، و”الحيول” وتعني أساور، و”المرتعشة” وهي قلادة يخرج منها سلاسل ذهب تزين صدر العروس، وتوضع “الزهبة” داخل صندوق خشبي مزخرف معروف بـ”المندوس”، يُوضع بغرفة العروس قبل موعد الزفاف بعدة أيام.

من الكويت إلى اليمن

b6638a18 5876 4ec6 88f0 61b8415eec62EurkM0LXMAAufjX

في الكويت قديمًا، كان المهر يُقدم نقودًا من الفضة والذهب تُسمى “خردة” تُوضع في منديل أبيض، وبعد الاتفاق يأتي يوم “الدزة” وهو احتفال في بيت العروس، ويأتي أهل العريس مع “الدزة” الموضوعة في صناديق مزخرفة، والآن توضع في حقائب أنيقة لكبرى الماركات العالمية ومخصصة لنفس الغرض.

داخل صندوق “الدزة” توجد أقمشة ثمينة من الحرير والأثواب المزركشة والعباءات والملابس التقليدية، بالإضافة إلى الهدايا الذهبية الثمينة التي تناسب المقدرة المادية للعريس.

وفي اليمن تذهب النساء من أهل العريس إلى بيت أهل العروس مع هدايا من حقائب مليئة بالملابس والأحذية والأطقم ذهبية.

ربما يعجبك أيضا