الصين تحدد موقفها من القضية الأفغانية.. ورسائل صريحة لأمريكا

أصدرت الصين بيانًا من 11 نقطة يفصل موقفها من أفغانستان، مشددة على دعمها جميع الخطط والإجراءات التي تفضي لتسوية سياسية هناك.

وجاء في البيان، الذي صدر اليوم الأربعاء 12 إبريل 2023، أن الصين تحترم استقلال وسيادة ووحدة أراضي الأفغانية، والخيارات المستقلة لشعبها، ومعتقداته الدينية وعاداته الوطنية، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، أو تسعى لتحقيق مصالح فردية، أو أي نفوذ هناك.

بيان الصين

حسب ما نقلته قناة «سي جي تي إن» الصينية، فإن البيان دعم الحكم المعتدل في أفغانستان، مشيرًا إلى أن بكين عبرت عن أملها أن تبني أفغانستان هيكلًا سياسيًّا منفتحًا وشاملًا، وتتبنى سياسات داخلية وخارجية معتدلة وحكيمة، وأن تحمي الحكومة المؤقتة، التي شكلتها حركة طالبان،  الحقوق والمصالح الأساسية لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والأطفال وجميع المجموعات العرقية.

ولمساعدة أفغانستان على تحقيق تنمية مستقلة ومستدامة، قال البيان إن الصين تبذل قصارى جهدها لدعم إعادة الإعمار والتنمية، والوفاء بتعهداتها بالمساعدة، وتعزيز التقدم في التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، والتعاون في مجالات مثل الرعاية الطبية، والتخفيف من حدة الفقر والزراعة والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها.

بيان الصين بشأن أفغانستان

دعم أفغانستان

حسب بيان الخارجية الصينية، رحبت بكين بمشاركة أفغانستان في مبادرة الحزام والطريق، وتدعم اندماج أفغانستان في التعاون الاقتصادي الإقليمي، والتواصل الذي سيحولها من “دولة منغلقة” إلى “دولة منفتحة”.

وقال البيان إن الصين ستشارك في التنسيق متعدد الأطراف، من خلال آليات ومنصات، مثل اجتماع وزراء الخارجية بشأن القضية الأفغانية بين الدول المجاورة لأفغانستان، ومجموعة اتصال منظمة شنغهاي للتعاون، ومشاورات تنسيق موسكو بشأن أفغانستان، في محاولة لإعادة الاستقرار في أفغانستان، وتقديم المساعدة لها على المستويين الإقليمي والدولي.

مكافحة الإرهاب

أعربت الصين عن استعدادها لتسهيل حل القضايا الإنسانية وقضايا اللاجئين في أفغانستان ودعم حرب أفغانستان ضد المخدرات، وقالت إنها تأمل أن تتخذ أفغانستان تدابير أكثر فاعلية لقمع جميع القوى الإرهابية، بما في ذلك حركة تركستان الشرقية، وأن تضمن سلامة وأمن المواطنين والمؤسسات والمشاريع في الصين.

وحثت بكين المجتمع الدولي على تعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وتزويد أفغانستان بالإمدادات والمعدات والمساعدة الفنية، التي تشتد الحاجة إليها. ودعت إلى دعم مكافحة أفغانستان للإرهاب والانفصالية والتطرف، وإجراءاتها الفعالة لقطع قنوات تمويل الإرهاب، والتصدي لتجنيد الإرهابيين وتحركاتهم عبر الحدود.

وطالبت، في بيانها، بمنع انتشار المواد الإعلامية للإرهاب العنيف، بما في ذلك مواد الفيديو، لاحتواء التطرف، ومنع انتشار الفكر الإرهابي، والقضاء على الخلايا النائمة والملاذات الآمنة للإرهابيين.

بيان الصين حول أفغانستان

دور واشنطن

حث البيان الصيني الولايات المتحدة على الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه أفغانستان، واتهم واشنطن بأنها خلقت القضية الأفغانية في المقام الأول، وأنها أكبر عامل خارجي يعوق التحسن الجوهري في الوضع الإنساني في أفغانستان.

وأشار إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة استخلاص الدروس مما حدث في أفغانستان، ومواجهة المخاطر والتحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية الجسيمة هناك، ورفع العقوبات على الفور، وإعادة الأصول الأفغانية في الخارج، وتقديم المساعدات الإنسانية، التي تعهدت بها، لتلبية الاحتياجات الطارئة للشعب الأفغاني.

وأضاف أن الصين تعارض التدخل الخارجي والتسلل في أفغانستان، مشيرًا إلى أن تحقيق سلام واستقرار مستدامين في أفغانستان، يجب على الدول المعنية ألا تحاول إعادة نشر المنشآت العسكرية في أفغانستان والدول المجاورة لها، أو ممارسة معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب، أو تعزيز أجندتها الجيوسياسية من خلال دعم الإرهاب أو التواطؤ معه.

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض: الانسحاب من أفغانستان كان مأساويًّا

اقرأ أيضًا| استدعاء وزير الخارجية الأمريكي بشأن الانسحاب من أفغانستان