حطّم عام 2023 الرقم القياسي للصيف الأكثر دفئًا في القطب الشمالي، ما أثر على البشر والنظم البيئية في المنطقة كلها.
وتسببت حرائق الغابات بانطلاق عمليات الإخلاء في كندا، وكانت جرينلاند أكثر دفئًا، حيث سجلت محطة أبحاث في قمة الغطاء الجليدي الذوبان الخامس المسجل في أواخر يونيو.
درجات حرارة مرتفعة
أوضح موقع (The Conversation) أن تراكم الثلوج خلال شتاء 2022-2023 كان أعلى من المتوسط في معظم أنحاء القطب الشمالي، ولكن بحلول شهر مايو، أدت درجات الحرارة المرتفعة في فصل الربيع إلى انخفاض الكتلة الثلجية في أمريكا الشمالية إلى مستوى قياسي.
وتابع، في تقرير نشره الأربعاء 13 ديسمبر 2023، أن هذا أدى إلى كشف اليابسة التي سرعان ما ارتفعت درجة حرارتها وجفت، ما أدى إلى تأجيج الحرائق التي أشعلها البرق في جميع أنحاء كندا.
تقرير القطب الشمالي
ذكر الموقع أن 82 عالمًا في القطب الشمالي من جميع أنحاء العالم قيموا العلامات الحيوية للقطب الشمالي، والتغيرات الجارية وتأثيراتها على الحياة في جميع أنحاء المنطقة وحول العالم، وذلك ضمن بطاقة تقرير القطب الشمالي لعام 2023، التي صدرت الثلاثاء 12 ديسمبر 2023.
وأضاف أن التقرير من إعداد أخصائي المناخ في ألاسكا، ريك تومان، وعالم الأبحاث، ماثيو دروكنميلر، ونائب مدير المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد، تويلا مون، وعدد من علماء المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية في جامعة كولورادو بولدر.
وتعد بطاقة تقرير القطب الشمالي لعام 2023 بمثابة تذكير بالمخاطر التي تحيط بمنطقة القطب الشمالي، سواء المخاطر الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أو الحياة والثقافات التي تعطلت بالفعل بسبب تغير المناخ.
آثار تغيرات المناخ
قال الموقع إن تقرير القطب الشمالي يتضمن 12 مقالة تستكشف آثار تغيرات المناخ والنظام البيئي عبر المنطقة وكيفية تكيف المجتمعات، وكشف عن التربة الصقيعية تحت سطح البحر، وهي تربة متجمدة في قاع المحيط غنية بالمواد العضوية، بدأت تذوب تدريجيًّا منذ أن غمرتها المياه بعد تراجع الصفائح الجليدية.
وأوضح أن درجات حرارة المحيط الأكثر دفئًا تؤدي إلى تسريع ذوبان هذه التربة الصقيعية المخفية، ما سيؤدي إلى تتحلل المادة العضوية التي تحتوي عليها وتطلق غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وتؤدي إلى تفاقم تحمض المحيطات، مشيرًا إلى أن تغير المناخ أدى إلى تعطيل الحياة وسبل العيش في المنطقة.
رقم قياسي
أوضح الموقع أن صيف 2023 حطم الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2016، بـ4 أضعاف ذلك الرقم، وكانت درجات الحرارة في كل مكان تقريبا في القطب الشمالي أعلى من المعدل الطبيعي، مشيرًا إلى أن حرارة الشمس ونقص الرطوبة تسببت في تجفيف المواد العضوية الموجودة على السطح وتحته مباشرة.
وأفاد بأن الطقس الدافئ للغاية في شهري مايو ويونيو 2023 في الأقاليم الشمالية الغربية أدى إلى تسخين نهر ماكنزي العظيم، ما تسبب في تحرك المياه الدافئة نحو بحر بوفورت في الشمال، وشهدت ألاسكا الغربية انخفاضًا شديدًا في أسماك السالمون في عام 2023، ما يعطل الممارسات الثقافية والأمن الغذائي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1702096