القمة العربية بالسعودية.. عودة سوريا وتطورات ملفي السودان وليبيا تتصدر المناقشات

وصل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى جدة، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.

تأتي الزيارة التي أجراها سامح شكري، مساء الثلاثاء 16 مايو 2023، في إطار الإعداد لاجتماعات الدورة العادية 32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المقرر عقدها يوم الجمعة 19 مايو الجاري في المملكة العربية السعودية.

الاجتماعات التحضيرية

صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبوزيد، بأنّ وزير الخارجية سيشارك في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب، غدًا، والذي سيتولى النظر في جدول الأعمال ومشاريع القرارات المطروحة على القمة، فضلًا عن مشاركة الوزير سامح شكري في عدد من اللجان الوزارية المعنية بعدد من قضايا المنطقة.

وأضاف أبوزيد، أنّ القمة العربية المقبلة تنعقد في ظل تحديات جسام تواجهها المنطقة، والتي فاقم منها الوضع الدولي المتأزم، وهو ما يستدعي استمرار الدول العربية في الاضطلاع بدورها القيادي في التعامل مع أزمات المنطقة أملًا في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء للشعوب العربي.

مساعدة الأقاليم العربية المحتاجة

كان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، رجح في مارس الماضي أن القضية الرئيسة في القمة العربية ستكون كيفية مساعدة الأقاليم العربية المحتاجة اقتصاديًّا.

وشدد على أن القمة السعودية – الصينية – الإيرانية إيجابية جدًا، وأن مفاعيلها الأولية هي إرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وإيران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد.

القمة العربية المقبلة

مشاركة سوريا في القمة العربية

في مطلع الشهر الجاري، وافق وزراء الخارجية العرب في القاهرة على استعادة سوريا عضويتها في الجامعة العربية، بعد مرور أكثر من عقد على تجميدها جرّاء انزلاق الانتفاضة ضد حكم الأسد إلى القتال المسلح، عقب تعرض الاحتجاجات للقمع.

ووصل وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، رفقة وفد رسمي، إلى المملكة العربية السعودية، قبيل انعقاد القمة العربية في مدينة جدة، الجمعة.

اقرأ أيضًا| الأسد يتلقى دعوة من العاهل السعودي لحضور القمة العربية

لا ننظر إلى الماضي

حسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، قال وزير الخارجية السوري، في تصريحات صحفية لدى وصوله إلى مطار جدة: “هذه فرصة جديدة لنا لنقول لأشقائنا العرب إننا لا ننظر إلى الماضي وإنما إلى المستقبل”.

وأضاف المقداد أن “هناك الكثير من التحديات التي يجب أن نناقشها ونحشد قوانا العربية لمواجهتها ومنها قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومسألة المناخ”.

تحديد المعطيات لمواجهة التحديات

عبّر المقداد عن سعادته بوجوده في المملكة العربية السعودية، قائلًا “نتمنى لهذه القمة كل النجاح ونحن هنا لنعمل مع أشقائنا العرب على تحديد المعطيات لمواجهة التحديات التي نتعرض لها جميعًا”.

وفي وقت سابق، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، دعوة للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية في جدة، في 19 مايو.

صياغة علاقات عربية

قال أستاذ العلوم السياسية الدولية، الدكتور طارق فهمي، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن القمة العربية التي ستجري في 19 مايو الجاري في المملكة العربية السعودية هي قمة هامة لصياغة علاقات عربية ودولية وإقليمية، خصوصًا أن السعودية رتبت للقمة بطريقة جيدة، على رأسها مسار العلاقات العربية والإقليمية، خاصة بعد استئناف العلاقات مع إيران. 

وأضاف فهمي أن القمة العربية المقبلة قمة معقود عليها الآمال لصياغة علاقات عربية إقليمية ودولية، خصوصًا أن السعودية انفتحت على كل من الصين وروسيا، إضافة إلى تمسك العرب بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

الدكتور طارق فهمي

لحظات حاسمة

تابع فهمي أن هذه القمة تجري في لحظات حاسمة في عمر الإقليم العربي، وفي إطار مشروعات التعاون الإقليمي، لافتًا إلى أن المملكة العربية السعودية حريصة على نجاح هذه القمة العربية، على أن يكون عنوانها عودة سوريا إلى الجامعة العربية خصوصًا مع توجيه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد بالحضور إلى القمة. 

واختتم فهمي بأن القمة العربية المقررة، خلال الأيام القليلة المقبلة، تعتبر قمة استعادة الذات وتشكيل سياسات عربية ودولية، وقمة لمناقشة الملفات المفتوحة، منها الملف الليبي على اعتبار أنه أمر مهم للغاية، بالإضافة إلى الملف السوداني، خصوصًا أن السعودية بذلت مجهودات كبيرة في اجتماع جدة مؤخرًا، وهذا يشير إلى أن الملف السوداني سيكون على رأس الملفات المطروحة باعتباره ملفًا مهمًا.

اقرأ أيضاً| أبو الغيط: بإمكان الأسد المشاركة في القمة العربية