اللبنانيون يتمسكون بمطالبهم ويرفضون دعوة السلطة للحوار

سهام عيد

رؤية

بيروت – بدأ المتظاهرون قطع طرق رئيسية في وقت مبكر، اليوم الجمعة، في بيروت ومناطق عدة، تأكيدًا لإصرارهم على شل البلاد لليوم التاسع على التوالي، وتمسكهم بمطلب رحيل الطبقة السياسية، رافضين الدعوة إلى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية “ا ف ب”.

وأفاد مصورون في وكالة فرانس برس، بأن المتظاهرين قطعوا الطرق الرئيسية في بيروت، وتلك المؤدية إلى مطارها الدولي، ومداخلها كافة. كما قطعت طرق في مناطق عدة شمالاً، وجنوبًا.

ويستخدم المعتصمون لقطع الطرق عوائق، ومستوعبات نفايات، وقطع حديدية. وأحرقوا إطارات على طريق المطار. وفي أماكن أخرى، نصب متظاهرون خياماً وسط الطرق الرئيسية، وقضوا ليلتهم فيها.

وأبقت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها مقفلة.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، المتظاهرين إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقيهم في “حوار بناء”، “والاستماع تحديداً الى مطالبكم، وتسمعون بدوركم من قبلنا مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي”، مبدياً انفتاحه على “إعادة النظر في الواقع الحكومي”، لكن خطابه لم يلق آذاناً صاغية في الشارع.

ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عصر اليوم الجمعة، كلمة يتناول فيها التطورات اللبنانية. وكان نصرالله، رفض في خطاب قبل أيام استقالة الحكومة.

ويشارك حزب الله في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية وحزب الله وحركة أمل ورئيسها رئيس البرلمان نبيه بري، وحلفاء آخرين. 

وكسر المتظاهرون في الحراك الشعبي غير المسبوق في لبنان للمرة الأولى “محرمات”، بالتظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله، وانتقاد الحزب وأمينه العام شخصيًا.

ويحظى نصرالله باحترام شديد بين مؤيديه إجمالاً. وإن كانت التظاهرات أقل حجماً في مناطق نفوذه، لكنها لافتة.

ولم تستثن هتافات وشعارات المتظاهرين زعيماً أو مسؤولاً. لكن ساحة رياض الصلح، شهدت ليل الخميس، توتراً تطور إلى تدافع، بدأ مع إطلاق مجموعة هتافات مؤيدة للأمين العام لحزب الله، رافضين إدراجه مع الطبقة السياسية التي يطالب المتظاهرون برحيلها، ما أثار اعتراض بقية المتظاهرين.

وتدخلت قوة من مكافحة الشغب للفصل بين المتظاهرين، بينما أفادت وكالة الأنباء  الرسمية بسقوط جريح على الأقل.

وقال عصام، وهو موظف إداري اليوم لفرانس برس: “نريد البقاء في الشارع لتحقيق مطالبنا المعيشية وتحسين البلد”، مضيفاً “نريد أن يسقط النظام.. والشعب بأكمله بات جائعاً، ولا حلاً آخر أمامنا”.

وأضاف “لا نخشى تخريب التظاهرات لأننا جميعاً شعب واحد.. لقد ظهر لكل الأحزاب أننا موحدون ونريد تحقيق مطالبنا”.

وفي مدينة النبطية التي تعد من أبرز معاقل حزب الله جنوباً، أقدمت شرطة البلدية قبل يومين على تفريق متظاهرين بالقوة، وضربت بعضهم، إلا أن المتظاهرين أصروا الخميس على مواصلة تحركهم. وقدّم خمسة أعضاء في المجلس البلدي استقالاتهم احتجاجاً على قمع المتظاهرين السلميين.

ويرى فارس الحلبي، وهو ناشط وباحث في منظمة غير حكومية، أن “الأحزاب اللبنانية تحاول اختراق التظاهرات والضغط عليها، أو شرذمتها ولا يقتصر الأمر على حزب الله، فحسب”، لافتاً إلى أن الأخير “يستعمل حجة شتم نصرالله، لافتعال بعض المشاكل مع المتظاهرين، أو الضغط عليهم”.

وعنونت صحيفة مقربة من حزب الله على صفحتها الأولى، الجمعة “خطر الفوضى”.

وبات واضحاً أن القوى السياسية التي بدت عاجزة عن احتواء الغضب الشعبي، تراهن على تعب المتظاهرين وتراجعهم.

وقبل دعوة عون إلى الحوار، أعلنت الحكومة خطة إصلاح “جذرية”، تضمنت خفضاً إلى لنصف لرواتب المسؤولين، ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضاً لشكه في قدرة الحكومة، التي لطالما وعدت ولم تف، على التنفيذ.
 

ربما يعجبك أيضا