غلاء الأسعار يسيطر على كعك العيد والنساء يواجهنه بإحياء العادات القديمة

شيرين صبحي

الكعك أبرز ما يميز الأعياد في الدول العربية، كيف اختلفت طرق التدبير لمواجهة ارتفاع سعره؟


لا تكتمل فرحة العيد دون وجود الكعك، فهو طبق رئيس داخل بيوت المسلمين والمسيحيين على سواء في الأعياد والأفراح.

هذا العام بعد ارتفاع أسعار منتجات تصنيع حلوى العيد، من دقيق، سمن، سكر، وغيرها، قررت كثير من ربات المنازل أن يعدن لتصنيعه في البيت، منهن من تعده “عادة” لا يجب انقطاعها من البيت، وآخرون يفضلون “الجاهز” وإن ارتفعت أسعاره، فاتجهوا إلى تقليل الكمية المشتراة.

أسعار كعك العيد

1620653112533788800

عودة لعمل الكعك في المنزل

يتوقف سعر الكعك على أسعار السمن إذا كان بلديًا أو عاديًا، فكيلو الدقيق يحتاج نصف كيلو سمن، إذا كان سعر كيلو الزبدة 100 جنيهًا، فإنه يحتاج 2 كيلو دقيق بـ25 جنيهًا، وبعض مكملات من عند العطار لا تكلف كثيرًا.

تصنيع الكعك في المنزل يتكلف نصف أسعار “الجاهز”، إذا استخدمت السمن البلدي، ويمكن أن يتكلف ربع أسعار المحلات إذا استخدمت السمن العادي، كما توضح منال السيد (ربة منزل). وتضيف لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: إن صناعة كيلو الكعك في المنزل، يتكلف ما بين 70 إلى 80 جنيهًا، بينما في المحلات يصل النوع الجيد إلى 200 جنيه أو أكثر.

عادة لا تنقطع

لا تشتري كريمة علي كعكًا جاهزًا أبدًا، بل تعده في بيتها، فهو يمثل لديهم “عادة” لا يجب أن تنقطع، وإلا صار فائلًا سيئًا على كل العائلة. تقول لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “رحل والدي في منتصف شعبان، لكن والدتي طلبت مني أصنع الكعك حتى لا تنقطع عادتنا ويذهب آخرون من العائلة”.

وتضيف: “لم أنقش الكعك، جعلته دون نقش مثل القرص أو القراقيش، وصنعت كمية صغيرة فقط حتى لا أقطع العادة وتعود علينا الأيام بكل خير. أما ابنتي التي اعتدت أن أرسل لها “موسم العيد”، أحضرت لها “سلفتها” الكعك هذا العام لعلمها بظروف رحيل جدها”. وتتابع: إحدى الجارات مات عمها في إحدى السنوات، فلم يعدوا كعكًا أو بسكوتًا، وعندما حل العام التالي كان عمها الآخر توفي، وكل عام يموت أحد من العائلة لمدة 10 سنوات!

فرحة زمان

Screenshot 20210328 180729 01

كعك العيد البيتي

على العكس منها توقفت سارة محمد عن صنع الكعك بعد رحيل والدها منذ عدة سنوات، ثم رحيل والدتها منذ عامين. تقول: “لم يعد للكعك فرحة مثل السابق، عندما كانت تجتمع الجارات أو الأصدقاء والأقارب لصنع الكعك، كانوا يصنعون كميات كبيرة، كنا نلتف جميعًا لنقش الكعك ورصه على الصاجات، ثم نذهب به للتسوية في الفرن. الآن ذهبت الفرحة مع من رحلوا، ولم نعد نهتم بصنعه”.

وتضيف لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “بعد رحيل والدي، توقفت والدتي عن صنع الكعك وكانت تشتري كمية قليلة لنتذوقه، لكن الأولاد الصغار لا يحبونه ولا يقبلون على تناوله، ويفضلون الحلويات الجاهزة و”فُطرة” العيد من شوكولاتة وطوفي وغيرها”.

إقبال معقول

مصطفى سعد، مسؤول أحد محال الحلوى في الدقهلية، أوضح لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الأسعار “معقولة”، ويوجد إقبال، إذ تتفاوت الأسعار وفقًا للخامات المستخدمة، ويراعي المصنعون توفير المنتجات لتناسب جميع الدخول، فيتوافر كعك بدءًا من 50 حتى 200 جنيهًا للكيلو، وتتراوح أسعار البسكويت من 40 إلى 110 جنيهًا للكيلو.

وتختلف الأسعار من الكعك السادة إلى المحشو وفقًا لنوع الحشو، ونوع السمن المستخدم، ويعد البسكويت هو الأقل سعرًا وسط حلويات العيد، والبيتي فور أعلاها سعرًا. وتختلف الأسعار تمامًا في محلات الحلويات الشهيرة، وتبدأ أسعار علبة الكعك المشكل من 180 جنيهًا، وتصل إلى 990 جنيهًا للعلبة.

السودان.. العودة للكعك “البيتي”

في السودان، ارتفعت أسعار خبائز العيد كثيرًا، وضعف الإقبال على الشراء بسبب ارتفاع الأسعار، إذ ارتفع سعر جردل الكعك الصغير لأسعار تراوحت من 8 إلى 10 آلاف جنيه، وجردل البسكويت المتوسط بين 6 إلى 8 آلاف جنيه والمشكل من البيتفور بين 10 إلى 15 آلاف جنيها. وبسبب ارتفاع التكاليف، فضلت عديد من النساء صناعة الكعك منزليًّا بسبب ارتفاع الأسعار.

وقال عدد من المواطنين السودانيين، إن الأسعار هذا العام تفوق قدرات عديد من الأسر، وامتنعت كثير من السيدات عن شراء المخبوزات الجاهزة، وصنعوها في المنازل لتقليل التكلفة، إذ إن الأسعار هذا العام مبالغ فيها بدرجة كبيرة، أما من اضطر لشراء الجاهز، فاكتفوا بكميات أقل من الأعوام الماضية، وفقًا لصحيفة “مداميك” السودانية.

ربما يعجبك أيضا