«الناتو» يحتفل بالذكرى الـ75 لتأسيسه وسط مخاوف وتهديدات

إسراء عبدالمطلب

الخارجية الروسية: الناتو جعل روسيا هدفًا لسياسته العدوانية، أما أوكرانيا فيستخدمها هذا الحلف كأداة معادية لروسيا.


يحتفل حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالذكرى الـ75 لتأسيسه في بروكسل، اليوم الخميس، وسط «تهديد» روسي متزايد.

ورغم تنامي سيطرة القوات الروسية على ساحة المعركة في أوكرانيا، تعهد كبار دبلوماسي الحلف بمواصلة دعم أوكرانيا والالتزام بالمسار الذي اتخذته الحلف بالمنطقة.

من الحرب الباردة إلى حرب أوكرانيا... 75 عاماً على تأسيس «الناتو»

75 عام للناتو

في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ75 لتأسيس الناتو، أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج أن الولايات المتحدة وأوروبا متحدة وقوية في إطار التعاون.

وفي سياق تزايد القلق في أوروبا بشأن الالتزام الأمريكي بحلف شمال الأطلسي، شدد ستولتنبرج على قوة التحالف وأهمية التعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا في هذا السياق، مشيرًا إلى أن التحالف بأكمله أقوى وأكثر أمانًا عندما تتعاون الولايات المتحدة وأوروبا معًا.

وتأتي التصريحات في وقت يواجه فيه حلف شمال الأطلسي تحديات جديدة في مواجهة الصراع في أوكرانيا، حيث تحتاج إلى مزيد من التعاون والجهود للتصدي للتهديد الروسي المتزايد. ورغم دعم الحلف لأوكرانيا، يشهد الناتو تراجعًا في الإمدادات العسكرية بسبب التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، القوة الرئيسية في التحالف.

توترات داخل الناتو

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة بسبب انتقاده لدعم كييف وتصريحه بتشجيع روسيا على مهاجمة دول الحلف التي لا تنفق بما يكفي على الدفاع، وهذا الرد المثير للجدل أدى إلى ارتفاع مستوى التوترات داخل الناتو.

ورغم زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل حلفاء الناتو خلال الصراع في أوكرانيا، حيث من المقرر أن تستثمر 18 دولة حليفة بما في ذلك ألمانيا مبلغًا يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع بحلول عام 2024، لا تزال الولايات المتحدة تشكل الجزء الأكبر من الإنفاق الدفاعي للحلف.

وهذا التحدي الذي يواجه الناتو يظهر أهمية تعزيز التضامن والتعاون داخل التحالف، بما في ذلك زيادة الاستثمارات الدفاعية من قبل الدول الأعضاء لتعزيز القدرة الدفاعية الجماعية وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

غضب روسي

من الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الناتو جعل روسيا هدفًا لسياسته العدوانية، أما أوكرانيا فيستخدمها هذا الحلف كأداة معادية لروسيا. وأعلن الأمين العام لهذا الحلف ينس ستولتنبرج عشية هذا التاريخ، أن توريد السلاح والمعدات العسكرية من دول الناتو إلى أوكرانيا يجب أن يجري على أساس إلزامي وليس على أساس طوعي.

وأضافت زاخاروفا لوكالة تاس: “هذا التصريح يؤكد جوهر الحلف المعادي لروسيا. وثانيًا، يؤكد أنهم يستخدمون أوكرانيا كأداة. هذه التصريحات هي دليل وإثبات لصحة الأطروحات التي تحدثنا عنها لفترة طويلة والتي ينكرها أعضاء الناتو في كثير من الأحيان. الناتو هو تكتل عدواني موجه ضد بلدنا. طبعا هذا الحلف لديه اتجاهات أخرى ودول أخرى، ولكنه موجه قبل كل شيء، ضد بلادنا هي التي اختاروها كهدف”.

روسيا وحلف الناتو

قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، إن الوضع في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي يتدهور “بشكل متوقع ومتعمد”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إن واشنطن وبروكسل أوصلتا جميع قنوات الحوار بين موسكو والحلف لمستوى “حرج عند الصفر”. مضيفًا أن روسيا ليس لديها أي نية لبدء صراع عسكري مع الحلف أو أعضائه. وشدد جروشكو أن ظهور قواعد حلف الناتو على أراضي أوكرانيا، يعني أنها تصبح هدفاً مشروعاً لروسيا وستحترق كما احترقت ساحة تدريب “يافوروفسكي” غربي أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا