كشف بحث جديد أن رفاق النمل الإفريقي المصاب يقومون بمهام إنقاذ معقدة، باستخدام إفرازات المضادات الحيوية ذاتية الصنع لعلاج الجروح المصابة.
وأضافت الدراسة أن هذه الإسعافات الأولية الموجهة تنقذ نحو 90% من النمل المصاب الذي يموت بسبب الالتهابات المتقيحة الناجمة عن جروح المعارك الخطيرة.
سلوكيات المناعة الاجتماعية
أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره الجمعة 2 فبراير 2024، أن نتائج الدراسة وجدت أن عقل النمل يمكن أن يستشعر إشارات كيميائية خفية تكشف عن حالة الإصابة والعدوى، ما يؤدي إلى رعاية مخصصة لاحتياجات المصابين.
وأضاف أن سلوكيات المناعة الاجتماعية التي تظهر لدى النمل تتراوح بين تنظيف العش إلى الإعدام المباشر لأعضاء المستعمرة الملوثة، فإن هذه الرعاية المستهدفة غير العادية باستخدام المضاد الحيوي الفريد، المعتمد على النمل، المطبقة على الأفراد المصابين تزيد من فرص بقائهم على قيد الحياة.
نوع فريد
أوضح الموقع أن النمل الإفريقي هو أحد أنواع النمل الذي يعتمد كليًا على الإغارة على أنواع النمل الأبيض من أجل الغذاء، ويهاجم النمل الإفريقي أعشاش النمل الأبيض في موجات لا هوادة فيها، ليؤمن وجبة طعام، لكنه يتكبد خسائر فادحة من دفاعات جنود النمل الأبيض في هذه العملية.
وأضاف ان الأبحاث السابقة أظهرت أن نحو 21٪ من النمل المداهم يعود إلى المنزل بأطراف مقطوعة أو إصابات خطيرة أخرى، وأن 90٪ من النمل الذي لم يتلق رعاية للجروح الخطيرة يموت في غضون يوم واحد.
ولكشف أسرار العناية بالجروح، أكد فريق البحث أن العدوى أثبتت أنها التهديد الأكثر فتكًا للنمل المصاب، وأظهرت محاكاة جروح المعارك في المختبر، بعد تعريضها إما لظروف معقمة أو لميكروبات التربة، أن العدوى تسببت في الغالبية العظمى من الوفيات.
مناعة اجتماعية فعالة
ذكر الموقع أن عودة النمل المصاب بجروح ملوثة إلى رفاقه أدى إلى ارتفاع معدل البقاء على قيد الحياة مرة أخرى، ما يكشف عن مناعة اجتماعية فعالة، فيما وجدت الدراسة أن الممرضات بذلن المزيد من الاهتمام للجروح الخطيرة، مثل لعق الجروح لفترات أطول، ما يشير إلى أنهن شعرن بمستويات الخطورة.
وأضاف أن التحليلات الكيميائية كشفت عن اختلافات متراكمة في الهيدروكربونات الجلدية، وهي جزيئات شمعية تغطي الهيكل الخارجي للنمل، وترتبط بتفاقم الالتهابات، وقال الباحثون إن مسببات الأمراض تحدث تغييرات متتالية في الإشارات الهيدروكربونية، ما يسمح للممرضات لتمييز الحالات الخطرة وفقًا لذلك بمضادات الميكروبات من الغدد الجنبية.
غدد مضادات حيوية
أفاد الموقع أن للنمل غدد خاصة مقترنة تحت درع الصدر، ويخزن الإفرازات المضادة للميكروبات لتعقيم نفسه وأعشاشه، ورصد الباحثون ممرضات يطبقن بعناية قطرات الغدة الخلفية هذه فقط على الجروح المكشوفة لرفاقهن المصابين باستخدام أفواههن، واستمرت جلسات العلاج بالمضادات الحيوية ضعف مدة جلسات تنظيف الإصابات العادية.
وأضاف أن ضبط الإشارات الاجتماعية للحالات المعدية يسمح للممرضات بتوزيع المواد المساعدة الجنبية فقط عند الضرورة القصوى، ويؤدي الرش العشوائي إلى تسريع مقاومة الميكروبات بشكل لا يختلف عن أزمة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في عالمنا.
وذكر أن نشر الدفاعات فقط عند حدوث العدوى وتعديل الاستجابات لتتناسب مع درجة الخطر الذي يشكله يؤدي إلى نتائج منقذة للحياة لهذا النمل، مشيرًا إلى أن نمذجة سلوك النمل يعزز الطب البشري بإضافة قدر أكبر من الحدس في تحديد متى ومدى قوة دق أجراس الإنذار ونشر دفاعاتنا ضد الأمراض.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1750448