اليونان: مصر في عهد السيسي قوة إقليمية كبيرة

عاطف عبداللطيف

رؤية

أثينا – أشاد الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر واليونان، التي وصفها بـ”الممتازة والوثيقة”، وثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تعزيز هذه العلاقات، قائلًا إن العلاقات الثنائية خلال رئاسة السيسي “تعززت ونمت بشكل مهم جدًا، وتعمقت وتطورت واتخذت أبعادًا كبيرة في مجالات عديدة كانت غير معروفة في السابق”.

وأوضح الرئيس اليوناني -في حديث صحافي لصحيفة الأهرام، الأحد- أن مصر في عهد الرئيس السيسي تحولت إلى قوة إقليمية اكتسبت قوتها وهيبتها في المنطقة والعالم، وأنها تنمو وتتطور بمعدلات سريعة.

وأضاف الرئيس اليوناني -الذي سيقوم بزيارة إلى مصر غدًا تستمر يومين، لحضور بدء فعاليات أسبوع الجاليات (العودة للجذور) في الإسكندرية مع الرئيس السيسي ونظيره القبرصي نيكولاس أناستاسياديس- أن على الغرب، وبالأخص الاتحاد الأوروبي، الاعتراف بأن مصر خلال حكم الرئيس السيسي تحولت إلى جدار منيع وحصن قوى أمام الإرهاب لا غنى عنه، وخاصة ضد الإرهاب المروع والبشع، مثل (داعش) الذي ارتكب وما زال يرتكب جرائم ضد الإنسانية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ونوه بأن الاتحاد الأوروبي يدرك أهمية ودور مصر في المنطقة بشكل عام ومحاولاتها المضنية لترسيخ السلام والاستقرار في عموم المنطقة، مشيرًا إلى “الدور الفعال” الذي تقوم به بلاده لتوضيح الحقائق التي تجري في مصر.

كما نوه الرئيس اليونانى ببرنامج الإصلاحات الاقتصادية في مصر، الذي وصفه بأنه “يسير بخطى حثيثة وسريعة”، وقال: اكتسبت مصر الاستقرار الذي هي بحاجة ملحة إليه، ما يسمح لها أن تلعب دورها القيادي على صعيد العالم العربي والإقليمي، وأن تتحول إلى أرضية صلبة للاستقرار في عموم المنطقة والعالم”.

وأكد أن التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص يأخذ تدريجيًا شكلًا مؤسسيًا، بصفته جزءًا لا يتجزأ من التحالفات الناجحة والبناءة لأنه مستوحى من الإرادة السياسية للدول الثلاث، والعيش المشترك لتوسيع هذا التعاون بينها، وتحقيق أقصى قدر من الفائدة لها وللمنطقة ككل، مشيرًا إلى أن الصراعات والأزمات في المنطقة وانتشار القوى المتطرفة لابد أن تواجه بحزم.

وبشأن التعاون بين اليونان ومصر وقبرص لتحديد المنطقة البحرية الخالصة (أيه.أو.زي)، شدد الرئيس اليوناني على أن تحديد المناطق الاقتصادية يتم وفق قواعد قانون البحار، وقال إن التعاون لتحديد المنطقة البحرية الخالصة (AOZ) يتجاوز الحدود الاقتصادية، ويكتسب أبعادا جيواستراتيجية، وهذا بسبب طريقة تحديد الحدود هذه في منطقة المتوسط، والتي تكون أمرًا لا سابق له فيما يتعلق بطريقة تطبيق أحكام القانون الدولي للبحار.

وأشار إلى أن تحديد المنطقة البحرية الخالصة يتم من خلال أحكام اتفاقية (مونتيجو باي) لعام 1982، حيث تم من خلالها تشريع قانون البحار، وهذه الأحكام “علينا تطبيقها بشكل دقيق لتحديد المنطقة البحرية الخالصة لكل دولة في منطقتنا، ونحن في اليونان وقبرص بالتعاون مع مصر نخطو نحو هذا الاتجاه”.

ورفض الرئيس اليوناني تحركات تركيا إزاء تعطيل قبرص عن أعمال اكتشاف الغاز، والتي وصفها بالتحركات “الاستفزازية والعشوائية والفجة”، وحث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على “إيضاح” لتركيا “بشكل مناسب” أن عليها احترام تحديد المنطقة الخالصة لكل بلد على صعيد القانون الدولي، وتحديدًا قانون البحار.

وبشأن حضوره افتتاح فعاليات أسبوع الجاليات (العودة للجذور) في الإسكندرية، قال الرئيس اليوناني إن مبادرة كهذه تنسجم مع التاريخ العريق والمسيرة الطويلة بين اليونان ومصر، خاصة في مجال ثقافاتنا الكبيرة والمعروفة والتي أثرت بشكل جدي وحاسم على مسيرة التاريخ العالمى والثقافة الدولية بشكل عام.

وأعرب عن سعادته لانطلاق برنامج (العودة للجذور) من الإسكندرية، وقال الرئيس اليوناني إن الإسكندرية “مدينة التاريخ والثقافة، تترك بصماتها دائمًا على مر القرون”.

ربما يعجبك أيضا