انتخابات تايوان المحلية.. فوز حزب الكومينتانج قد يؤسس لعلاقة ودية مع الصين

أحمد ليثي
الكومينتاج

حكم حزب الكومينتانج، المعروف أيضًا باسم الحزب القومي الصيني، الصين بين عامي 1912 و1949، عندما انسحب إلى تايوان بعد خسارته الحرب الأهلية أمام الحزب الشيوعي الصيني، وأسس حكومته على الجزيرة


استقالت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، من منصبها كزعيمة للحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم في الجزيرة، بعد أن تكبد حزبها خسائر فادحة في الانتخابات المحلية.

وبحسب سي إن إن، في تقرير نُشر 27 نوفمبر 2022، جاءت خسائر الحزب الديمقراطي التقدمي في التصويت بمثابة ضربة قاسية لتساي، خاصة أنها حاولت توجيه الانتخابات، باختيارها لرؤساء البلديات وأعضاء المجالس ورؤساء المقاطعات.

مواجهة الصين

بحسب التقرير، دعت تساي لربط القضايا الإقليمية، وحث الناخبين على التصويت لحزبها لمواجهة الصين، لكن دعوتها لتعزيز حظوظ حزبها لم تجنِ ثمارها، ومن المتوقع أن يتقدم حزب الكومينتانج المنافس، الذي يُنظر إليه على أنه أكثر ودية لبكين ويدافع عن علاقات اقتصادية أكبر مع الصين.

من جهتها، كانت بكين حازمة في مطالباتها الإقليمية بشأن تايوان في الأشهر الأخيرة، وفي أغسطس، شنت مناورات عسكرية واسعة النطاق في محيط الجزيرة، ردًا على زيارة مثيرة للجدل قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.

الأولويات المحلية

تأتي النتيجة على الرغم من التصعيد الخطابي في بكين، قال الزعيم الصيني، شي جين بينج، في اجتماع للحزب الشيوعي الشهر الماضي، إن عجلات التاريخ تتجه نحو إعادة توحيد الصين. موضحًا أن بكين لن تتخلى أبدًا عن استخدام كل الوسائل لاستعادة تايوان.

من جهته، قال وين تي سونج، أستاذ العلوم السياسية في برنامج دراسات تايوان التابع لجامعة أستراليا الوطنية: “إن النتيجة أظهرت أن الناخبين كانوا أكثر تركيزًا على القضايا المحلية مثل الاقتصاد والرعاية الاجتماعية، وأقل حساسية تجاه التهديد العسكري الصيني”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد قدر كبير من القلق لدى التايوانيين.

ردود فعل

قالت الناخبة لياو سو هان، من مقاطعة نانتو لشبكة سي إن إن، إنها أدلت بصوتها لصالح الحزب الديمقراطي التقدمي لكن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها بكين لم تكن عاملًا رئيسًا في تحديد تصويتها، فالتهديد العسكري الصيني كان موجودًا دائمًا، ولم يبدأ هذا العام فقط، وإننا معتادون على خطاب الصين هذا طوال الوقت.

من جهته، قال إريك سو، مدير حسابات يبلغ من العمر 30 عامًا ويعيش في مدينة تايبيه الجديدة، إنه أثناء التصويت لصالح تساي في الانتخابات الرئاسية، أيد مرشح حزب الكومينتانج؛ لأنه أقوى في القضايا المحلية، وأشار إلى أنه يفكر في القضايا العالمية عندما توجد انتخابات رئاسية، لأن الرئيس يمكن أن يؤثر في اقتصادنا ومكانتنا الدولية.

قصة حزب الكومينتانج

بحسب صحيفة فاينانشال تايمز، في تقرير نُشر 27 نوفمبر 2022، حكم حزب الكومينتانج، المعروف أيضًا باسم الحزب القومي الصيني، الصين بين عامي 1912 و1949، عندما انسحب إلى تايوان بعد خسارته الحرب الأهلية أمام الحزب الشيوعي الصيني، وأسس حكومته على الجزيرة بعد أن استولى عليها من اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، في حين سيطر الحزب الشيوعي على البر الرئيس للصين.

عندما هرب أعضاء حزب الكومينتانج لأول مرة إلى تايوان، حكم رئيسها آنذاك، شيانج كاي تشيك، الجزيرة بقبضة من حديد وطبق لعدة عقود الأحكام العرفية لقمع المعارضة السياسية، وبعد عقود من نضال النشطاء المؤيدين للديمقراطية، تحولت تايوان تدريجيًا من حكم استبدادي إلى ديمقراطية، وأجرت أول انتخابات رئاسية مباشرة في عام 1996.

انتصارات بارزة

من بين الانتصارات الأبرز في سباقات رئاسة البلدية كان فوز، تشيانج وان آن، حفيد شياج كاي تشيك، أول رئيس لتايوان، ليصبح العمدة القادم لتايبيه بعد فوزه على عضو الهيئة العليا للحزب الديمقراطي التقدمي تشين شيه تشونج، الذي شغل منصب وزير الصحة في تايوان خلال جائحة كوفيد-19.

في بيان صدر مساء السبت، قال مكتب شؤون تايوان في الصين إن نتائج الانتخابات أظهرت أن معظم المواطنين في تايوان يقدرون السلام والاستقرار والحياة الطيبة، وأضاف أن بكين ستواصل معارضة استقلال تايوان والتدخل الأجنبي بشدة.

الكومينتاج

الكومينتانج

فوز حزب لا يلغي الآخر

قال الخبراء إن فوز حزب الكومينتانج لا يعكس بالضرورة تحولًا في نظرة الجمهور التايواني إلى علاقته مع الصين، وقال كبير مستشاري المعهد الجمهوري الدولي في تايبيه، جيه مايكل كول: “التصويت في الانتخابات كان على أساس قضايا الخبز والزبدة، وأنا لا أوافق على أنها تشير إلى تأثير كبير في سياسات تايوان الخارجية”.

من جهته، قال سونج من جامعة أستراليا الوطنية إنه من السابق لأوانه التكهن بفرص حزب الكومينتانج في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، لكنه أشار إلى أن نتائج الانتخابات المحلية قد تعطيه دفعة في الانتخابات الرئاسية، والحزب في وضع أفضل ليكون الحزب الذي يوحد المعارضة، ويجذب جميع الأصوات تحت راية واحدة.

ربما يعجبك أيضا