انشقاقات وتصدع داخل الوفاق الليبية.. خفايا محاولة الانقلاب الناعم على السراج

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

محاولة انقلاب ضد حكومة الوفاق الليبية خطط لها وزير داخليتها بالتنسيق مع الإخوان لتصدر المشهد الليبي، كشفت حالة انفلات الميليشيات الموالية للسراج وسعيها بالتعاون مع تركيا للجم حدة المظاهرات في طرابلس، وفي باطنها محاولة للإطاحة بحكومة السراج بحسب مصادر ليبية رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، مستغلين في ذلك مظاهرات طرابلس وتنديدهم بالأوضاع المعيشية.

الانقلاب على السراج

أفادت مصادر إعلامية ليبية، بأن مجموعات طرابلس في القوة المشتركة أحبطت انقلابًا خطط له وزير الداخلية المقال فتحي باشا آغا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة بحكومة الوفاق خالد المشري، بالتنسيق مع تنظيم الإخوان.

وتوقعت المصادر صدور “قرارات تكميلية” عدة، ضد قيادات تنظيم الإخوان المتغلغلة في السلطة في طرابلس.

وجاءت تقارير المصادر الإعلامية بعد قليل من قرار “المجلس الرئاسي الليبي” بإيقاف فتحي باشا آغا عن العمل، للتحقيق معه في ملفات، لها صلة بالتظاهرات الأخيرة والأحداث الناجمة عنها.

وكلف المجلس الرئاسي وكيل وزارة الداخلية خالد التيجاني بتسيير مهام الوزارة.

إلا أن مصادر لـ”العربية” قالت إن إيقاف وزير داخلية الوفاق فتحي علي باشا آغا عن عمله جاء على خلفية تخطيطه لمحاولة انقلابية على فايز السراج رئيس حكومة الوفاق بالتنسيق مع خالد المشري وجماعة الإخوان.

من جهته، وبعد لقائه بوزير الدفاع التركي آكار خلوصي، أعلن  باشا آغا في بيان موافقته على التحقيق معه، مطالبا بأن تكون الجلسة علنية ومنقولة إعلاميًا.

الإخوان والمشهد الليبي

كشفت مصادر ليبية، عن سبب وقف وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشا آغا بقرار من فايز السراج، وكواليس هذا القرار الذي أثار جدلا في طرابلس، ووضع تركيا وتنظيم الإخوان أمام الأمر الواقع.

صحيفة “الساعة 24” نقلت عن مصادر بحكومة الوفاق تأكيدًا أن باشا آغا وخالد المشري والإخوان وجميعهم موجودون في تركيا كانوا يخططون لانقلاب ضد السراج.

وذكرت أن الانقلاب دبره فتحي باشا آغا المسنود من مليشيات مصراتة، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، بالتنسيق مع تنظيم الإخوان.

وأوضحت المصادر أن الانقلاب كان هدفه سيطرة باشا آغا على طرابلس وتأمينها وإدارة البنك المركزي ووزارة المالية، مشيرين إلى بروتوكول موقع مع الوزارات لكي يدخل الإخوان لحوار الصخيرات بعد شهر بتنسيق أممي، ممثلين للمنطقة الغربية.

وأشارت المصادر، إلى أن الإخوان أصبحوا خارج اللعبة بوجوب مخرجات حوار برلين وإعلان البرلمان الليبي وحكومة الوفاق وقف إطلاق النار، مضيفة أن سقوط باشا آغا لا يعنيهم لكنهم سيخترعون  لعبة جديدة لأن الحوار السياسي قريب وهم خارج الحسابات الدولية.

ويخشى “السراج” من حلفائه في طرابلس من الانقلاب عليه، حيث كان واضحًا في سياق حديثه في بيانه الأخير بقوله: “طالبت بانتخابات في شهر مارس القادم وأخشى من دخول البعض في حوار سياسي وتشكيل رئاسي جديد لتعطيل موضوع الانتخابات”، في إشارة إلى غريمه فتحي باشا آغا وزير الداخلية في “حكومة الوفاق” المدعوم من كتائب مصراتة والتي تعد الأقوى في المنطقة الغربية.

ووفقا للأحداث السابقة ولقاءات المسؤولين الأتراك مع المنظمين للانقلاب السالف ذكرهم، يبدو أنه قريبا سنرى انقلابًا إخوانيًا يغير ملامح المشهد في حكومة الوفاق، مستغلين مطالب المتظاهرين بتحسين أوضاعهم المعيشية حجة لتنفيذ الانقلاب.

مظاهرات طرابس تواجه الانتهاكات

يشار إلى أن تلك التطورات تزامنت مع استمرار التظاهرات وسط طرابلس، تنديدًا بحكومة الوفاق، لليوم السادس على التوالي، حيث توجه محتجون بينهم نساء ورجال من أماكن متفرقة إلى وسط العاصمة.

من جهتهم، شدد متظاهرو الحراك الشعبي في العاصمة الليبية، على استمرار التظاهرات الاحتجاجية السلمية حتى تحقيق مطالبهم، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته التزامَهم بحظر التجول ليس خوفا وإنما حرصًا على حياة الناس.

واتهم الحراك، في بيان له، حكومة الوفاق باستخدام العنف ضد المحتجين لإخماد التظاهرات بالرصاص، فيما وضعت الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق عشرات السيارات المسلحة في محيط ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس وعلى كل مداخل الشوارع الرئيسية المؤدية لساحة التظاهر.

وأضاف البيان أن نهج حكومة الوفاق القمعي ضد الحراك ليس حلا، بل خيانة للبلاد، مؤكدين أن الشباب الليبي في الحراك هم من يشكلون النسيج الاجتماعي في بلادهم.

من جهته، أعلن وزير الداخلية فتحي باشا آغا في بيان له بالأمس، اعترافه بواقعة الاعتداء على متظاهرين من قبل مجموعة مسلحة، وإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي، واستخدام الرشاشات والمدافع، وخطف بعض المتظاهرين، وإخفائهم قسراً.

ميدانيا، أطلقت ميليشيات ليبية الرصاص على مجموعة بسيطة من المتظاهرين حاولوا التجمع في طرابلس، مساء الجمعة.

كما شنت تشكيلات الوفاق عمليات مداهمة وقبضت على عدد من الناشطين الذين كانوا قد حاولوا الخروج للتظاهر قرب “قاعة الشعب” في طرابلس.

ومع تصاعد حدة التظاهرات، أرسلت تركيا تعزيزات لطرابلس لمواجهة التظاهرات بحسب مصادر لـ”العربية”.

تأتي المظاهرات بعد يومين على إعلان الطرفين التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتعهّدهم يتنظيم انتخابات.

وعزز هذا الإعلان الآمال بتحسن الأوضاع في ليبيا، لكنه لم يبدد الشكوك في إمكانية تطبيقه نظرًا إلى أن البلاد تشهد منذ سنوات أعمال عنف وتدخلات خارجية مباشرة.

بحسب الخبراء، فإن ما يحدث في طرابلس الآن تجسيد للحالة المنفلتة داخل داخل الميليشيات وانتماءاتها، إذ يمتلك السراج ميليشياته، ولباشا آغا ميليشياته. صراع هدفه السيطرة على السلطة في طرابلس، وسط تساؤلات بشأن علاقة تركيا بالقرارات الأخيرة باعتبارها المحرك الأساسي لدفة الحكم في طرابلس.

لكن يبدو أن الخلافات داخل ميليشيات طرابلس بدأت تتجلى الآن، لاسيما مع النداءات التي خرجت من الزاوية وطرابلس والتي التي أدانت تنظيم الإخوان وسيطرته، ووصفته بمحور الشر، ووسط هذه الخلافات، تخشى كل الأطراف إطاحتها من المشهد.

ربما يعجبك أيضا