انضمام أوكرانيا إلى الناتو.. طريق محفوف بالمخاطر أمام «الوعد الخطأ»

محمد النحاس
انضمام أوكرانيا إلى الناتو.. طريق محفوف بالمخاطر أمام «الوعد الخطأ»

تعد أوكرانيا أبرز قضايا قمة الناتو.. فكيف تجلى ذلك؟ وما مستقبل علاقاتها بالحلف؟


اجتمع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عاصمة ليتوانيا، فيلنيوس، 11 و12 يوليو 2023، فيما تخيم على قمة الحلف الدفاعي محادثات بشأن أوكرانيا.

ولم تقتصر قمة الناتو على الحديث عن أوكرانيا، فكانت أحد أبرز القضايا المهمة التي تمكن الحلف من تحقيقها، إعطاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضوءًا أخضر طال انتظاره على انضمام السويد للناتو.

ليس انضمام السويد فقط

إذا ما أقر البرلمان التركي والمجر أيضًا الخطوة، يصبح الحلف مهيمنًا على بحر البلطيق، ما يمثل إضافة مهمة للحلف.. فما تفاصيل القضايا الأخرى التي هيّمنت على قمة الناتو؟ وما أبرزها؟

ووفق تقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، الاثنين 10 يوليو 2023، سيكون الارتياح الناشئ بشأن الموافقة التركية المبدأية على انضمام السويد للحلف الأطلسي قصير الأجل، لافتةً إلى أن التحدي الأبرز يتمثل في مساعي أوكرانيا للانضمام لحلف الناتو.

أوكرانيا والناتو

في عام 2008، أبدى الحلفاء عدم ممانعة لانضمام أوكرانيا وجورجيا للحلف، دون ذكر الكيفية أو التوقيت، ووفق تقرير الإيكونوميست، يعتقد الكثيرون أن هذه الخطوة كانت سيئة بكل المقاييس، فقد مثلت “علامة خطر” انتبهت لها روسيا، دون أي فائدة فعلية لأوكرانيا.

وتتفق أوكرانيا وحلفاؤها على أن عضويتها في الحلف، مسألة وقت فحسب، والشهر الماضي أبدى الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، موقفًا يدل على هذا، حين قال: “نتفهم أنه لا يمكننا الانضمام للناتو خلال الحرب”.

غير أنه أوضح “لكننا بحاجة للتأكد من الانضمام للحلف بعد انقضاء الحرب”، وفقًا للتقرير. وفي شهر مايو، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: “نحن بحاجة إلى شيء أكثر جوهرية، ونحتاج إلى مسار تجاه العضوية”. وفي الصدد ذاته، قال مسؤول فرنسي “توجد مناقشات مكثفة بين الحلفاء بشأن الشروط”.

مواقف مختلفة

وفقًا للإيكونوميست، ترغب بريطانيا وفرنسا وبولندا ودول في أوروبا الشرقية، في تسريع عملية انضمام أوكرانيا للناتو، وفي المقابل، تبدو دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا أكثر حذرًا، لإدراك مخاطر مثل هذا المسار.

وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن: “لا أعتقد أن أوكرانيا مستعدة لعضوية الناتو”، موضحًا “توجد معايير إضافية يجب الإيفاء بها”.

إشارة إلى روسيا

ينقل التقرير عن إريك سياراميلا، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهو مركز فكري مقره واشنطن، أنه يتعين على أوكرانيا النظر إلى الحديث عن عضويتها في الناتو، على أنه إشارة إلى روسيا بالمقام الأول.

ولا يخفي سياراميلا قلقه بشأن لغة الحديث عن هذا الموضوع في الأوساط الغربية خاصةً أنه “لا يوجد طريق واضح للوفاء بهذا الوعد (انضمام أوكرانيا للناتو)”.

ما البديل؟

يشير تقرير المجلة البريطانية إلى أن المسؤولين في أوروبا يرون ضرورة إرجاء وعد عضوية أوكرانيا في هذه الفترة، خاصةً أنه قد يأتي مستقبلًا في إطار إقناع أوكرانيا بصفقة تسوية مع الروس تتضمن تنازلات إقليمية.

وفقًا للتقرير، قد يُعطى لأوكرانيا بدلًا عن وعد العضوية المأمول في قمة فيلنيوس، وقد يكون تعهدًا من مجموعة مُصغرة من دول الناتو بإمدادها بمساعدات عسكرية طويلة الأجل، وسيكون الهدف من هذا إيصال رسائل للروس مفادها، أن إمداد كييف بالأسلحة سيتواصل مستقبلًا، بصرف النظر عن تقلبات المستقبل السياسية، وهو الوعد الذي قدّمته دول مجموعة السابع، في اجتماعها على هامش قمة الناتو.

قضايا أخرى

على صعيد متصل، وافق القادة على أول خطة دفاعية شاملة منذ الحرب الباردة للحلف، وتتضمن جوانب أكثر تفصيلًا على الصعيد الإقليمي في الأجزاء الشمالية الوسطى والجنوبية من القارة الأوروبية، وفق التقرير.

وتشمل الخطط كيفية تموضع قوات الناتو على طول القارة الأوروبية لأغراض الردع، وسوف تشمل تنظيم كل دولة -على نحو منفرد- قواتها الوطنية، لرفع للجاهزية القتالية والدفاعية.

تمركز قوات الحلف

تتباين آراء دول الحلف بشأن طبيعة تمركز قوات الناتو، في حين وضعت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا مجموعات قتالية متواضعة نسبيًّا على أراضي بولندا ودول بحر البلطيق.

وتجادل هذه الدول بأن حرب روسيا على أوكرانيا -مهما كانت- “فاشلة”، فقد ابتلع الروس في غضون أسابيع مساحة من الأراضي بحجم دولة مثل إستونيا، وبناءً على هذا، يريدون حاميات أكبر عددًا، وأكثر جاهزية قتالية، حسب تقرير المجلة البريطانية.

رغم ما سلف، تقول أصوات أخرى في الحلف: “لا أحد يعلم من أين يمكن أن يأتي العدو”، مشككةً في ضرورة تركيز القوات شرقًا وفي منطقة البلطيق. فضلًا عن تعقيدات عسكرية، فلا يمكن إبقاء مخزونات الأسلحة على مقربة من الأراضي الروسية، بحيث تستطيع الصواريخ الروسية أن تطالها بسهولة.

اقرأ أيضًا: لماذا تعارض الولايات المتحدة انضمام أوكرانيا للناتو؟

اقرأ أيضًا: أجندة قمة الناتو بفيلنيوس.. دعم جديد لأوكرانيا وخطة دفاعية شاملة

ربما يعجبك أيضا