بايدن وكيشيدا يتطلعان إلى شراكة جديدة.. ماذا يقف في طريقهما؟

وورلد بولتيكس ريفيو: هل هذه هي ذروة العلاقات الأمريكية اليابانية؟

بسام عباس
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا

كشف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، الأربعاء 10 إبريل 2024، عن خطط للتعاون العسكري ومشروعات تتراوح بين الصواريخ والهبوط على سطح القمر، مما يعزز تحالفهما بهدف مواجهة الصين وروسيا، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وعكس مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض الأهمية المتزايدة لليابان على المسرح العالمي والولايات المتحدة، حيث طرح الزعيمان آراءهما بشأن غزة وإسرائيل وأوكرانيا وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها من بؤر التوتر العالمية.

أهمية المشهد الأمني

التقى بايدن وكيشيدا في وقت وصلت فيه العلاقات الأمريكية اليابانية إلى أقوى مستوياتها في العصر الحديث، ويتجلى هذا بشكل أوضح في الشراكة الأمنية بين الجانبين، حيث يبدو أن طوكيو وواشنطن على وشك التقارب، وتنظر الولايات المتحدة واليابان إلى المشهد الأمني ​​في شرق آسيا.

وأوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو”، أن طوكيو زادت تركيزها على عدد من الأولويات الأمريكية، بما في ذلك دعم أوكرانيا، والشراكات مع الجنوب العالمي، ودفء العلاقات مع كوريا الجنوبية، حليفة الولايات المتحدة، والمشاركة في ما يسمى باللجنة الرباعية، التي تضم أيضًا الهند وأستراليا.

وأضافت أن نقطة الخلاف الحقيقية الوحيدة بين الزعيمين هذا الأسبوع هي معارضة بايدن لعرض شركة “نيبون ستيل” ومقرها اليابان بقيمة 14.9 مليار دولار لشراء شركة “يو إس ستيل”، مشيرةً إلى أن هذا لم يؤد إلى تدهور العلاقات بين واشنطن وطوكيو، وأنه إذا فشلت الصفقة فلا ينبغي أن يكون عثرة في طريق البلدين.

تأثير السياسات الداخلية

أوضحت المجلة، في تحليلها، بتاريخ 9 إبريل 2024، أن العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان تبدو وكأنها ليست عند نقطة عالية فحسب، بل إنها تسير أيضًا في مسار تصاعدي، محذرة من أن السياسة الداخلية في كلا البلدين تشكل تهديدًا للعلاقات بينهما.

وذكرت أن قوة رئيس الوزراء الياباني تراجعت كثيرًا في أعقاب الفضيحة المالية الأخيرة التي تعرض لها حزبه الديمقراطي الليبرالي الحاكم، الأمر الذي أضعف شعبيته، مشيرة إلى أن بقاء كيشيدا في منصبه يرجع إلى افتقار الحزب إلى بديل واضح، ومن غير المرجح أن يشارك في انتخابات قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي المقبلة في سبتمبر.

وأضافت أن النتيجة قد تكون فترة أخرى من عدم الاستقرار السياسي في طوكيو، رغم أنه من المرجح أن يحتفظ الحزب الديمقراطي الليبرالي بالسلطة في الانتخابات العامة اللاحقة، ما من شأنه أن يعيق التنسيق الثنائي الياباني الأمريكي على المدى الطويل.

لقاء يحمل نهايتين

أفادت المجلة أن بايدن يواجه ما قد يكون حملة إعادة انتخاب صعبة في الولايات المتحدة، والآن يلوح احتمال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بولاية ثانية بشكل كبير على السياسة الخارجية الأمريكية، لافتة إلى أن أداء علاقات واشنطن مع طوكيو كان جيدًا نسبيًا خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

وأشارت إلى أن هذه العلاقة الجيدة كانت إلى حد كبير بسبب أن رئيس الوزراء السابق “آبي شينزو” كان مؤهلًا بشكل فريد لإدارة العلاقة مع ترامب، ومن غير المرجح أن يتمتع رئيس الوزراء الياباني المقبل بنفس مهارات شينزو.

ونتيجة لذلك، وبقدر قوة العلاقات الأمريكية اليابانية الحالية، فإنها تواجه أيضًا مستقبلين محتملين مختلفين بشكل كبير في العام المقبل، اعتمادًا على ما سيحدث في نوفمبر، ومن الممكن أن ننظر إلى لقاء بايدن وكيشيدا باعتباره خطوة لتعميق العلاقات بين البلدين بشكل دائم، أو باعتباره نهاية العصر الذهبي الثنائي بين واشنطن وطوكيو.

ربما يعجبك أيضا