بايدن ينقل ذخائر عنقودية لأوكرانيا.. ويشعل قلق العالم

وافق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على توفير الذخائر العنقودية الأمريكية لأوكرانيا، وسط مخاوف من تباطؤ الهجوم المضاد.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير أمس الخميس 6 يوليو 2023، أن هذه الخطوة من بايدن بمثابة تجاوز للقانون الأمريكي، الذي يحظر إنتاج أو استخدام أو نقل الذخائر العنقودية بمعدل يزيد على 1%.

تأثير الأسلحة العنقودية

تنفجر الأسلحة العنقودية في الهواء فوق هدف معين، وتطلق العشرات إلى المئات من الذخائر الصغيرة، وانضمت أكثر من 120 دولة إلى اتفاقية تحظر استخدامها على أنها غير إنسانية وعشوائية.

وأوضحت واشنطن بوست أن هذا يرجع إلى معدلات الفشل المرتفعة التي تتناثر فيها الذخائر الصغيرة غير المنفجرة، التي تعرض المدنيين للخطر، لكن لا تعد الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا أطرافًا في الاتفاقية.

اقرأ أيضًا: مصادر: بايدن وأردوغان قد يلتقيان في قمة الناتو

بايدن يوافق على توفير الذخائر العنقودية لكييف .. هل ستغير المشهد في الحرب الأوكرانية؟

السلاح المزعم إرساله

ذكرت الصحيفة الأمريكية أن السلاح المزعم إرساله إلى أوكرانيا عبارة عن قذيفة مدفعية M864 تجرى إنتاجها للمرة الأولى في العام 1987، ويجري إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، التي قدمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لأوكرانيا بالفعل.

وقال أحد 7 مسؤولين في البنتاجون والبيت الأبيض وعسكريين، تحدثوا إلى الصحيفة شريطة عدم الكشف عن هوياتهم: “نحن على دراية بالتقارير التي تعود إلى عدة عقود مضت، وتشير إلى أن بعض الذخائر ثنائية الغرض ذات العيار 155 ملم لديها معدلات تفجير أعلى”.

تقييمات البنتاجون

أوضح البنتاجون أن لديه تقييمات جديدة بناءً على اختبارات حديثة حتى عام 2020، مع معدلات فشل لا تزيد على 2.35%، ويختار المسؤولون بعناية الذخائر بهذا المعدل أو أقل لنقلها إلى أوكرانيا، حسبما قال المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، أمس الخميس.

اقرأ أيضًا: بايدن: أتطلّع بفارغ الصبر لانضمام السويد إلى «الناتو»

لكن واشنطن بوست نقلت عن مسؤول بالبنتاجون قوله إن تفاصيل التقييمات الجديدة الخاصة بالأسلحة غير قابلة للنشر، بما في ذلك كيف ومتى وأين أجريت الاختبارات، وما إذا كانت تضمنت تدريبات إطلاق نار فعلية أو محاكاة افتراضية.

بايدن يوافق على توفير الذخائر العنقودية لكييف .. هل ستغير المشهد في الحرب الأوكرانية؟

تباينات كبيرة في معدلات الفشل

وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، سيسحب بايدن الذخيرة من مخزون الدفاع الحالي، بموجب بند نادر الاستخدام في قانون المساعدة الخارجية، يسمح للرئيس بتقديم المساعدة، بغض النظر عن الاعتمادات أو قيود تصدير الأسلحة، طالما قرر أن ذلك يصب في المصلحة الحيوية للأمن القومي للولايات المتحدة.

وقالت واشنطن بوست إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة استخدمت الذخائر العنقودية في كل الحروب الكبرى، فلا يُعتقد أنها أنتجت ذخائر جديدة لسنوات. لكن ما يصل إلى 4.7 مليون قذيفة عنقودية وصواريخ وقذائف وقنابل تحتوي على أكثر من 500 مليون ذخيرة صغيرة أو قنيبلات لا تزال بالمخزونات العسكرية الأمريكية، حسب تقديرات هيومن رايتس ووتش المستمدة من تقارير وزارة الدفاع.

اقرأ أيضًا: قصر بكنجهام: ملك بريطانيا يستقبل بايدن 10 يوليو

بايدن يوافق على توفير الذخائر العنقودية لكييف .. هل ستغير المشهد في الحرب الأوكرانية؟

تشكيك في ضمانات البنتاجون

أشار تقرير خدمة أبحاث الكونجرس لعام 2022 إلى وجود تباينات كبيرة بين تقديرات معدل الفشل للأسلحة العنقودية في ترسانة الولايات المتحدة، وادعى بعض المصنعين معدلات الفشل من 2 إلى 5%، في حين أفاد متخصصو إزالة الألغام أن المعدلات تتراوح من 10 إلى 30%.

وقال خبراء حظر انتشار الأسلحة النووية إن معدل فشل البنتاجون البالغ 2.35% يشير على الأرجح إلى قذائف قديمة مزودة بصمامات محدثة، مصممة لتحسين قدرتها على التدمير الذاتي، لكن كان من المستحيل معرفة ذلك دون الوصول إلى بيانات الاختبار.

أمر مزعج

أشار بعض الذين حذروا من استخدام الذخائر العنقودية إن معدلات الذخائر الفاشلة المزعومة هي نتيجة للاختبار في ظروف مثالية وغير واقعية، لا تأخذ في الحسبان سيناريوهات العالم الحقيقي، وذكرت كتائب المدفعية للجيش أنه حتى معدلات تفجير الجيش قد تزيد اعتمادًا على زاوية التأثير، ونوع التضاريس التي تسقط فيها.

وقالت القائمة بأعمال مدير شؤون الأسلحة في منظمة العفو الدولية، ماري ويرهام، لواشنطن بوست: “إنه لأمر مزعج أن نرى معيار الذخائر غير المنفجرة البالغ 1% والذخيرة العنقودية قد تراجع إلى الوراء، لأن هذا سيؤدي إلى المزيد من الذخائر الفاشلة، ما يعني تهديدًا أكبر للمدنيين، بمن فيهم عمال إزالة الألغام”.