بعد إصابة جادا سميث بـ«داء الثعلبة».. كيف تكتشف إصابتك مبكرًا؟

أمنية قلاوون

الثعلبة واحد من الأمراض الجلدية التي تهدد الصحة، فما هو داء الثعلبة وكيف يمكن الوقاية منه؟


ظهرت جادا سميث زوجة الممثل الأمريكي ويل سميث، حليقة الرأس في حفل الأوسكار 2022، بسبب خسارتها خصلات من شعرها إثر إصابتها بداء الثعلبة.

أعلنت جادا إصابتها، عبر حسابها في “إنستجرام” في ديسمبر العام الماضي، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز“. ويعاني مصابو داء الثعلبة من فقدان الشعر في مناطق مختلفة من الجسم، وتبلغ خطورتها من 0.1 إلى 0.2% وقد تكون مهددة للحياة بنحو 1.7% لكلا الجنسين، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ما هي الثعلبة وأسبابها؟

قالت استشاري أمراض الجلدية والتجميل بالليزر، الدكتورة هدى الشوربجي، إن داء الثعلبة يعني وجود فراغ في الشعر في مناطق متفرقة من الجسم، بينها “الحواجب والرموش والذقن”، مشيرةً إلى أن الإصابة في الأغلب تكون نتيجة مشكلة نفسية مثل “التوتر أو الضغط العصبي”، أدت إلى الإصابة بضعف في الجهاز المناعي ما ساعد على مهاجمة خلايا بصيلات الشعر.

وبينت الشوربجي، في مكالمة هاتفية لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن السبب الثاني هو الإصابة بالتهابات أو فطريات، منوهةً بأن الثعلبة نوعين “الثعلبة المناعية، وتحدث نتيجة الحالة النفسية دون التهابات أو عدوى، وتُظهر فروة الرأس طبيعية، والثعلبة البكتيرية، وتحدث نتيجة التهابات بكتيرية، تُظهر الجلد بمظهر غير جيد”.

كيف تكتشف الإصابة مبكرًا؟

أضاف استشاري أول أمراض جلدية وتناسلية وعقم بطب عين شمس، عاطف يواقيم باسيلي، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الإصابة يمكن أن تكون عصبية أو من خلال بورة صديدية في الجسم، وأن الصديد يحدث نتيجة ارتفاع مستوى الالتهابات في الجسم مثل اللوز، مشيرًا إلى أن العوامل النفسية تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة.

وأوضحت الشوربجي أن الثعلبة المناعية لا يمكن الكشف عنها في البداية، بينما الثعلبة البكتيرية لها أعراض، هي: “احمرار الجلد، وقشرة غريبة في فروة الرأس، والتهابات، وحبوب، وصديد من الحبوب”، مشددًة على أنه يجب معالجة البكتيريا حتى لا تتطور إلى ثعلبة.

أعراض الثعلبة

بين باسيلي أنه لا توجد علامات منذرة قبل الإصابة بالثعلبة، إلا أنه في بعض الحالات يمكن الإصابة بإكزيما عصبية، مثل ظهور بقعة حمراء بها حكة أو هرش، موضحًا أن الأعراض الرئيسية للثعلبة تظهر على جلد الرأس وتكون عبارة عن ظهور بقعة فارغة من الشعر أو اثنين أو جلد الرأس بأكمله، وفي هذه الحالة قد تصل المضاعفات إلى سقوط الشعر بالكامل.

وأشار إلى أن البقع الصغيرة قد تنتشر وتتوسع على فترات، موضحًا أن الأشخاص الأكثر عٌرضة للإصابة هم الذين يتعرضون لضغوط مالية أعلى من غيرهم ما يتسبب في سوء الحالة النفسية.

هل هناك علاج للثعلبة؟

ذكر باسيلي أنه قبل تشخيص الإصابة يجب إجراء اختبار سرعة الترسيب، لبدأ رحلة العلاجات، والتي تكون “كوريتزون” طويل المفعول، يتكرر لمدة أسبوعين، فضلًا عن احتمالية إعطاء المريض مهدئات، والعلاج النهائي بعد شهرين من الإصابة.

وأضافت الشوربجي: “يحدد العلاج بناءً على نوع الثعلبة، فالمرحلة الأولى تكون معالجة البكتيريا، وفي حال التحسن نعالج الشعر المتساقط، بمنح المريض علاجات لتحفيز البصيلات الميتة، وحال عدم التحسن نحقن المريض بالبلازما أو ميزوثيربي، وفي الحالات الأصعب نًعرض الجزء المصاب إلى الأشعة فوق البنفسجية”، منوهًة بأنه يمكن اللجوء لزراعة الشعر في الحالات المتأخرة، أو إصابة الحاجبين أو الرموش.

متى يلجأ مريض داء الثعلبة إلى التجميل؟

أضاف استشاري جراحة التجميل، سامح الشريفي، في مكالمة هاتفية لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الجراحة التجميلية تكون الخطوة النهائية بعد اكتمال جميع مراحل العلاج ونجاحها، مبينًا أنه “ينبغي الانتهاء من العلاجات الطبيبة أولًا، من خلال ضم المنطقة الفارغة في الشعر معًا”.

كيف تؤثر الحالة النفسية على زيادة فرص الإصابة بها؟

أوضح استشاري الصحة النفسية، الدكتور محمد هاني، في مكالمة هاتفية لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: أن الحالة النفسية للمريض تؤثر على زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية، أبرزها “الثعلبة، وقرح الفم، وحبوب البشرة، وتنميل في الكتف”، منوهًا بأن الضغوط النفسية وتراكمها وصعوبة تفريغها يؤدي إلى زيادة التعرض للمشكلات.

وأوصى استشاري الصحة النفسية، بعدم الكتمان لفترة طويلة، والتعامل مع الضغوط، واتباع أسلوب لحل المشكلات، موضحًا أن المصاب بداء الثعلبة يجب أن يحصل على علاج نفسي تأهيلي قبل العلاج الدوائي يستمر نحو عام في بعض الحالات، مضيفًا: “يجب على المريض زيارة الطبيب النفسي قبل بدء العلاج”.

ربما يعجبك أيضا