بعد الصفقة الأمريكية.. هل تخفف إيران قبضتها على عنق لبنان؟

يوسف بنده

يعيش لبنان مرحلة من الانتظار الثقيل لانتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل مخاوف من انفلات الأوضاع السياسية والأمنية.


اتفقت إيران والولايات المتحدة على إتمام صفقة تبادل السجناء الأمريكيين مقابل تحرير جزء من أموال إيران المجمدة في الخارج.

بعد هذا الاتفاق بدت الأنظار في لبنان معلقة عليه، خاصة أن هذا البلد يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل بين الانهيار المالي والاقتصادي والأمني الذي بلغ مستوى قياسيًّا في ظل عجز الفرقاء على إتمام استحقاق رئيس الجمهورية.

اقرأ أيضًا: عودة لودريان.. هل بات لبنان معادلة أمريكية إيرانية؟

إيران والولايات المتحدة تقتربان من إتمام اتفاق تبادل السجناء

إيران والولايات المتحدة تقتربان من إتمام اتفاق تبادل السجناء

لا أمل في شيء

علقت المحللة السياسية، روزانا بومنصف، في صحيفة النهار اللبنانية، أمس السبت، بأن اللبنانيين قد اهتموا بذلك الاتفاق، في محاولة رصد منهم ما إذا كانت الصفقة الأمريكية الايرانية هي ما تنتظره طهران للتخفيف من قبضتها على عنق لبنان.

وأوضحت بومنصف، أن الأمر يتعلق بالأمل، لكن حقيقة فإن الأمر قد لا يعني لبنان إطلاقًا من بعيد أو قريب، واستدلت في كلامها باتفاق المصالحة الإيرانية السعودية، فقد علقوا عليه الأمال بالنسبة للبنان، لكن الدينامية التي أطلقها هذا الاتفاق بدت عاجزة عن تغيير طبيعة الصراع وإدخال لبنان في معادلة هذه المصالحة.

اقرأ أيضًابعد أزمة اقتصادية حادة.. هل تسمح طهران بانتخاب رئيس للبنان؟

اقرأ أيضًابعد اتفاق إيران والسعودية.. لبنان يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل

فراغ سياسي

يعيش لبنان فراغًا سياسيًّا منذ 1 نوفمبر 2022، مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، دون انتخاب خلفٍ له، والبلد الذي يعاني انهيارًا اقتصاديًّا حادًّا، تديره حكومة مستقيلة برئاسة نجيب ميقاتي، تتولى تصريف الأعمال، ما يعني الحاجة إلى مبادرات خارجية لإنقاذ الوضع، فضلًا عن انتخاب رئيس ومن بعده رئيس وزراء لتشكيل حكومة.

ودخل لبنان في معادلة غربية إيرانية، بعد الجولات التي يقودها  الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، من أجل حلحلة ملف الرئاسة اللبناني والتوصل لمرشح توافقي يجتمع عليه الفرقاء في لبنان.

اقرأ أيضًامسار الحل السياسي في لبنان بعد معادلة «5+إيران»

 بلدة الكحالة ذات الأغلبية المسيحية

بلدة الكحالة ذات الأغلبية المسيحية

مواجهة طائفية

تأتي الآمال اللبنانية في الوقت الذي شكلت فيه الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان، الخميس، الموافق 10 أغسطس، في بلدة الكحالة، لحظة مفصلية في الواقع السياسي اللبناني، كادت أن تودي بالبلاد إلى مواجهات أهلية – طائفية، في ظل شلل سياسي تام ناتج عن انقسام وفرز حاد في البلاد بين مكوناته السياسية والطائفية، وفقًا للكاتب حسين طاليس، في تقريره على قناة الحرة اليوم الأحد.

ووجهت أصابع الإتهام نحو حزب الله الفصيل الموالي لإيران بعد هذه الحادثة، فقد وقعت اشتباكات وسقط قتلى وتحريض متبادل عقب الإشكال ما بين عناصر “حزب الله” وأهالي بلدة الكحالة ذات الأغلبية المسيحية، على خلفية سقوط شاحنة للميليشيا الشيعية محملة بالأسلحة والذخائر على الطريق الرئيس في البلدة، ومحاولة أهالي البلدة تبيان ما بداخلها.

اقرأ أيضًافي انتظار طهران ولودريان.. لبنان مستمر في مأزق الرئاسة

البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي

البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي

انتقادات مسيحية

خرجت الانتقادات لـ “الغطاء المسيحي” الذي يعني في القاموس السياسي اللبناني، تحالف “حزب الله” مع الأحزاب المسيحية، وعلى رأسها “التيار الوطني الحر”، الذي أسسه ميشال عون، ويرأسه، جبران باسيل، والتي يستمد منها “شرعية وطنية” لتواجده كميليشيا مسلحة في لبنان، تحت مسمى “المقاومة”.

وللتهدئة، قال البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي: “لن نخرج عن الدولة ولن ننزلق عن العيش بدونها والاحتكام إلى غيرها ونطالب جميع مكوّنات البلاد والأحزاب أن ينتظموا تحت لواء الدولة  وعلى الأخص بشأن استخدام السلاح فلا يمكن العيش على أرض واحدة فيها أكثر من دولة وجيش وسلطة”. داعيًا لتطبيق اتفاق الطائف والابتعاد عن المغامرات في هذا الظرف الإقليمي وانتخاب رئيس.

اقرأ أيضًابعد اتفاق إيران والسعودية.. جهود قطرية-مصرية لحل أزمة لبنان

بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية مع إسرائيل

بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية مع إسرائيل

وفد إيراني في لبنان

امتزجت مشاعر اللبنانيين بين الأمل والغضب من الإيرانيين، تزامنًا مع زيارة وفد من البرلمان الإيراني، برئاسة رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، وحيد جلال زاده، الذي زار بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية وتجولوا قرب الحدود مع إسرائيل، حسب تقرير موقع العهد اللبناني اليوم الأحد.

وتأتي زيارة المسؤول الإيراني وسط توترات يعيشها لبنان، آخرها الاشتباكات بين عناصر من حزب الله ومواطنين في بلدة الكحالة ذات الغالبية المسيحية، وقبلها في 29 يوليو الماضي، اندلعت اشتباكات استمرت لأيام بين حركة فتح وفصائل إسلامية (قيل إنها مدعومة من حزب الله) داخل مخيم عين للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان.

اقرأ أيضًاحتى ترفع إيران يدها.. الفراغ الرئاسي الأوفر حظًّا في لبنان

اقرأ أيضًاالسعودية وإيران.. نص البيان المشترك لاستئناف العلاقات الدبلوماسية

لقاء نصر الله وبري

التقى الوفد الإيراني بالأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والتقى أيضًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومسؤولين لبنانيين، وفصائل فلسطينية.

وبدت هذه الزيارة وكأن طهران تؤكد على عدم تنازلها عن وضع لبنان في معادلتها الأمنية، ففي مارون الرس، قال جلال زاده: “إننا نقف في نقطة حدودية مع فلسطين المحتلة، أريد أن أذكركم بالكلمة التي أطلقها الإمام الخميني بأن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود، وما قاله المرشد الأعلى، علي خامنئي، مؤخرًا، بأن هذا الكيان لن يستمر في الوجود لأكثر من 25 سنة”.

اقرأ أيضًا: بسبب حزب الله والملف النووي.. لبنان أول الخاسرين في حرب إيران وإسرائيل

14a2a3cc e42a 4533 b522 535019abb1f2

رئيس مجلس النواب، نبيه بري

جلسة تشريعية الخميس

رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، المقرب من حزب الله اللبناني وإيران، والذي تلقى من نظيره الإيراني، محمد باقر قاليباف، دعوة لزيارة العاصمة الإيرانية طهران، علّق على حادثة الكحالة في حوار مع موقع الانتشار اللبناني، اليوم الأحد، قائلًا: “لبنان اجتاز قطوعًا كبيرًا إثر هذه الحادثة”.

وشدّد بري على أنّ “الجلسة التشريعية التي دعا إلى انعقادها يوم الخميس المقبل قائمة في موعدها”، قائلًا: “أنا حاضر وجاهز”. ما يعني أن الفريق الشيعي يرمي تعطيل انتخاب رئيس للبلاد على الفريق المسيحي الذي لم يتفق على مرشح واحد حتى الآن.

اقرأ أيضًاوزير خارجية إيران في بيروت.. فما أهداف الزيارة؟

ربما يعجبك أيضا