بعد تجاوزها التوقعات.. هل تواصل الأسهم الأمريكية رالي الصعود؟

ولاء عدلان
بورصة نيويوك

في مطلع العام الحالي، حذرت مجموعة من بنوك الاستثمار وشركات إدارة الأصول من احتمالات هبوط الأسهم الأمريكية ومواجهة مسارًا صعبًا خلال النصف الأول من العام، إلا أن ما حدث كان خلافًا لذلك.


تواصل مؤشرات الأسهم الأمريكية منذ بداية 2023 الأداء الإيجابي، خلافًا للتوقعات التي رافقت بداية العام بأن تواجه اضطرابات قوية نتيجة لموجة التشديد النقدي.

وفي ختام تداولات أمس الثلاثاء، أغلق مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب عند أعلى مستوياتهما في 16 شهرًا وسجل مؤشر داو جونز الصناعي أطول سلسلة مكاسب يومية منذ مارس 2021، في مؤشر جديد على أن وول ستريت تستهدف مستويات جديدة.

مكاسب قوية

أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز تعاملات أمس عند 4554 نقطة مرتفعًا 0.7% ليسجل أعلى إغلاق منذ 10 مارس الماضي، وهذا المستوى أعلى بكثير من توقعات لبنوك مثل بنك أوف أمريكا الذي توقع في ديسمبر الماضي وصول المؤشر إلى 4000 نقطة بنهاية 2023 وبنك مورجان ستانلي الذي توقع هبوطًا للمؤشر 22%.

وارتفع داو جونز 1% إلى 34951 نقطة، للجلسة السابعة على التوالي، ليسجل أعلى إغلاق له منذ 15 شهرًا، وصعد ناسداك 0.8% إلى 14353 نقطة، وخلال الفترة من يناير إلى يونيو ارتفع المؤشران 3.8% و31.8% على التوالي، وصعد ستاندرد آند بورز 15.9%.

اقرأ أيضًا|  بعد تسجيلها أسوأ أداء في 14 عامًا.. ماذا ينتظر الأسهم الأمريكية خلال 2023؟

حركة مؤشر ستاندرد آند بورز منذ بداية 2023

حركة مؤشر ستاندرد آند بورز منذ بداية 2023

أداء الأسهم الأمريكية فاق التوقعات

في مطلع العام الحالي، حذرت مجموعة من بنوك الاستثمار وشركات إدارة الأصول من احتمالات هبوط الأسهم الأمريكية ومواجهة مسارًا صعبًا خلال النصف الأول من العام، فقال بنك مورجان ستانلي، في مذكرة مطلع يناير إن اضطرابات وول ستريت لن تنته خلال 2023، بفعل تصاعد مخاوف الركود محليًّا وعالميًّا، وتراجع معنويات المستثمرين، وقرارت رفع الفائدة الأمريكية.

ورجح بنك أوف أمريكا في ديسمبر الماضي أن تختبر مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال النصف الأول من 2023، أدنى مستوياتها بضغط من قوة الدولار وتراجع أرباح الشركات، أما بنك “بي إن بي باريبا” الفرنسي فحذر من احتمالات هبوط المؤشرات إلى قيعان جديدة هذا العام، يشار إلى أن وول ستريت ودعت 2022 بخسائر لم تشهدها منذ 14 عامًا.

وخلال العام الماضي تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 19.4% وخسر مؤشر ناسداك المركب 33% وتراجع داو جونز 8.8%.

2022

حركة مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال العام 2022

توقعات باستهداف قمم جديدة

قالت وحدة إدارة الأصول والثروات ببنك جولدمان ساكس، في مذكرة نهاية يونيو الماضي، إن مؤشر ستاندرد آند بورز مرشح لاستهداف مستوى 4800 نقطة مع ارتفاع يتراوح ما بين 20 إلى 25% بنهاية العام، وهذا ارتفاعًا من توقعاتها السابقة لإغلاق تعاملات العام عند نطاق بين 4200 و4300 نقطة.

وأشارت المذكرة إلى أن هذه التوقعات المتفائلة مدعومة بعوامل أبرزها أرباح الربع الأول للشركات المدرجة والتي جاءت أعلى من التوقعات، وتجاوز أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز لتقديرات المحللين بـ6.5% منذ بداية العام، ما يعكس أداءً قويًّا للسوق وتحديدًا لتسعة من أصل 11 قطاعًا للمؤشر، فضلًا عن توقعات بأداء إيجابي لـ60% من الشركات المدرجة على المؤشر.

وول ستريت تستعد لمفاجأة

أوصت مذكرة جولدمان ساكس العملاء بالاحتفاظ بالأسهم الأمريكية، مشيرة إلى أن عمليات التراجع المتوقعة لبعض الأسهم والبالغة ما بين 5 إلى 10% تشكل تقلبًا عاديًّا وليست سببًا مقنعًا لتخفيض وزن الأسهم في محفظة العملاء، مذكرة بأن انتعاشة الأسهم بعد بلوغ التضخم ذروته أمر شائع الحدوث وهو ما نشاهده اليوم.

في الثالث من الشهر الحالي، قال مؤسس شركة الخدمات المالية فوندسترات أدفيزورز توماس لي في مذكرة إن مؤشر ستاندرد آند بورز مرشح للصعود إلى مستويات 4825 نقطة أو 5000 نقطة بنهاية العام ليسجل أعلى مستوياته على الإطلاق، وتوماس لي سبق وأن خالف توقعات الأسواق في بداية العام عندما توقع صعود المؤشر بأكثر من 20%.

توقعات بفقدان الزخم تحد من التفاؤل

وقال لي في المذكرة الحديثة إن توقعاته تستند إلى الأداء القوي للمؤشر في النصف الأول والمتوقع أن يستمر مع اقتراب التضخم من مستهدف مجلس الاحتياط الفيدالي (البنك المركزي الأمريكي) البالغ 2%، يشار إلى التضخم السنوي في أمريكا تباطأ إلى 3% خلال يونيو الماضي مسجلًا أدنى مستوى منذ مارس 2021 ومتراجعًا من أعلى مستوى له في 41 عامًا المسجل في يونيو 2022 (9.1%).

على النقيض، توقع بنك سيتي الأسبوع الماضي أن تفقد وول ستريت الزخم خلال النصف الثاني بضغط من تباطؤ اقتصادي محتمل وتوقف التدفقات نحو الأسهم، وقال إن مؤشر ستاندرد آند بورز بعد أن سجل أفضل أداء نصف سنوي منذ 2019، مرشح أكثر للتراجع باتجاه مستوى 4000 نقطة، وسط احتمالات أعلى بدخول الاقتصاد إلى دائرة الركود.

اقرأ أيضًا|انتعاشة أسهم التكنولوجيا.. هل تهدد وول ستريت بفقاعة جديدة؟

ربما يعجبك أيضا