بعد تحدي الإنذار الأخير.. هل اقتربت الضربة الأمريكية لمواقع الحوثيين؟

أوردت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة بات قريبًا من توجيه ضربات لمواقع الحوثيين.

وفي تقرير لها، اليوم الخميس 11 يناير 2024، أشارت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط يستعد للضربات الأمريكية بعدما تحدت الجماعة اليمنية التحذير النهائي لوقف هجماتها على السفن التي تعبر البحر الأحمر، بإطلاق وابل من الصواريخ والمسيّرات أمس الأول الثلاثاء.

الأهداف المحتملة

قال مسؤولون تنفيذيون في المجال البحري إن دبلوماسيين غربيين أخبروهم أن الأهداف المحتملة قد تشمل مواقع إطلاق الصواريخ والمسيّرات، وأجهزة الرادار، ومستودعات الأسلحة حول مدينتي الحُديدة وحَجة اليمنيتين. وأضافوا أن البنية التحتية في العاصمة صنعاء على قائمة الأهداف المحتملة.

وفي مطلع نوفمبر الماضي، قالت الأمم المتحدة إن الوجود البحري الحوثي الجديد على جزيرة كمران بالقرب من الحديدة وقاعدة أخرى بعيدة عن الشاطئ في أرخبيل الزبير يشكل خطرًا على الشحن الدولي، وفق ما نقلت وول ستريت جورنال.

مراكب للحوثيين ترافق سفينة جالاكسي ليدر

الاستعداد للتصعيد

أفاد مسؤول دفاعي أمريكي وشخص مقرب من الحوثيين أن قوات الحوثي نقلت بعض الأسلحة والمعدات وحصنت البعض الآخر تحسبًا لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها. وقال الشخص المقرب من الحوثيين إن الجماعة خزنت صواريخها في مخبأ يقع في منطقة مزدحمة بالسكان في صنعاء.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى وجود علامات على أن الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين يستعدون لحدوث تصعيد. وحسب شركة “تانكر تراكرز”، المعنية بتتبع حركة الناقلات، غادرت سفينة التجسس الإيرانية “بهشاد”، التي رجح مسؤولون أمنيون سابقًا استهدافها بسبب دورها في مساعدة الهجمات على سفن الشحن، غادرت البحر الأحمر في وقت مبكر من اليوم الخميس إلى بندر عباس.

ووفق الشخص المقرب من الحوثيين، قدمت إيران أيضًا معلومات استخباراتية عن السفن المرتبطة بإسرائيل التي تُبحر من تركيا. وفي الوقت ذاته، صادرت إيران ناقلة تديرها اليونان، زاعمةً أنها سمحت للولايات المتحدة بمصادرة نفطها العام الماضي.

التحذير الأخير

أشارت وول ستريت جورنال إلى أنه إذا وقع هجوم ائتلاف “حارس الازدهار” ليلة الخميس إلى الجمعة، سيكون بعد أسبوع من إصدار الولايات المتحدة، وبريطانيا، والحلفاء الرئيسيين ما وصفه المسؤولون بـ”التحذير الأخير” لجماعة الحوثي لوقف كل هجماتها على الشحن الدولي في البحر الأحمر.

إنفوجراف| ما هي قوة حارس الازدهار التي شكلتها أمريكا في البحر الأحمر؟

وحسب تصريحات سابقة لمسؤولين ومستشارين أمنيين غربيين، كانت إدارة جو بايدن، والائتلاف الذي تقوده واشنطن، مترددين حتى الآن في الرد بقوة على الحوثيين خشية أن يثير هذا حربًا في المنطقة، جزئيًا بسبب دعم طهران للجماعة.

وقال مسؤولو الدفاع الأمريكيون إن خطة الائتلاف لضرب الحوثيين تهدف إلى تحقيق توازن دقيق عبر تقليل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر دون إثارة المزيد من الصراعات في منطقة مضطربة بالفعل.

تصاعد هجمات الحوثي

قال الحوثيون إنهم يهاجمون السفن المرتبطة بإسرائيل ردًا على الحرب في غزة. لكن، حسب الصحيفة، الكثير من السفن المستهدفة ليس لديها علاقة واضحة بإسرائيل أو الحرب.

ووفق القيادة الوسطى الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، نفذ الحوثيون 26 هجومًا على الأقل على السفن التجارية منذ منتصف نوفمبر الماضي. وفي الفترة بين 16 ديسمبر 2023 و4 يناير الحالي، قالت البحرية الأمريكية إنها أسقطت 61 صاروخًا ومسيّرة، في حين عبرت 1500 سفينة تجارية البحر الأحمر بسلام.

وفي هذا الشأن، قال كبير المحللين بشركة “زينيتا” المعنية بتوفير البيانات البحرية، بيتر ساند: “حتى الآن، تمثل رد قوة المهام في إسقاط ما يُطلق على السفن. وهذا ليس كافيًا، فجميع من يعملون في الصناعة يريدون عملًا عسكريًا حاسمًا للقضاء على مواقع الإطلاق ومستودعات الصواريخ”.