بعد تدهور الاقتصاد الإيراني .. دعوة لرحيل “روحاني”

محمود رشدي

رؤية

أشارت صحيفة “ابتكار” الإيرانية في تقرير اقتصادي إلى الواقع المعيشي للمواطن الإيراني في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار والسلع الأساسية وارتفاع معدلات الفقر في البلاد.

وحسب تقرير قناة إيران إنترنشنال، فقد ذكرت الصحيفة أن خط الفقر في إيران للأسرة الصغيرة المكونة من 4 أشخاص قد بلغ 10 ملايين تومان.

وأوضحت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن 35 مليون إيراني باتوا في حاجة ملحة للحصول على الدعم الحكومي.

مستوى خط الفقر

وقد تطرقت صحيفة “جهان صنعت” إلى التقارير التي تتحدث عن وصول مستوى خط الفقر في إيران إلى 10 ملايين تومان، حيث إن العامل الذي لا يتقاضى راتبًا أكثر من 10 ملايين تومان، يصنف تحت خط الفقر، وأوضحت أن الأولوية لدى أسر العمال في الوقت الراهن أصبحت تتمثل في البقاء على قيد الحياة وعدم الموت جوعًا، وليس تعليم أبنائهم أو أمور من هذا القبيل.

ونقلت الصحيفة تصريحات أحد الخبراء في القطاع العمالي الذي أكد أن دخل العامل الإيراني لم يعد يكفي سوى لعشرة أيام في الشهر، وأن الأسر باتت تواجه مشاكل في توفير الجبن والبيض ناهيك عن اللحم والدجاج والسمك.

کما قال حسن موسوي، الخبیر الاجتماعي، إن التبعات الاجتماعية لهذا الوضع تتمثل في زيادة غضب الناس على المسؤولين وكذلك زيادة التوتر والضغط في المجتمع، مضيفًا أن الناس في إيران أصبحوا في مراحل عالية من اليأس وفقدان الأمل، وإذا لم تبادر الحكومة بإجراءات تعويضية فإننا سوف نشاهد زيادة حالات العنف الأسري والحرمان من التعليم وسوء التغذية.

النفط مقابل الذهب

وبسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، لجأت طهران إلى فنزويلا في إطار صفقة النفط مقابل الذهب. وقد أقر مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، يحيى صفوي، باستلام طهران للذهب مقابل الوقود الذي سلمته لكاراكاس.

وقال اللواء يحيى صفوي، اليوم الأحد 27 سبتمبر/ أيلول: “أعطينا فنزويلا البنزين واستلمنا مقابله سبائك ذهبية وجلبناها بالطائرة لكي لا تحدث مشكلة في الطريق”.

وأضاف صفوي قائلا: “نحن نساعد كل بلد مسلم وغير مسلم، لكننا نتقاضى الأموال مقابل ذلك”.

وكان رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية، إليوت أبرامز، قد قال في وقت سابق إن حكومة مادورو قد تعطي ذهبًا لإيران من أجل إعادة بناء صناعة النفط الخاصة بها.

وكانت وكالة “بلومبرج” قد ذكرت في تقرير لها، في شهر أبريل/ نيسان الماضي، أن الحكومة الفنزويلية تواجه خزينة فارغة، وهي تستعين بإيران في ترميم صناعتها النفطية المتهالكة، وقد تدفع لإيران مستحقاتها من سبائك الذهب.

وأضافت الوكالة، حسب مصادر مطلعة، أن قيمة الذهب الذي سلمته فنزويلا لإيران يعادل 500 مليون دولار، مضيفة أن طهران أرسلت في ذلك الحين 5 سفن محملة بالوقود الذي يقدر بمليون و530 ألف برميل من البنزين ومشتقاته إلى كاركاس.

ارتفاع مستوى التضخم

أصدر مركز الإحصاء الإيراني تقريره عن معدل التضخم في البلاد، الأربعاء 23 سبتمبر/ أيلول، والذي نُشر على الموقع الإلكتروني للمركز، قائلاً إن التضخم في شهر سبتمبر الحالي بلغ 34.4٪، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وبحسب التقرير، بلغ معدل التضخم السنوي (الـ12 شهرًا المنتهية في سبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي) 26٪، بينما توقع صندوق النقد الدولي في مارس/آذار الماضي أن يبلغ التضخم السنوي في إيران 34٪ هذا العام.

ويبدو أن التضخم السنوي في إيران أعلى حتى من توقعات صندوق النقد الدولي، حيث ارتفع الدولار بشكل حاد خلال الأشهر الماضية.

سعر الدولار

استمرارًا للاتجاه المتصاعد لسعر العملة في إيران، “تجاوز سعر الدولار 29 ألف تومان، وبيع  في السوق الحرة بـ29300 تومان.

وفي أواخر شهر يوليو/تموز الماضي، بعد أيام قليلة حرجة في سوق الصرف الأجنبي، عندما وصل سعر الدولار إلى نحو 25 ألف تومان، مع تدخل الحكومة وضخ النقد الأجنبي في السوق، عادت الأسعار إلى حدود 21 ألف تومان، لكن بعد فترة بدأت الأسعار في الارتفاع مرة أخرى.

وفي منتصف شهر سبتمبر/أيلول الحالي، اشتد اتجاه ارتفاع الأسعار مرة أخرى، ووصل، يوم 22 من الشهر نفسه، إلى 28 ألف تومان، واليوم يتجاوز عتبة 29 ألف تومان، ويقترب من 30 ألف تومان.

وتأرجح سعر الدولار بين 22 و27 ألف تومان في سبتمبر من العام الجاري، بينما كان هذا الرقم 16 ألف تومان في مارس الماضي، وأقل من 12 ألف تومان في سبتمبر من العام الماضي. وبلغ سعر الدولار ذروته فوق 28 ألف تومان يوم الأربعاء.

مطالبة “روحاني” بالرحيل

اقترح الصحافي والناشط السياسي، عباس عبدي، على الرئيس الإيراني أن يتنحى من منصب رئاسة الجمهورية، وذلك بعد أن وصف حسن روحاني انتقادات المعارضة بأنها مضللة، واعتبر أن منتقديه يعطون الشعب “العنوان الخطأ”، مطالبًا “أي شخص يريد أن يلعن أحدًا، بالتوجه إلى البيت الأبيض”.

وقد عرض عبدي، في مقال له بصحيفة “اعتماد”، اليوم الأحد 27 سبتمبر/ أيلول، على حسن روحاني أن يتنحى من منصبه بهدف الحد من المشاكل وإيجاد حل، مضيفاَ أن ذلك  “ليس بمعنى الاحتجاج، ولكن لفتح طريق للحل”.

وفي جزء من هذا المقال، أشار عبدي إلى أنه لم يتم حل أي مشكلة في الأشهر العشرة الماضية، بل ازدادت المشاكل، وتساءل: في هذه الأشهر العشرة، أي رؤية قاتمة لم تصبح أكثر قتامة؟ وبالتالي ليس من الحكمة أن يستمر هذا الوضع.

وأشار عباس عبدي- الذي كان أحد الطلاب الذين احتلوا السفارة الأميركية في طهران عام 1979- إلى حديث روحاني الذي وصف البيت الأبيض بأنه سبب ارتفاع الأسعار في إيران. وقال عبدي: “في هذه الحالة، يجب على الشخص الذي لا يستطيع التحدث معه (البيت الأبيض) أن يتنحى جانبًا ويفتح الطريق للآخرين لاتخاذ الإجراءات”.

ولفت عبدي إلى ما سماه “أنباء متفرقة من محادثات رسمية أو غير رسمية بين ممثلي إيران والبيت الأبيض”، مؤكدًا أنه “على الرغم من أنني لست واثقا من هذا الخبر، بناء على أدلتي الخاصة وتحليلي الشخصي، لكن على أي حال هذا طريق يجب اختياره عاجلاً أم آجلاً، وأهم عامل يمكن أن يؤثر عليه هو الانتخابات الأمريكية وخصائص من هم في السلطة في إيران”.

وقال عبدی إن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للانتخابات الأميركية: “فوز دونالد ترامب، وفوز جو بايدن، وانتصار بايدن وعدم امتثال ترامب”، مضيفًا: “لا شيء من هذه المواقف الثلاثة في مصلحتنا إذا لم يكن هناك تغيير في إيران”.

وتابع أن نتيجة الانتخابات الأمريكية “تتطلب وجود إدارة سياسية في إيران لديها خطة لهذه النتيجة”. وشدد على أنه “بلا شك لن يعهد بهذه الإدارة إلى روحاني وفريقه، وبوجودهم لن يتمكن الآخرون من تولي هذه الإدارة. ومن الأفضل أن تكون متحضرًا وأن يكون هناك شخص آخر يتولى حل هذه المشكلة للأشهر العشرة المتبقية”.

وفي غضون ذلك، وصف حسن روحاني، أمس السبت، انتقادات المعارضة بـ”إعطاء العنوان الخطأ” للشعب، قائلاً: “إذا أراد الناس أن يلعنوا أحدًا، فإن العنوان هو البيت الأبيض”. وقال أيضًا إنه في السنوات الثلاث الماضية أضرت العقوبات بإيران بما لا يقل عن 150 مليار دولار.

وبينما اعتبر روحاني أن العقوبات الأمريكية هي السبب في المشاكل الاقتصادية الحالية في إيران، ألقى منتقدو ومعارضو الحكومة باللوم على الإدارة السيئة. كما رد محمد رضا باهنر، الأمين العام لجمعية المهندسين الإسلامية، على تصريحات روحاني، مؤكدًا أنه “خلال حكومة محمود أحمدي نجاد، قلت مرارًا وتكرارًا أن 30 إلى 35 بالمائة من المشاكل الاقتصادية للبلاد مرتبطة بالعقوبات الأجنبية، و60 بالمائة بجهلنا وبيروقراطيتنا الثقيلة”. وأضاف باهنر: “لقد تم تكثيف العقوبات اليوم، وربما وصل هذا العدد إلى 50 بالمائة، لكنني ما زلت أزعم أن 50 بالمائة في أيدينا”. وكان عباس عبدي قد قدم اقتراحًا مشابهًا لاستقالة حسن روحاني، في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وشدد في ذلك الوقت على أن اقتراح استقالة روحاني لا يعني “ترك السلطة”، لكن يجب أن يستقيل روحاني لتجنب المزيد من التوترات داخل هيكل السلطة ومنع اتساع الفجوة بين الشعب والنظام.

ربما يعجبك أيضا