بعد تصريح ماكرون الأخير.. هل تتدخل فرنسا عسكريًّا في النيجر؟

عمر رأفت
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أطلق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تصريحات قوية، على خلفية انقلاب النيجر، محذرًا من عمل لا هوادة فيه.


اتهم المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة في النيجر، فرنسا بالتخطيط لتدخل عسكري في البلد الواقع في غرب إفريقيا.

وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها اليوم الاثنين 31 يوليو 2023، أن هذا الاتهام يأتي في ظل استمرار تصاعد التوترات في المستعمرة الفرنسية السابقة، في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب، محمد بازوم.

هل تدخل فرنسا عسكريًّا؟

قال المجلس العسكري الانتقالي، في بيان أذاعه التلفزيون الوطني في النيجر، إن فرنسا تبحث عن سبل ووسائل للتدخل عسكريًّا في النيجر، وعقدت اجتماعًا مع رئيس أركان الحرس الوطني في البلاد، للحصول على التفويض السياسي والعسكري الضروري.

وأدانت فرنسا الانقلاب، الذي جرى يوم الأربعاء الماضي، مشددة على أنها ما زالت تعتبر بازوم الرئيس الشرعي للبلاد، ودعت إلى إطلاق سراحه، بعدما احتجزه عناصر من الحرس الرئاسي في القصر الجمهوري، لكنها لم تعلن أي نية للتدخل عسكريًّا.

وفي حين لم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على هذا الاتهام، قالت، في بيان أبرزته وكالة أنباء رويترز، إنها تعترف ببازوم فقط كسلطة شرعية في النيجر، وتركز على حماية المواطنين الفرنسيين ومصالحهم هناك.

بعد تصريحات ماكرون الأخيرة .. هل تتدخل فرنسا عسكريًا في النيجر بعد الانقلاب؟

بعد تصريحات ماكرون الأخيرة .. هل تتدخل فرنسا عسكريًّا في النيجر بعد الانقلاب؟

تصريحات ماكرون القوية

أدلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتصريحات قوية على غير العادة تجاه المجلس العسكري في النيجر. وتعهد بعمل فوري لا هوادة فيه إذا تعرض المواطنون الفرنسيون أو مصالحهم للهجوم، بعد أن احتشد الآلاف من مواطني النيجر خارج السفارة الفرنسية في نيامي.

اقرأ أيضا| فرنسا تنفي استخدام وسائل فتاكة لصد هجوم على سفارتها بالنيجر

وأفادت وكالات أنباء عن هتافات معادية لفرنسا ولروسيا، في تجمعات يوم أمس الأحد، وقال محتجون، بعضهم يحمل أعلامًا روسية، إن فرنسا، الحليف التقليدي للبلاد، فشلت في حمايتهم من الإرهابيين، مضيفين أن موسكو ستكون حليفًا أقوى.

محاولات للوساطة

أعلن قائد الجيش، عبدالرحمن تشياني، نفسه زعيمًا لمجلس انتقالي، لكن انقلابه على السلطة المنتخبة قوبل بالرفض دوليًّا. كان الانقلاب حسبما ذكر قائدوه، ردًا على تدهور الوضع الأمني، فضلاً عن الفساد والصعوبات الاقتصادية.

وقال حزب النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية الحاكم، الذي ينتمي إليه بازوم، اليوم الاثنين، إن عددًا من الوزراء في الحكومة المعزولة جرى اعتقالهم.

في حين نشر الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي، الذي سافر إلى النيجر لمحاولة الوساطة، صورة ظهر فيها إلى جوار بازوم، وقال إنهما ناقشا استكشاف طرق لإيجاد حل سلمي، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

بعد تصريحات ماكرون الأخيرة .. هل تتدخل فرنسا عسكريًا في النيجر بعد الانقلاب؟

بعد تصريحات ماكرون الأخيرة .. هل تتدخل فرنسا عسكريًا في النيجر بعد الانقلاب؟

تهديد «إيكواس»

أشارت الجارديان إلى أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، منحت المجلس العسكري أسبوعًا لإعادة السلطة لبازوم، محذرة من أنها ستتخذ جميع الإجراءات لاستعادة النظام الدستوري، التي قد تشمل استخدام القوة العسكرية. وعلقت المجموعة جميع المعاملات التجارية والمالية مع البلاد.

في حين أن فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي لديها قرابة 1000 جندي في النيجر، إما قطعوا الدعم أو هددوا بذلك. وعلقت ألمانيا المساعدات المالية والتعاون الإنمائي مع النيجر، وكذلك تعليق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، ودعت روسيا إلى العودة السريعة لسيادة القانون وضبط النفس من جميع الأطراف، حتى لا يسفر ذلك عن خسائر بشرية.

بعد تصريحات ماكرون الأخيرة .. هل تتدخل فرنسا عسكريًا في النيجر بعد الانقلاب؟

بعد تصريحات ماكرون الأخيرة .. هل تتدخل فرنسا عسكريًا في النيجر بعد الانقلاب؟

تهديد خطير

تعد النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو المعدن المشع المستخدم على نطاق واسع للطاقة النووية وعلاج السرطان، وغالبًا ما تحتل النيجر، التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة، المرتبة الأخيرة في مؤشر الازدهار الخاص بمؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، وقد تؤثر العقوبات الاقتصادية الصارمة ضدها على العديد من الإمدادات، بما في ذلك الكهرباء.

ويمثل الانقلاب تهديدًا خطيرًا لباريس في منطقة الساحل، بعد أن أجبرت عدة انقلابات عسكرية في دول أخرى فرنسا بالفعل على إعادة التفكير في وجودها العسكري المستمر منذ عقد من الزمن ومهمتها المناهضة للإرهابيين.

ربما يعجبك أيضا