بعد عصر نتنياهو.. الحكومة الجديدة “تنكأ ذات الجرح” للفلسطينيين

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

مع كل جولة من انتخابات الكنيست الإسرائيلي يكون قطاع غزة المحاصر من أكثر من 12 عاما، كما في كل مرة، ورقة هامة في تلك الانتخابات، فالقادم نتيجة هذه الانتخابات عند سكانه لا يحمل سوى الأخطر على حياتهم، خاصة في برامجهم المتطرفة التي ترفض الدولة الفلسطينية.

نكبة جديدة

أما في مدينة القدس المحتلة فتحمل الانتخابات الإسرائيلية المعادة بالنسبة للفلسطينيين مزيدا من التصعيد تجاه المدينة ومقدساتها، فالمستوطنون يعربدون في ساحات المسجد الأقصى وشرطة الاحتلال تمارس إجراءاتها القمعية في حق شباب وأطفال المدينة من قتل واعتقال وهدم للمنازل وتضييق للخناق على تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، فكل مرة يتم إجراء انتخاب فيها داخل الاحتلال الإسرائيلي تعني نكبة جديدة للفلسطينيين.

وعلى المستوى السياسي الفلسطيني، الذي تقف قيادته في وجه الابتزاز السياسي الأمريكي الإسرائيلي لإخضاعها لسيناريو الحل الأمريكي للصراع في المنطقة، ترى في الانتخابات الإسرائيلية مزيدا من مخططات القضية الفلسطينية.

التنافس على إيذاء 

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، في أول رد فعل فلسطيني على النتائج الأولية لانتخابات الكنيست، أن التنافس على إيذاء شعبنا وقتله ومصادرة أرضه، فكل ذلك يدل على سياسات فاشلة، جربت منذ وقت طويل.

واعتبر صائب عريقات، أن الانتخابات الإسرائيلية كانت بين خيار إبقاء الأوضاع على ما هي عليه أو تعميق الأبارتهايد.

لا أمن ولا سلام

وأكد عريقات، على تويتر، أنه “لتحقيق السلام، فإن على أي حكومة إسرائيلية قادمة أن تدرك أنه لا أمن ولا سلام دون إنهاء الاحتلال: فلسطين إلى جانب إسرائيل على حدود 1967.

وكتب وزير الشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، على حسابه بموقع تويتر: “نؤكد على موقفنا الثابت بأن الانتخابات الإسرائيلية شأن داخلي إسرائيلي”.

وأضاف الشيخ: “نبحث عن شريك حقيقي للسلام ينهي الاحتلال ويؤمن بحل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة”.

آثار كارثية

لكن في نظر كثير من الفلسطينيين، لم تعد الانتخابات الإسرائيلية شأنا داخليا لما تتركه حملتها الدعائية ونتائجها من آثار كارثية على مفاصل قضيتهم الوطنية وحياتهم اليومية.

وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” تحت عنوان “جبهة ضد الأبرتهايد”، يرى المحاضر في قسم الجغرافيا في جامعة بئر السبع، بروفيسور أورن يفتحئيل، أن تحييد القضية الفلسطينية عن ساحة الحملة الانتخابية للكنيست الإسرائيلي، هو بمثابة محاولة هروب من المسألة الرئيسية التي تواجه إسرائيل والمتمثلة بـ”الأبرتهايد” الذي يتشكل بين اليهود والفلسطينيين، مشيرا إلى أن العمى والصمت الحاليين يفاقمان من المشكلة ولا يحلانها.

أبرتهايد زاحف

ويترجم هذا العمى الجغرافي، حسب تعبير يفتحئيل، في أن السياسة الإسرائيلية “ترى” اليهود لكنها لا ترى الفلسطينيين، في إطار عملية أعمق بكثير، يمكن تسميتها “أبرتهايد زاحف”، وقد نشأت تحت هذا النظام الذي يتشكل في أعقاب سبعين سنة من تهويد الدولة وخمسين سنة من الاستيطان في المناطق المحتلة، نشأت وترسخت تحت حكم إسرائيل عدة أنواع من المواطنة.

ويقول المحاضر: إن كل أحزاب اليمين تعلن عن تأييدها لضم المستوطنات ومواصلة قمع الفلسطينيين، وأن الأحزاب الأصولية تنضم إلى هذه الآلية فعليًا، من هنا يرى الكاتب أنه يجب البدء بتسمية معسكر اليمين في هذه الانتخابات بـ”كتلة الأبرتهايد”، مشيرا إلى أن فوزه المحتمل في الانتخابات سيعني استمرار هذه العملية في السنوات القادمة.

القضية الفلسطينية

فيما عقد مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني وبالتعاون مع بيت المقدس للأدب، ندوة حوارية، في رام الله، بعنوان “الانتخابات الإسرائيلية والقضية الفلسطينية”.

واعتبر القيادي في حركة فتح محمد الحوراني، الانتخابات الإسرائيلية مناسبة مهمة لنرى ما يفيض بالعقل الاسرائيلي الباطني المحمل بكل أسباب القوة ضد الفلسطينيين. والاطلاع على ماذا يطرأ على اللغة الاسرائيلية والمقولات الايديولوجية.

من جانبه، أكد الأسير المحرر عصمت منصور أن الوجود العربي في الكنيست بدأ منذ عام 1966 بعد سقوط الحكم العسكري الاسرائيلي، وعام 1993، كان وجودهم انعكاس على تعبير وجودهم في الداخل وتحدي الاحتلال كجزء من النضال لصالح القضية الفلسطينية، ولكن بعد هذا العام الذي شهد أوسلو أصبح دورهم يضعف. بينما اليوم أصبح الوجود العربي في الكنيست من أجل الحقوق الخاصة للفلسطينيين في الداخل والمساواة مع الاحتلال.

ربما يعجبك أيضا