بعد مغادرة «جيرالد فورد».. ما خيارات واشنطن لردع التهديدات في الشرق الأوسط؟

وسط تصاعد التوترات.. الولايات المتحدة تسحب أقوى سفنها الحربية من المنطقة

آية سيد
بعد مغادرة «جيرالد فورد».. ما خيارات واشنطن لردع التهديدات في الشرق الأوسط؟

هل تملك الولايات المتحدة خيارات أخرى لردع التهديدات في الشرق الأوسط بعد سحب حاملة الطائرات «جيرالد فورد» من المنطقة؟


في أعقاب عملية طوفان الأقصى، أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد فورد” ومجموعتها الضاربة إلى شرق البحر المتوسط.

لكن الآن، مع تصاعد التوترات عقب اغتيال إسرائيل للقيادي بحركة حماس، صالح العاروري، في لبنان، تغادر حاملة الطائرات الأمريكية المنطقة وتعود إلى فيرجينيا، وسط انقسام الخبراء بشأن أسباب هذه الخطوة وتداعياتها المحتملة.

لماذا أرسلتها واشنطن للمنطقة؟

حسب تقرير لموقع “ذا ماسنجر” الأمريكي، اليوم الخميس 4 يناير 2024، وصفت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خطوة إرسال “جيرالد فورد” بأنها ضرورية لتعزيز جهود الردع ضد حزب الله في لبنان أو الجماعات الوكيلة المدعومة إيرانيًا في المنطقة.

بعد مغادرة «جيرالد فورد».. ما خيارات واشنطن لردع التهديدات في الشرق الأوسط؟

حاملة الطائرات جيرالد فورد

وفي هذا الصدد، قال الجنرال باتريك رايدر: “عن طريق وضع هذه المعدات البحرية والطائرات المقاتلة المتقدمة الأمريكية في المنطقة، نهدف لإرسال رسالة قوية لردع الصراع الأوسع، ولتعزيز الصراع الإقليمي، ولتوضيح أننا سنحمي مصالح أمننا القومي وسندافع عنها”.

إلا أن حاملة الطائرات وأسطولها من طرادات الصواريخ الموجهة والمدمرات تغادر المنطقة، وستحل محلها قوة أصغر بكثير، وهي مجموعة “باتان” البرمائية المكونة من 3 سفن، التي تحمل حوالي 4 آلاف جندي مارينز وبحار.

سبب المغادرة

ليس من الواضح لماذا قرر مسؤولو الدفاع سحب مجموعة “فورد” من المنطقة واستبدالها بقوة يمكنها تنفيذ عمليات الإجلاء والمساعدات الإنسانية، وليس الضربات الانتقامية التي تستطيع “فورد” شنها ضد حزب الله أو غيره من وكلاء إيران.

وفي تصريح للموقع الأمريكي، أعرب المسؤول السابق في البنتاجون والزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي، أليكس بليتساس، عن شعوره ببعض الحيرة بسبب قرار سحب حاملة  الطائرات.

وقال: “إذا كان الهدف الأساسي منها هو الردع، إذًا إما أن الردع تحقق ويمكنها العودة للوطن أو لم يحدث”، لافتًا إلى أن الضربة الإسرائيلية في لبنان رفعت خطر أن يرد حزب الله والتصعيد المحتمل بعدها، في إشارة إلى اغتيال العاروري وتهديد مسؤولين إيرانيين وقادة من حزب الله برد عسكري.

تهديد آخر

أشار بليتساس أيضًا إلى تهديد الهجمات من ميليشيات الحوثي في اليمن، المدعومة إيرانيًا، والتي أطلقت صواريخ ومسيّرات على السفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.

وقال: “الآن غادرت واحدة من حاملتي الطائرات. لعل القيادة الوسطى الأمريكية قررت أنها تملك معدات كافية في المنطقة للتعامل مع أي حالة طوارئ”.

ووفق “ذا ماسنجر”، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أمس الأربعاء، إن مجموعة “باتان” معززة بـ3 أسراب من الطائرات المقاتلة والهجومية الموجودة في قواعد قريبة بالمنطقة، إلى جانب مدمرات لا تزال في المنطقة مصممة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية.

خيارات أخرى

حسب تصريحات الأدميرال المتقاعد، جيمس ستافريديس، للموقع الأمريكي، تمتلك الولايات المتحدة خيارات أخرى لردع إيران ووكلائها في المنطقة بعد مغادرة حاملة الطائرات “فورد”.

وقال: “بينما حدث بعض التخفيض في الردع الفوري في الموقع، تستطيع الولايات المتحدة العمل بسهولة من قواعد برية في اليونان، أو قبرص”، موضحًا أن الطائرات يمكنها التحليق لفعل ذلك في غضون ساعات، حتى من الولايات المتحدة، وتوجد وفرة من قدرات القوات الجوية في أوروبا بالفعل. كما أن الحاملة يمكنها العودة إلى شرق المتوسط في أسبوع تقريبًا”.

وأشار ستافريديس إلى أنه جرى تمديد انتشار مجموعة “فورد” لأكثر من شهر بسبب الأزمة، واصفًا إعادتها للوطن بـ”الخطوة الحكيمة من الإدارة”، نظرًا لمدة انتشارها الطويلة.

بعد مغادرة «جيرالد فورد».. ما خيارات واشنطن لردع التهديدات في الشرق الأوسط؟

حاملة الطائرات دوايت آيزنهاور

قوة جاهزة

نقل الموقع الأمريكي عن مسؤول رفيع في الإدارة أنه إضافة إلى مجموعة “باتان”، تظل المقاتلات والمدمرات ذات المواقع الاستراتيجية بالمنطقة، وحاملة الطائرات “دوايت آيزنهاور” ومجموعتها الضاربة في المنطقة.

وقال المسؤول: “حجم القوة العسكرية التي نملكها في المنطقة كبير وجاهز للرد على أي حالة طوارئ. وعندما يتعلق الأمر باحتواء هذا الصراع الشامل، نحن مستعدون مجددًا من خلال مجموعة من الردع والجاهزية وبوجود عسكري متقدم في منطقة الشرق الأوسط منذ بدء الأزمة”.

ربما يعجبك أيضا