بعد هجوم مقديشو.. هل تستنسخ حركة «الشباب» سيناريو أفغانستان بالصومال؟

ضياء غنيم
عناصر حركة الشباب الإرهابية

يتخوف المجتمع الدولي من نفوذ الحركة باعتبارها أشد التنظيمات الإرهابية خطورة وتهديدًا للسلم والأمن في منطقة القرن الإفريقي بأكملها


استهدفت حركة “الشباب” الإرهابية فندقًا يرتاده مسؤولون صوماليون بالعاصمة مقديشو، في أول هجوم من نوعه منذ تولي الرئيس حسن شيخ محمود، السلطة.

الهجوم الذي استمر منذ مساء أمس الجمعة وحتى اليوم السبت 20 أغسطس 2022، امتد إلى مواقع أخرى بالعاصمة الصومالية، بعد أيام من هجوم أمريكي على معسكرات للحركة، واستراتيجية جديدة للمواجهة تتبناها السلطات الصومالية.. فما أهداف الهجوم وانعكاساته داخليًّا وإقليميًّا؟

هجوم على فندق «حياة»

لقي 15 شخصًا حتفهم في حصيلة أولية لهجوم بسيارتين مفخختين على فندق “حياة” بالعاصمة الصومالية مقديشو، أعقبته اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية وعناصر حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم القاعدة، ما تسبب في تأجيل جلسة مجلس الشعب إلى يوم غد الأحد، نظرًا إلى طبيعة البقعة المستهدفة التي يرتادها مسؤولون تنفيذيون وتشريعيون بالحكومة الفيدرالية، حسب شبكة “سي إن إن“.

وتعرض مسؤولون أمنيون للإصابة في الهجوم الإرهابي، منهم رئيس جهاز مخابرات العاصمة، محي الدين وربع، ورئيس شرطة، واليو ادي مهاد كورو، حسب موقع “الصومال اليوم” المحلي.

عملية انتقامية

أعلنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي مسؤوليتها عن الحادثة، وأفادت مواقع إخبارية محلية بوقوع سلسلة انفجارات في العاصمة الصومالية. وتسبب قصف بقذائف الهاون مساء الجمعة على منطقة شعبية قرب مدرسة الشرطة الصومالية بمديرية حمر ججب، في مقتل أم و4 أطفال وإصابة 20 آخرين.

وربطت وسائل إعلام محلية ودولية الهجوم بنجاح السلطات في ضبط خلية إرهابية بوسط البلاد وبحوزتها 50 عبوة ناسفة، فضلًا عن تكثيف الجيش الصومالي ضغوطه على الحركة في جنوب ووسط البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، والقضاء على 10 إرهابيين وإصابة 15 آخرين في عملية عسكرية في قرى منطقة جنالي بمحافظة شبيلي جنوبي البلاد، أمس الأول الخميس، حسب الصومال اليوم.

تزايد هجمات حركة الشباب

تزايدت هجمات حركة الشباب داخل وخارج الصومال، تزامنًا مع إعلان استراتيجية الحكومة لحشد الدعم الدولي لمحاربتها وضرب تمركزاتها في وسط وجنوب البلاد، فضلًا عن ضرب نفوذ التنظيم من خلال تعيين القيادي المنشق وأحد مؤسسي الحركة، حسن روبو، وزيرًا للشؤون الدينية، لمواجهة نفوذ الحركة في ولاية جنوب الغرب، حسب مركز “المستقبل” للأبحاث والدراسات المتقدمة.

وتواجه الحركة انخراط القوات الخاصة الأمريكية في الصومال وتنفيذ هجمات جوية على مواقعها، تسبب آخرها في مقتل نحو 13 عنصرًا في يوم الأحد الماضي، حسب شبكة “سي إن إن”، بعد أيام من اشتباك الحركة مع قوات أديس أبابا لمدة 3 أيام بعد توغل عناصرها نحو 70 كيلومترًا في إقليم الصومال الإثيوبي في 26 يوليو 2022.

هل تستنسخ حركة الشباب السيناريو الأفغاني؟

أظهرت تصريحات الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مع مجلة “إيكونوميست” في 5 يونيو 2022، رغبة الحكومة الصومالية في ممارسة الضغوط على حركة الشباب ودفعها للتفاوض، مبرزًا عدم إمكانية هزيمتها عسكريًّا في ظل سيطرتها على 70% من جنوب ووسط البلاد، في حين أن السيطرة الحكومية تقتصر على العاصمة مقديشو، وعواصم الولايات إلى حد كبير.

وترى مقديشو أن المقاربة العسكرية للحل أثبتت فشلها، في ظل خلافات القوى الإقليمية المساهمة في قوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام بالصومال (أتميس) وانتهاء تفويضها بنهاية 2024، وتأثر عملياتها بالحرب الإثيوبية بين الحكومة الفيدرالية وقوات جبهة تحرير تيجراي.

ويدفع هذا الوضع نحو سيناريو حركة “طالبان” في أفغانستان، ومشاركة “الشباب” في السلطة أو الاستيلاء عليها بالقوة، حسب مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حين أن المجتمع الدولي يعتبر الحركة من أشد التنظيمات الإرهابية خطورة وتهديدًا للسلم بالقرن الإفريقي، لطموحاتها التوسعية في إثيوبيا وكينيا، ورفضها الحوار مع السلطات الحاكمة في الصومال أو الاعتراف بشرعيتها.

ربما يعجبك أيضا