بكين تستضيف قادة آسيا الوسطى.. هل ترد على قمة الـ7؟

استضاف الرئيس الصيني، تشي جين بينج، بقادة 5 دول في آسيا الوسطى، في وقت تعقد فيه قمة مجموعة الـ7 بحضور الولايات المتحدة.

وفسرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لقاءات تشي، في تقرير لها اليوم الجمعة 19 مايو 2023، بأنها ردًا على عدم حضور بكين قمة مجموعة الـ7، ورأت فيها خطوة حاسمة بالنسبة لطموحات الصين الإقليمية.

الصين تواجه النظام العالمي

تهدف الصين، من خلال هذا اللقاء، إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية مع الدول ذات التفكير المماثل، لمواجهة النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يحاول كبح جماح الطموحات الصينية، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.

وأضافت أن هذا اللقاء أتى عشية قمة مجموعة الـ7، المنعقدة في هيروشيما باليابان، وبدأت اليوم أيضًا، ويحضرها عدد من القادة البارزين، في مقدمتهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن بكين تسعى من خلال تلك الخطوة لتعزيز علاقاتها مع دول كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، كجزء من جهود تشي لتحسين صورة الصين على المستوى العالمي.

الرئيس الصيني جي جين بينج

الصين تريد ملء الفراغ الروسي

دعا تشي، في خطاب ألقاه على هامش القمة، الصين والدول الخمس إلى تعميق تعاونها الاقتصادي، واصفًا علاقة بيكين بالمنطقة بأنها ذات أصول تاريخية عميقة، ويشير الاجتماع إلى اهتمام بكين بملء بعض الفراغ، الذي تركته روسيا، التي ترجع نفوذها في آسيا الوسطى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وعقد الاجتماع في مدينة شيان الواقعة في وسط الصين، التي كانت محطة رئيسة على طريق التجارة القديم لطريق الحرير، الذي ربط الصين على مدى قرون بآسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وينبع الاهتمام الصيني من مخاوف طويلة الأمد بشأن العنف والتوترات العرقية بمنطقة شينجيانغ أقصى غرب البلاد، التي تشترك في حدود مع دول آسيا الوسطى، في حين يرى محللون أن الصين ترى في الازدهار الاقتصادي بالمنطقة وسيلة لتحقيق المزيد من الاستقرار.

الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الصين تستثمر مليارات الدولارات

أشارت نيويورك تايمز إلى أن الصين استثمرت مليارات الدولارات في خطوط الأنابيب والطرق السريعة والسكك الحديدية التي تساعد على جلب احتياطيات آسيا الوسطى الغنية من الموارد الطبيعية إلى بكين.

وتعتمد العديد من المدن الصينية على الغاز الطبيعي من تركمانستان، وكذلك فإن كازاخستان لديها بعض من أكبر حقول النفط في العالم خارج الشرق الأوسط، وفي عام 2013، اختار شي كازاخستان كموقع للخطاب الذي حدد رؤية مبادرة الحزام والطريق.

وزار شي أوزبكستان وكازاخستان، العام الماضي، في أول رحلة خارجية له منذ وباء فيروس كورونا، وبالرغم من ذلك، لم تكن العلاقات تسير على ما يرام بين تلك الأطراف، وتوقفت العديد من مشاريع الحزام والطريق، بما في ذلك انهيار محطة للطاقة في عام 2018، ما ترك الكثير من المناطق في عاصمة قيرغيزستان من دون كهرباء.

تشي يستضيف قادة دول من أسيا الوسطى .. هل يرد على قمة السبع في اليابان؟

قلق دول آسيا الوسطى

احتج السكان المحليون على مخاوف من أن بلدانهم أصبحت مدينة للصين، وعلى اعتقالات الصين للأقليات في شينجيانج، وتتعقد طموحات شي في المنطقة، بسبب صداقته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والعلاقات الوثيقة بين البلدين.

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية، في إثارة قلق دول آسيا الوسطى، مما أثار مخاوف من أن تحاول روسيا الاستيلاء على أماكن أخرى كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي أو تشجيع الانفصاليين، وقال شي في خطابه إنه يجب الحفاظ على سيادة دول آسيا الوسطى وأمنها واستقلالها ووحدة أراضيها.