بـ6 ملايين دولار.. الاحتلال يضفي شرعية «زائفة» على مستوطنات الضفة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

أكثر من 6 ملايين دولار ستنفق على 30 مستوطنة وبؤرة استيطانية إسرائيلية بدعوة وجود نقص في المباني والمعابد المخصصة لإقامة الطقوس الدينية اليهودية.

المشروع الذي صاغه وزير الشؤون الدينية لدى الاحتلال الإسرائيلي متان كهانا من حزب يمينا الذي يرأسه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، يعطي ميزة كبيرة للمستوطنات التي ستبنى خارج الخط الأخضر، أي في الضفة الغربية المحتلة، وتكون الأولوية للبؤر والمستوطنات التي تقع في أماكن توصف بأنها ذات حساسية أمنية بهدف توجيه مزيد من الأموال للمستوطنات وشرعنتها وعرقلة أي عملية إخلاء مستقبلي.

جمال جمعة منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، أكد أنه سوف يتم إقامة كافة الخدمات في الكنس اليهودية والتي من شأنها أن تبقي المستوطنين في هذه المستوطنات وتكرس وجودهم الديني والعنصري فيها. مشيرا إلى أن الحديث عن كنس يهودية يعني تغذية العنصرية اليهودية للتمسك بالضفة الغربية.

صراع إسرائيلي لاستقطاب المستوطنين

ويقول المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقرير له إن الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا على مناطق “ج” بشكل تدريجي في ضم غير معلن، خاصة في الأغوار الشمالية والخليل ونابلس، إذ أن إعطاء الصبغة الدينية للمستوطنات يعطي بعدا دينيا للمستوطنين الذين يعيشون في حالة تنافس حتى بين قادتهم من وجهة نظر مسؤولين فلسطينيين.

وليد عساف، رئيس هيئة الجدار والاستيطان، أكد أن المشروع الاستيطاني هذا يأتي في إطار الصراع الداخلي على استقطاب واسترضائهم بالتسوق أكثر مع طلباتهم، مشيرا إلى أن الهبة الشعبية والانتفاضة الفلسطينية هي التي تستطيع وقف عملية الاستيطان، على الأقل انتفاضة في المناطق التي يوجد بها بؤر استيطانية.

ازدياد أعداد المستوطنين في الضفة

وكشفت مؤسستا بيتسليم وكيرم نابوت الحقوقيتان الإسرائيليتان عن ازدياد أعداد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بدون شرقي القدس بنسبة 42% مقارنة مع العام 2010، وجاءت هذه الزيادة الكبيرة بسبب الامتيازات التي يمنحها الاحتلال لسكان المستوطنات الذين تجاوز عددهم 450 ألف دون القدس ومحيطها.

ليس من قبيل الصدفة أن يتم الشروع ببناء كنس ومعابد دينية في المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في الأراضي الإسرائيلية، يراد من هذه الخطوة إضفاء قدسية وبعدا دينيا على الأرض والمكان عبر الاستيطان الديني، وهو ما يعتبر من وجهة نظر الفلسطينيين أشد خطرا من أي استيطان آخر.  

الحرب على الفلسطينيين

وتأخذ الحرب على الفلسطينيين في ثلثي مساحة الضفة الغربية، أي المناطق «ج»، أشكالاً مختلفة عسكرية وقانونية وعبر إرهاب الفلسطينيين. وهي تستهدف، مثلما كانت قبل 70 عاماً، السيطرة على الأرض والتخلص من سكانها، حسب ما يقول الفلسطينيون.

وتسيطر إسرائيل على هذه المنطقة في الضفة الغربية وتقيم فيها المستوطنات ومناطق تدريب عسكرية وتتحكم بشبكة الشوارع هناك بما في ذلك تلك المخصصة للمستوطنين.

الاستيلاء على 48 ألف دونم

وحتى نهاية 2019، بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية 461 موقعاً، منها 151 مستعمرة (مستوطنة)، و26 بؤرة استيطانية مأهولة (لا تعترف بها إسرائيل رسمياً)، و140 بؤرة غير مأهولة، فيما بلغ عدد المستوطنين نحو 688 ألفاً، وفق الجهاز الفلسطيني.

وفي ترجمة عملية لضم الضفة الغربية المحتلة وفصل التجمعات الفلسطينية بعضها عن بعض، وفصلها تماماً عن القدس المحتلة، قرر ما يسمى «مجلس المستوطنات الأعلى»، الاستيلاء على ما يزيد على 48 ألف دونم من أراضي قرية كيسان شرقي بيت لحم، بحجة تحويلها إلى محمية طبيعية، تمهيداً لتخصيصها لصالح توسيع المستوطنات الجاثمة على الأرض الفلسطينية في تلك المنطقة.

توقعات بإنشاء بؤرة استيطانية جديدة

وشرع مستوطنين من مستوطنة «آيبي هناحل» المقامة على أراضي المواطنين، بشق طريق استيطاني في أراضٍ بقرية كيسان شرق بيت لحم في أراض جبلية تطل على واد الجحار شمال غرب القرية، بطول يصل إلى 2 كيلو متر وبعرض 4 أمتار، بهدف ربط المستوطنة المذكورة بالمنطقة الاستيطانية الصناعية المقامة على أراضي المواطنين غرب القرية ما بين كيسان والمنية، وتضم وحدات طاقة شمسية ومصانع لتدوير النفايات الإسرائيلية، ما سيؤدي إلى الاستيلاء على مساحات من الاراضي الواقعة بالقرب من الشارع الاستيطاني الجديد.

كما جرفت قوات الاحتلال في محافظة نابلس نحو 30 دونماً من أراضي بلدات: قصرة، وجوريش، وعقربا، في منطقة تسمى بـ(كفر عطية) كمقدمة لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة وفق توقعات المواطنين في تلك المنطقة.

إلغاء تصريح البناء للفلسطينيين

وفي إطار سلسلة الانتهاكات المستمرة قام وزير الجيش الإسرائيلي بني جانتس بزيارة مجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني والتقى بممثلين عن المستوطنين، كما زار أيضا خربة زكريا الواقعة جنوب بيت لحم القريبة من مجمع «مستوطنات عصيون»، وقال خلالها «إنه يدرس فعلا إلغاء تصريح البناء الذي منحه مؤخرًا للفلسطينيين في خربة زكريا وهو عبارة عن 50 وحدة سكنية كان قد صادق عليها الشهر الماضي».

ربما يعجبك أيضا