ترامب متمسك بـ«مقعد الرئيس».. إلى أين تتجه الأمور في أمريكا؟

محمود طلعت

محمود طلعت

ما زال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، متمسك بكرسي الرئاسة ويصر على فكرة رفض النتائج والهزيمة، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرًا خطيرًا نحو خوض صراع قوي للبقاء في السلطة.

ويأتي إصرار ترامب ومن خلفه الجمهوريون على موقفهم، بعد نحو أسبوع من إعلان فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ما يثير تساؤلات حول فرص ترامب في الانقلاب والبقاء لولاية ثانية.

ومن خلال متابعة مجريات الأحداث في أمريكا خلال الأيام الماضية، يمكن القول إن الأمور ربما لا تمر مرور الكرام، خاصة بعد أن خرج وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قبل أيام ليصرح بأنه «سيكون هناك انتقال سلس للسلطة لولاية ثانية لترامب».

إضافة إلى ذلك ما قام به المدعي العام الأمريكي وليام بار بالسماح للمدعين الفيدراليين، ببدء التحقيق في المخالفات الانتخابية، وهي خطوة دفعت رئيس وحدة جرائم الانتخابات بوزارة العدل إلى التنحي.

حيل ترامب للبقاء في السلطة

وتشير الدلائل على أرض الواقع إلى أن ترامب سيلجأ إلى كافة الحيل القانونية الممكنة لبقائه في السلطة، مع استمرار إصراره على التشكيك في فوز بايدن، واتهام الحزب الديمقراطي بسرقة الانتخابات.

ورفعت حملة ترامب عددا كبيرا من الدعاوى بعد إعلان فوز بايدن، ولا يبدو أن الغرض من هذه الدعاوى هو قلب نتائج الانتخابات فعليا، لكن محاولة خلق حالة من البلبلة وعدم اليقين، تقود إلى التحقيق في نتائج الفرز.

وتجتمع الهيئة الانتخابية في 14 ديسمبر المقبل للإدلاء بصوتها بشأن منصب الرئيس، وتستخدم كل ولاية تقريبا التصويت الشعبي لاختيار ناخبيها.

ترامب 3

ورقة المجـالس التشــــريعية

هناك نظرية قانونية طرحها الجمهوريون قبل الانتخابات، مفادها أن المجالس التشريعية الصديقة لحزبهم، في ولايات مثل ميشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا، يمكن أن تتجاهل التصويت الشعبي في ولاياتها وتعين ناخبيها، وفقا لصحيفة «جارديان» البريطانية.

ويسمح القانون الفيدرالي للمشرعين بالقيام بذلك، إذا فشلت الولايات في اتخاذ قرار بحلول يوم اجتماع الهيئة الانتخابية، لكن لا يوجد دليل على ارتكاب مخالفات في أي ولاية.

ويرى خبراء أن محاولة استخدام المجالس التشريعية للولاية للالتفاف على أصوات الناخبين، ربما يتسبب في احتجاجات شديدة، وأزمة حقيقية للديمقراطية في جميع أنحاء أمريكا.

يقول أستاذ القانون ريتشارد هاسن، إنه ليس هناك أي مسار دستوري معقول لترامب للمضي قدما للبقاء رئيسا، باستثناء أدلة جديدة على فشل هائل في نظام الانتخابات في ولايات متعددة.

بايدن يعلق على موقف ترامب

وفي مقطع فيديو نشرته إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله”، اليوم الخميس، علق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، على عدم إقرار ترامب، بنتائج الانتخابات حتى الآن بقوله: «أعتقد أنه أمر مخز بكل صراحة».

وأضاف بايدن: «لقد بدأنا المرحلة الانتقالية فعليا ولا يوجد شيء يمكن أن يجعلنا نتوقف.. الحقيقة التي لا يريدون أن يقروا بها هي أننا فزنا في الانتخابات».

انقسـام بصفوف الجمهوريين

ومما لا شك فيه يرفض بعض الجمهوريين طريقة ترامب في التمسك بالسلطة، وهو ما أكده جيك كورمان أكبر جمهوري في مجلس الشيوخ بولاية بنسلفانيا، بأن حزبه «سيتبع القانون» في الولاية، الأمر الذي يتطلب اختيار الناخبين عبر الفائز في التصويت الشعبي.

وفي مقال نُشر في أكتوبر الماضي، قال كورمان إن المجلس التشريعي للولاية «ليس له ولن يكون له يد في اختيار ناخبي رئيس الولاية، أو في تقرير نتيجة الانتخابات الرئاسية».

في مقابل ذلك فإن الجمهوريين في المجلس التشريعي لبنسلفانيا أعربوا عن رغبتهم في التحقيق في مزاعم التزوير، ورغم عدم وجود أدلة حول مخالفات في الولاية فإن هذه الخطوة مثيرة للقلق، لأنها قد تكون بداية لمحاولة تقويض نتائج التصويت الشعبي في بنسلفانيا.

التصديق على نتيجة الانتخابات

كل ولاية تفعل ذلك بشكل مختلف قليلا، ولكن ابتداء من أسبوع بعد يوم الانتخابات، تبدأ حكومات الولايات في التصديق على نتائج انتخاباتها.

ويمكن تغيير هذه المواعيد النهائية في حالة إعادة فرز الأصوات إذا كانت هناك نتيجة متقاربة للغاية تحدد معظم هذه التواريخ في الأسبوعين الأخيرين من شهر نوفمبر وجميعها باستثناء ولاية كاليفورنيا مفوضة حتى 8 ديسمبر.

وبموجب قانون الفرز الانتخابي، 8 ديسمبر هو التاريخ الذي من المفترض أن تكون الولايات خلاله قد فرزت الأصوات وسوت النزاعات وحددت الفائز بأصوات الهيئة الانتخابية، ومن المفترض أن ينشئ المحافظون شهادات تأكيد تُدرج الفائز في الانتخابات ولائحة الناخبين.

ويؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية ظهرا في العشرين من يناير، وإذا توفي الرئيس المنتخب بين يوم الانتخابات والتنصيب، يؤدي نائب الرئيس المنتخب اليمين ويصبح رئيسا.

ربما يعجبك أيضا