تطوي سنوات من القطيعة.. ملفات هامة على طاولة زيارة أردوغان إلى القاهرة

إسراء عبدالمطلب

تبرز هذه الزيارة في ظل الحرب التي قد تتسع، أهمية إعادة هيكلة العلاقات المصرية التركية وإعادة بناء نظام إقليمي أمني تكون تركيا ودول الجوار طرفًا فيه.


يستقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء 14 فبراير 2024، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في القاهرة.

وتأتي الزيارة غير المسبوقة لتتويج العلاقات بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد. وكان أردوغان أعلن الاثنين 12 فبراير، أنه سيتوجه إلى الإمارات ثم إلى مصر “لرؤية ما يمكن القيام به من أجل إخواننا في غزة”.

السيسي وأردوغان

وقف إراقة الدماء

أضاف الرئيس التركي حسب دويتشه فيله الألمانية، أن أنقرة تفعل “كل ما في وسعها لوقف إراقة الدماء”، بينما قُتل أكثر من 28 ألف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين بحسب السلطات الصحية لحماس، في الإسرائيلية على غزة.  وكانت آخر زيارة لأردوغان الى مصر في عام 2012 عندما كان رئيسًا للوزراء.

وتحسنت العلاقات بين مصر وتركيا مؤخرًا، مع تقارب مصالحهما الآن في العديد من النزاعات الإقليمية بما في ذلك السودان أو قطاع غزة. وتصافح الرئيس المصري والتركي لأول مرة في نوفمبر 2022 خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر. وتحادثا أيضًا غداة وقوع زلزال السادس من فبراير 2023 الذي خلف أكثر من 50 ألف قتيل في تركيا.

وفي يوليو تم تعيين سفراء من الجانبين ورفع مستوى العلاقات. وفي سبتمبر تحدث المسؤولان للمرة الأولى وجهًا لوجه على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي. اللافت للانتباه أنه، وطيلة تلك السنوات، لم يتعثر التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، بل تضاعف حتى بلغ 10 مليارات دولار العام الماضي، إذ أن أنقرة هي الشريك التجاري الخامس للقاهرة. وفي مطلع فبراير، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بيع مسيرات قتالية لمصر.

إعادة هيكلة العلاقات المصرية التركية

تبرز هذه الزيارة في ظل الحرب التي قد تتسع، أهمية إعادة هيكلة العلاقات المصرية التركية وإعادة بناء نظام إقليمي أمني تكون تركيا ودول الجوار طرفًا فيه. وقد تؤسس الزيارة لمنظومة جديدة للعلاقات الإقليمية تقود فيها مصر وتركيا شكل العلاقات في المنطقة في المقبل من الأيام لاسيما بعدما تكشفت هشاشة العلاقات في المنطقة.

وفي ليبيا، أعلنت الخارجية التركية مؤخرًا انفتاحها على شرق ليبيا واعتزامها فتح قنصلية هناك، في ظل اتجاه تركي للتعاون مع كل من مصر والإمارات هناك، لاسيما في مجال الإعمار وإنهاء الانقسام بين الشرق والغرب.

مصالح مشتركة ورؤى متوافقة

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن زيارة أردوغان تأتي بعد فترة من التطور في العلاقات، خاصة بعد التراجع التركي عن التدخل الغير مبرر في الشئون الداخلية المصرية، لافتًا إلى أنه بدأ العمل الآن بمبدأ المصالح، لأن مصر وتركيا تربطهما مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة، بالإضافة إلى التشابك في العديد من الملفات الإقليمية.

وأضاف حسن أن الحرب الإسرائيلية على غزة، تأتي في مقدمة الملفات المطروحة على طاولة الرئيسين السيسي وأردوغان، خاصةً أن للبلدين يشتركان في رفضهما للعدوان الإسرائيلي وضرورة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أن تركيا ترسل العديد من المساعدات إلى غزة عن طريق مصر.

ربما يعجبك أيضا