زيارة أردوغان لمصر.. مرحلة جديدة من العلاقات

إسراء عبدالمطلب

أعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة


يبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء 14 فبراير 2024، زيارة رسمية لمصر، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في إطار استمرار التقارب بين البلدين بعد قطيعة دامت نحو عشرة أعوام.

وقالت الرئاسة التركية الأحد الماضي، إن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في غزة.

خبراء: زيارة أردوغان للقاهرة انطلاقة جديدة لعلاقات مصر وتركيا

مسيرة العلاقات 

تعد الزيارة تتويجًا لمسيرة العلاقات المشتركة بين البلدين التي شهدت مصافحة بين أردوغان والسيسي خلال افتتاح المونديال في قطر عام 2022، ثم لقاءهما خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي سبتمبر 2023، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء.

ومن جانبه، يرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبد الفتاح، أن زيارة الرئيس التركي تحمل العديد من الدلالات أبرزها حرص تركيا على تعزيز وتطوير العلاقات مع مصر على جميع الأصعدة.

إيجاد حلول توافقية

أضاف عبدالفتاح، في حديث لوكالة أنباء العالم العربي، يوجد ملفات عديدة تحتاج إلى قرارات سياسية على مستوى القادة مثل الملف الليبي وشرق المتوسط والتدخلات التركية في سوريا والعراق، مضيفًا: “العلاقات بين البلدين سوف تشهد انطلاقة نوعية” حال إيجاد حلول توافقية لهذه الملفات.

وتابع: “هناك العديد من القضايا على طاولة النقاش.. أبرزها العلاقات الثنائية وحرب غزة والأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق والسودان”، لافتاً إلى أن التقارب بين البلدين سيساهم في وضع أسس نظام إقليمي قادر على مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. مضيفًا: “يمكن خلال الزيارة التوافق على خلق آلية عمل على كافة المستويات بين البلدين، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

عودة العلاقات إلى سابق عهدها

يرى عبدالفتاح أن الخلافات بين البلدين لم تنته كلية، مشيرًا إلى أن البلدين قدما مبادرة وأبديا استعدادهما لعودة العلاقات إلى سابق عهدها، حيث أجريت في عام 2021 محادثات استكشافية أدت إلى لقاء بين وزيري الخارجية، وعقب ذلك، أجرى السيسي اتصالاً هاتفيًا بأردوغان، كما التقى الرئيسان في قطر، وصولاً إلى هذه الزيارة.

وتنطوي الزيارة على أهمية كبرى كونها أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ 11 عاماً، إذ كانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير عام 2013. وكانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة في نوفمبر 2012.

رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية

بعد رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة وتبادل السفراء، تردد أن الرئيس السيسي سيزور تركيا في يوليو 2023، غير أن الرئيس المصري لم يقم بتلك الزيارة. ورفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.

وأعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، موافقة بلاده على تزويد القاهرة بمسيّرات قتالية. وجاء هذا الإعلان بعد يومين من اجتماعٍ بين وزير الإنتاج الحربي المصري ونظيره التركي لبحث التعاون في مجال الإنتاج المشترك للذخائر.

وتعد طائرة بيرقدار TB2 التركية من أفضل الطائرات المسيرة في العالم من حيث الاستخدامات المتعددة، بقدرتها على التحليق بحمولة تصل إلى 650 كيلوجرامًا ومدى يصل إلى 150 كيلومترًا وبسرعة تصل إلى 70 عقدة (130 كيلومترًا في الساعة)، فضلًا عن قدرة على الطيران دون توقف لمدة تصل لأكثر من 24 ساعة.

ربما يعجبك أيضا