تفاصيل الخلاف بشأن توسع مجموعة دول بريكس

محمد النحاس

دول داخل مجموعة بريكس تعارض ضم أعضاء جدد.. ما السبب؟


أفاد تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية، أن الهند والبرازيل تعارضان توسيع مجموعة دول بريكس، حسب مسؤولون مطلعون رفضوا كشف هوياتهم. 

وحسب المصادر، مارست الصين ضغوطًا لضم دول جديدة، في محاولة لتحويل المجموعة إلى كتلة ذات وزن إضافي على الصعيد الدولي.. فما أبعاد هذه الضغوط؟ وماذا يربط بينها وبين علاقة دول المجموعة بالغرب؟ 

اعتراض من الهند والبرازيل 

أثارت الهند والبرازيل اعتراضات في المحادثات التمهيدية لقمة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا الشهر المقبل، بشأن توسع مجموعة بريكس لتضم دولًا إضافية.

ومن شأن هذه الخطوة زيادة الثقل الجيوسياسي للمنظمة، وتقليص الهوة بينها وبين الدول الغربية، وفقًا لمسؤولين اطلعوا على المحادثات، التي ضغطت فيها الصين مرارًا وتكرارًا على البرازيل والهند للموافقة، حسب تقرير لبلومبرج في 27 يوليو 2023. 

ما سبب المعارضة؟ 

وفقًا للتقرير، تأتي معارضة الهند بسبب رغبتها في وضع شروط صارمة بشأن كيفية وتوقيت انضمام الدول الأخرى إلى المجموعة، التي يزداد صيتها يومًا بعد آخر.

وأما المعارضة البرازيلية للضغوط الصينية من أجل التوسع، فتنبع جزئيًّا من المخاوف المرتبطة بتصعيد التنافس مع الغرب. وحسب مسؤول برازيلي لم يذكر التقرير هويته، تعمل البرازيل بهدوء حتى لا تكون مجموعة بريكس في مواجهة مع مجموعة الدول الـ7 الصناعية الكبرى. 

تكرار الطلب

حسب نفس المصدر، كررت الصين طلب توسع المجموعة، خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة المرتقبة، بما في ذلك اجتماعان انعقدا خلال الأسبوع الماضي. 

وفق مسؤولين هنديين، فإن مسودة قواعد الانضمام إلى المجموعة جرت صياغتها بعد معارضة الهند لضغوط من ممثلي الصين، من أجل المضي قدمًا في عملية توسع المجموعة وضم مزيد من الدول. وتوقع المسؤولان أن القمة القادمة ستشهد مناقشة المبادئ الأساسية، ومن ثم إقرارها.

قمة مرتقبة

يتطلب أي قرار بضم مزيد من الأعضاء إجماع بقي أعضاء المجموعة. ومن المقرر أن تنعقد القمة المقبلة من 22 إلى 24 أغسطس. ويهدف الاجتماع إلى التباحث حول أهداف الكتلة في ترسيخ نفسها كقوة سياسية واقتصادية جادة، في وقتٍ يزداد فيه الاستقطاب على الصعيد العالمي. 

وتأتي القمة في وقت تحتدم فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما انعكس على حافة التنافس التجارية والاقتصادية والجيوسياسية بين القطبين العالميين.

منظمة بريكس.. كتلة عالمية

رفض أعضاء بريكس إلقاء اللوم على روسيا في حرب أوكرانيا، على العكس من موقف مجموعة الـ7، وفق تقرير بلومبرج. وتطالب دول عدة بالانضمام إلى بريكس، ما أثار مخاوف القوى الغربية من أن المجموعة تتحرك لتصبح قوة موازنة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصةً مع تزايد الحديث عن نظام دولي متعدد الأقطاب.

تشكلت الكتلة رسميًّا في 2009، وتسعى لتحقيق نوع من التأثير الجيوسياسي الذي يتناسب مع امتدادها الاقتصادي، حيث يمثل أعضاء البريكس في الوقت الحالي أكثر من 42% من سكان العالم، ويصل إجمالي الناتج المحلي الخاص بها إلى 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقًا لتقرير بلومبرج.

أهداف مشتركة

في تقرير سابق نشرته هذا الشهر، قالت صحيفة جلوبال تايمز الصينية إن منظمة بريكس تعد نتيجة طبيعية، في ظل الأوضاع الدولية المُعقدة القائمة حاليًّا.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا التجمع يضم بلدانًا تتشارك الطموح بشأن التعاون على أساس من المساواة واحترام السيادة. ورفضت الصحيفة الصينية الاتهامات الغربية بأن المجموعة تمثل تكتلًا سياسيًّا مناهضًا للولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا| معدلات التنمية الاقتصادية لدول بريكس 

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| دول بريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

ربما يعجبك أيضا