تكتيكات أمريكية جديدة لكبح نفوذ «فاجنر» في إفريقيا .. هل تنجح؟

عمر رأفت
إدارة بايدن تتخذ تكتيكات جديدة لكبح جماح فاجنر في أفريقيا .. هل ستحقق نجاحًا؟

تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الوقوف أمام توسع مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في قارة إفريقيا.


تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كبح توسعات مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في قارة إفريقيا.

وذكرت مجلة بولتيكو الأمريكية، في تقرير لها،  أن إدارة بايدن اتخذت تكتيكات جديدة من أجل إيقاف توسعات فاجنر، ومنها ​​مشاركة المعلومات الاستخباراتية الحساسة مع حلفائها في إفريقيا.

تكتيكات أمريكية لمواجهة فاجنر

أضافت بولتيكو أن الإدارة الأمريكية استخدمت هذا التكتيك بوتيرة متزايدة، خلال الأشهر التي سبقت الحرب الروسية الأوكرانية مطلع عام 2022، من أجل تنبيه الحلفاء إلى التهديدات التي تلوح في الأفق، وإيصال رسائل مفادها أن واشنطن تعلم جميع التحركات الروسية.

وأوضحت أن إدارة بايدن تكثف من هذه التكتيكات، خلال الفترة الحالية، كجزء من حملتها لمنع موسكو من الحصول على موطئ قدم اقتصادي وعسكري في دول إفريقيا، بما في ذلك تلك التي تعاونت سابقًا مع واشنطن.

اقرأ أيضًا| فاجنر الروسية تتراجع عن الانسحاب من باخموت

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الرئيس الأمريكي جو بايدن

العمل مع فاجنر ينشر الفوضى

أشارت بولتيكو إلى أن الولايات المتحدة شاركت في الأشهر الأخيرة معلومات استخباراتية تتعلق بخطة فاجنر المزعومة لاغتيال رئيس تشاد، وكذلك محاولاتها للوصول إلى مواقع استخراج الموارد الطبيعية الرئيسة والسيطرة عليها في دول، مثل السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.

ونقلت عن مسؤولين أمريكيين وصفتهم بأنهم على اضطلاع بالأمر دون الكشف عن هويّاتهم، أن الهدف هو إظهار كيف يمكن للعمل مع فاجنر إلى نشر الفوضى على المدى الطويل، على الرغم من وعودها بإحلال السلام والأمن في البلدان التي تواجه اضطرابات سياسية وأعمال عنف.

اقرأ أيضًا| «فاجنر» تنسحب من باخموت.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية؟

فاجنر

فاجنر

اشتداد المعركة بين واشنطن وموسكو

قال تقرير بولتيكو إن استراتيجية واشنطن تأتي بعد أكثر من عام من التوترات المتصاعدة مع موسكو، بعدما وضعت الحرب الروسية الأوكرانية البلدين في مواجهة بعضهما البعض، وقدمت الولايات المتحدة المليارات من المساعدات من أسلحة وغيرها إلى كييف.

وأضاف أن استراتيجية إدارة بايدن تشير إلى أن المعركة بين واشنطن وموسكو أصبحت ممتدة إلى ما وراء الحرب الروسية الأوكرانية ووصلت إلى إفريقيا، ويقول مسؤولو البيت الأبيض إن روسيا تستخدم فاجنر كوكيل لإبرام الصفقات، ومساعدة الكرملين في تحقيق ما يصبو إليه.

قلق أمريكي متزايد من «فاجنر»

ذكرت بولتيكو أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد من أنشطة فاجنر في بلدان القارة السمراء، وانعكست مخاوف الولايات المتحدة وتقييماتها بشأن المجموعة العسكرية الخاصة، بما في ذلك عملياتها في إفريقيا، في المعلومات الاستخبارية السرية للغاية، التي جرى تسريبها في وقت سابق من هذا العام.

اقرأ أيضًا| فيديو| بكلمات بذيئة.. رئيس فاجنر يوبخ وزير الدفاع الروسي

وعلى مدار العام الماضي ، شاركت الولايات المتحدة الحلفاء في معلومات استخباراتية حساسة بشأن تحركات وعمليات فاجنر بساحة المعركة في أوكرانيا، وشجب مسؤولو الأمن القومي ووزارة الخارجية المجموعة العسكرية الروسية علانية في الآونة الأخيرة.

63434534534

مؤسس مجموعة فاجنر الروسية، يفجيني بريجوزين

محاولات أمريكية فاشلة

شارك المسؤولون الأمريكيون في الأشهر الأخيرة في محادثات مع مسؤولين في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ورواندا وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لتبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية المتعلقة بفاجنر.

وضغط دبلوماسيون على المسؤولين في بعض تلك البلدان لتجنب العمل مع المجموعة العسكرية الروسية أو المساعدة في إقناع الدول المجاورة الأخرى بوقف التعامل معها، ولم يستجب ممثلو الدول التي تشاركت الولايات المتحدة معها المعلومات لطلبات واشنطن.

مجموعة "فاجنر" الروسية

مجموعة «فاجنر» الروسية

عدم التعاون مع «فاجنر»

حثت واشنطن المسؤولين في البلدان الإفريقية على عدم التعاون مع فاجنر، ليس فقط بسبب المخاوف الأمنية طويلة الأجل المحتملة التي قد تسببها، بل بسبب التأثير الذي يمكن أن تحدثه تصرفات المجموعة الروسية في إفريقيا على ساحة المعركة في أوكرانيا.

ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن فاجنر قد تستخدم الأرباح التي تتحصل من صفقات التعدين وعقود العمل الأخرى في إفريقيا لمساعدة الجيش الروسي في حربه، وقال بعض الخبراء إن وصول المجموعة الروسية إلى المعادن وقدرتها على تصديرها إلى السوق مبالغ فيه، وأن أرباحها هامشية، ومن غير المحتمل أن يكون لها تأثير في ساحة المعركة بأوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا