تهديد بحدوث زلازل كارثية.. قشرة الأرض تنقلب أسفل البحر المتوسط

كشفت دراسة زلزالية عن ظاهرة جيولوجية ملحوظة تحت غرب البحر الأبيض المتوسط، ما يشكل تحديًا للمفاهيم السابقة للحركات التكتونية.

وأوضحت الدراسة أن إسبانيا معرضة بشكل غير عادي للزلازل العميقة والنادرة، مشيرةً إلى أن هذا اللوح التكتوني المقلوب قد يكون له علاقة بذلك.

تفاعلات تكتونية معقدة

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الجمعة 1 مارس 2024، أن باحثين من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية والجامعة الوطنية الأسترالية ركزوا على التفاعلات التكتونية المعقدة داخل منطقة ريف بيتيك ألبوران، وهي منطقة تتلاقى فيها الصفائح الأفريقية والأوراسية لتشكل سلاسل جبال بيتيك والريف وحوض بحر البوران.

وأفادت دراسة جديدة بأن اهتزازات الأرض ترسم صورة زلزالية لما كان في يوم من الأيام قطعة من سطح كوكبنا، مشيرةً إلى أنها الآن تقع رأسًا على عقب في أعماق البحر الأبيض المتوسط.

وقال الجيولوجيان داويوان صن من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وميجان ميلر من الجامعة الوطنية الأسترالية: “منذ عام 1954، كانت هناك 5 زلازل كبيرة وعميقة التركيز متقاربة بعمق أكبر من 600 كيلومتر تحت مدينة غرناطة الإسبانية”.

خريطة المحطات الزلزالية وزلزال غرناطة العميق. تشير المثلثات الحمراء إلى محطات لدراسة طبقة السرعة المنخفضة للزلازل

أكثر هشاشة

ذكر الموقع أن الصفائح التكتونية عندما تندفع نحو بعضها بعضًا، فإنها غالبًا ما تنزاح بحيث تنزلق إحداها تحت الأخرى في عملية تسمى الاندساس، وفي بعض الأحيان تؤدي هذه الاصطدامات إلى تدمير الجزء الغارق من الصفيحة، ما يؤدي إلى رفع القشرة لتكوين الجبال وتشابك مصير الصفيحتين كواحد.

وفي أحيان أخرى ستبقى القشور منفصلة ولكنها مكدسة، مع غرق لوح واحد تدريجيًا نحو وشاح الأرض، وهذا ما يحدث على الحدود بين الصفيحتين الأفريقية والأوراسية، حيث يغرق قاع البحر الأبيض المتوسط تدريجياً تحت أوروبا.

وأضاف أن البلاطة المغمورة تشكل سيليكات المغنيسيوم المائية في طبقاتها العليا عندما تتعرض لمياه المحيط، ومع غرق اللوح، تجف هذه السيليكات وتصبح أكثر هشاشة، وتصبح أكثر عرضة للزلازل وتباطؤ الموجات الزلزالية بطريقة يمكن لعلماء الزلازل اكتشافها.

رسم توضيحي ثلاثي الأبعاد يوضح طبقات الأرض من الفضاء

آفاق جديدة

قال الموقع إن الموجات الزلزالية استمرت خلال زلزال غرناطة 2010، لفترة طويلة بشكل غير عادي، وكان لها مرحلة إضافية متأخرة من النشاط، ويمكن تفسير ذلك من خلال تحرك الموجات الزلزالية بشكل أبطأ في الجزء السفلي من لوح البوران بدلاً من الجزء العلوي.

وأفاد بأن هذا الاكتشاف لا يوفر رؤى قيمة حول البنية التكتونية المعقدة لغرب البحر الأبيض المتوسط ​​فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة لدراسة آليات الزلازل العميقة في مناطق أخرى من العالم، ويوضح العلماء أن مثل هذا البحث سيتطلب محطات زلزالية مكتظة مباشرة فوق مناطق الزلازل.