جولة وزير الخارجية الفرنسي في الشرق الأوسط.. لماذا كانت مصر المحطة الأولى؟

إسراء عبدالمطلب

جولة سيجورنى تهدف إلى العمل على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، والحديث عن إعادة فتح أفق سياسي وهي إحدى ركائز مبادرة السلام والأمن للجميع التى قدمها الرئيس الفرنسي.


استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأحد 4 فبراير 2024، وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، بحضور وزير الخارجية المصري، سامح شكري.

ويقوم سيجورني بجولة لمنطقة الشرق الأوسط في الفترة من 3 إلى 5 فبراير تشمل مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان من أجل تنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي للسلام والأمن للجميع، حسبما أفاد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان.

الرئيس السيسي يستقبل وزير الخارجية الفرنسي-الهيئة العامة للإستعلامات

حل الدولتين

قال لوموان إن جولة سيجورنى تهدف إلى العمل على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، والحديث عن إعادة فتح أفق سياسي وهي إحدى ركائز مبادرة السلام والأمن للجميع التى قدمها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية على أساس المبادئ المعروفة وهى حل الدولتين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ نقل الوزير الفرنسي تحيات الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى الرئيس السيسي، مشددًا على أهمية استمرار التنسيق والتعاون واسع النطاق بين البلدين.

اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته

يعكس هذا اللقاء تقارب الرؤى والمصالح ويعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، خاصة في ضوء تعدد مجالات التعاون الاقتصادي القائمة حاليًا، في قطاعات النقل والتصنيع والتجارة وغيرها، بالإضافة إلى العلاقات الثقافية التاريخية بين الشعبين الصديقين.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضًا الأوضاع في قطاع غزة، إذ تم استعراض الجهود المصرية المكثفة مع مختلف الشركاء لوقف إطلاق النار في القطاع وإنفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهالي غزة، إلى جانب التشديد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته تجاه تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.

وقف مستدام لإطلاق النار

جدد الوزير الفرنسي حرص بلاده على تنسيق الرؤى والجهود مع مصر في اتجاه الوقف المستدام لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، في ضوء اتفاق مواقف الدولتين بشأن ضرورة منع دائرة الصراع من التوسع، وتفعيل حل الدولتين كأساس للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية واستعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.

وتم التشديد على رفض البلدين المُطْلَق لأي إجراءات أو سياسات تهدف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، كما تم تأكيد الدور المحوري، الذي لا بديل عنه، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تقديم الدعم لأهالي قطاع غزة، لاسيما في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يتعرضون لها، والتي تتطلب دعم كافة الآليات الدولية العاملة بالمجال الإغاثي.

اللقاء تطرق كذلك إلى عدد من الملفات السياسية ذات الأولوية، وعلى رأسها الأوضاع في السودان وليبيا والبحر الأحمر، إذ شدد الجانبان على حرصهما على استمرار التشاور وتبادل الرؤى بما يسهم في تدعيم الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.

دلالات زيارة سيجورنيه إلى مصر

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات لـ“شبكة رؤية الإخبارية”، إن زيارة سيجورني إلى مصر أمس الأحد، جاءت للتشديد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولبحث حل سياسي من أجل الأزمة، مضيفًا أن جولة وزير الخارجية الفرنسي بدأت بالقاهرة لأن فرنسا تدرك جيدًا الدور المحوري لمصر في قطاع غزة والدعم الذي تقدمه له، إذ قدمت مصر أكبر عدد أطنان من المساعدات الإنسانية.

وأضاف الرقب أن شكري ونظيره الفرنسي شددا على ضرورة زيادة المساعدات لغزة وتوسيع دائرتها وضرورة فتح آفاق سياسية لحل أزمة فلسطين التي بدأت منذ 75 سنة، متطرقين إلى المستشفى الميداني الفرنسي العائم الذي يقف قريبًا من الحدود المصرية بتعاون مصري لعلاج المصابين الفلسطينيين، لافتًا إلى أن 30 مستشفى وعيادة في غزة خرجوا عن الخدمة.

واختتم: “فرنسا أفضل من غيرها، فقد خجلت من تأييدها للاحتلال وتراجعت، وحاليًا تحاول أن تقدم نفسها للعالم على أنها الدولة القادرة على لعب دور في المنطقة وأنها منبر لدعم الحريات حول العالم”.

ربما يعجبك أيضا