حرب غزة.. حتى في «المواصي» لا أمان للفلسطينيين من هجمات إسرائيل

إسراء عبدالمطلب

أي توفير أكبر للمساعدات الإنسانية في المواصي هو أمر نسبي.


في أكتوبر بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب في غزة، صنف الجيش الإسرائيلي “المواصي” منطقة إنسانية، وطلب من سكان غزة التوجه إلى هناك لتجنب الوقوع في الهجوم الذي شنه في أعقاب هجمات الـ7 أكتوبر.

ووعد الجيش الإسرائيلي “بتقديم المساعدات الإنسانية الدولية حسب الحاجة”، وفي الآونة الأخيرة، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المجتمعات المحيطة بمنطقة القتال في محيط مستشفى الشفاء الإخلاء إلى “المنطقة الإنسانية في المواصي”.

الأمم المتحدة: عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين وصلوا رفح جنوب غزة ونصبوا الخيام في الشوارع - CNN Arabic

المواصي

حسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن أي أمان في “المواصي” يرتبط ببقية المنطقة، حيث توفي أكثر من 32 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، خلال الهجوم الإسرائيلي المتواصل، وفقًا للسلطات الصحية المحلية.

وتقع رفح، وهي بلدة تقع في أقصى جنوب قطاع غزة حيث يلجأ مليون نازح آخر، على بعد 4 كيلومترات فقط من المواصي، وتقع في مرمى قوات الجيش الإسرائيلي، التي تعتقد أن الآلاف من مقاتلي حماس ما زالوا هناك، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشن هجوم على رفح، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.

غارات جوية

طمأن قرار وقف إطلاق النار، الذي تم إقراره في الأمم المتحدة الاثنين 25 مارس 2024، القليل من الناس سواء في المواصي أو رفح، وتعرض كلاهما مرارًا وتكرارًا للغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، وتحلق الطائرات بدون طيار في سماء المنطقة دون انقطاع، ليلًا ونهارًا.

وفي يناير أصابت غارة جوية إسرائيلية مجمعًا سكنيًا في المواصي يستضيف فرقًا طبية وعائلاتهم من لجنة الإنقاذ الدولية والمعونة الطبية للفلسطينيين، وهما منظمتان غير حكوميتين تعملان في غزة. وفي الشهر الماضي، خلال عملية عسكرية، أفادت التقارير أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على منزل كان يحتمي به موظفون من منظمة أطباء بلا حدود وعائلاتهم، مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 6.

500 ألف مهددين بالمجاعة

وتحدثت تقارير غربية عن إصابات في المواصي، يُعزى معظمها إلى القصف الإسرائيلي أو الغارات الجوية، لذا فإن أي توفير أكبر للمساعدات الإنسانية في المواصي هو أمر نسبي أيضًا، بحسب الصحيفة البريطانية.

وفي شمال غزة، أصبح ما بين 300 ألف إلى 500 ألف شخص مهددين بالمجاعة، ويواجه الأشخاص الأكثر ضعفاً، مثل سلمان، خيارات يائسة في سعيهم إلى البقاء على قيد الحياة.

وفي رفح، هناك المزيد من المواد الغذائية، رغم أن الأسعار باهظة بالنسبة للكثيرين، وبعض الرعاية الصحية العاملة، وفي المواصي، تتمكن وكالات الأمم المتحدة وغيرها من توفير بعض المساعدات الغذائية لسكان المخيم الضخم الذي نشأ عبر الكثبان الرملية والسهول الوعرة في الداخل، ولكن المواد اللازمة للمأوى شحيحة للغاية.

ظروف مروعة

وبحسب الجارديان، فإن بعض مناطق المواصي هي أراض زراعية، مما يزيد من الازدحام، في حين تحتل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية معظم دور الضيافة على الشاطئ.

ونقلت “الجارديان” عن أحد كبار مسؤولي الإغاثة قوله: “لا توجد مساعدة منظمة حقيقية، الظروف الصحية مروعة، هناك بعض عمليات جمع النفايات التي ينظمها المجتمع المحلي ولكن هناك عدد قليل جدًا من المراحيض فالناس يذهبون إلى الرمال أو البحر. ويجب نقل المياه بالشاحنات، أي أن هناك عددًا قليلاً من الآبار القريبة ولا توجد أنابيب، تأتي شاحنات المياه مرة واحدة يوميًا في رفح ويركض خلفها سيل من الأطفال حاملين الجراكن”.

جهد لا يوصف

قال المسؤول إن المواصي “أصبح أقل ازدحامًا بعض الشيء مما كان عليه قبل بضعة أسابيع”، لكن وكالات الإغاثة تستعد لاستقبال المزيد من الأشخاص للانتقال إلى هناك في حالة حدوث عملية في رفح.

ومن جانب آخر، قال رئيس بلدية المواصي، الدكتور حاتم المغاري، التي كان عدد سكانها قبل الحرب بضعة آلاف فقط، إن عمال البلدية كانوا مرهقين بالكامل. مضيفًا أن الجهد الذي تبذله طواقم البلدية لا يوصف حقًا، في محاولة لضمان الوصول إلى كميات كافية من المياه ومعالجة التراكم الكبير للنفايات. متابعًا “لم يحصل معظم زملائي على رواتبهم منذ ستة أشهر، وبالطبع لم تحصل البلدية على تمويل منذ ستة أشهر”.

دمار واسع النطاق

تابع المغاري: “كرئيس للبلدية، التحدي الأكبر الذي يواجهني يكمن في عدم كفاية الخدمات اللوجستية، ونقص المعدات الأساسية، والدمار واسع النطاق، وأننا لا نستطيع استيراد المعدات الثقيلة أو الضرورية عبر المعابر إلى غزة بسبب القيود الإسرائيلية”.

وأسفرت غارة إسرائيلية في وقت متأخر من يالاثنين الماضي على مبنى سكني في رفح كانت تلجأ إليه 3 عائلات نازحة عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا، من بينهم 9 أطفال و4 نساء، وفقًا لسجلات المستشفى وأقارب المتوفى.

ربما يعجبك أيضا