«حرس الحدود» الأمريكي يعمل على «تقويض» إدارة بايدن

سهام عيد

رؤية

واشنطن – «أزمة بايدن الحدودية» أصبحت اكثر تعقيدا في مواجهة معارضة أمريكية يتصدرها «حرس الحدود»، وهي محاولة للإبقاء على تعليمات الرئيس السابق دونالد ترامب، وتقويض تحركات إدارة الرئيس بايدن، بالتصدي وبكل حسم للمهاجرين من الجنوب إلى الولايات المتحدة.. وفي هذا الصدد، ذكرت جين بود، وهي عنصر سابق في حرس الحدود تحولت إلى ناشطة في مجال حقوق المهاجرين وتعمل مع «ائتلاف مجتمعات الحدود الجنوبية»، إن ما يحدث يشكل «محاولة مخططة ومنسقة تهدف إلى تقويض إدارة بايدن».

ويضيف الباحث والصحفي الأمريكي، ويغطي أخبار البيت الأبيض في واشنطن،  أندرو فاينبيرغ: يوم الإثنين الماضي، اتهم زعيم الأقلية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، الرئيس جو بايدن وإدارته بإثارة «أزمة» على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.. وقال مكارثي أمام كاميرات الصحافة مع وجود عدد من زملائه الجمهوريين، إن تخلي بايدن عن سياسات عهد ترامب القاسية، خلق الفوضى، وفقا لموقع الغد.

وقد ألغى بايدن حديثاً سياسات تفرض على مسؤولي الهجرة منع الأطفال غير المصحوبين بذويهم من طلب اللجوء، وتلك التي تتيح لمسؤولي الهجرة اعتقال وترحيل الأشخاص غير الموثقين الذين يحاولون ادعاء القرابة بقاصرين موجودين رهن الاحتجاز لدى «مكتب إعادة توطين اللاجئين» Department of Health and Human Services’ Office of Refugee Resettlement في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

وبحسب رواية مكارثي للحوادث، يقوم أفراد دوريات الحدود الأمريكية بإلقاء القبض على أشخاص من دول بعيدة كإيران واليمن وسريلانكا، يحاولون دخول البلاد بشكل غير قانوني. وذهب نائب جمهوري آخر، هو العضو البارز في لجنة الأمن الداخلي جون كاتكو، إلى أبعد من ذلك، مدعياً أن عدداً ممن قبض ضباط «الجمارك وحماية الحدود» عليهم، مدرجون في قائمة مراقبة الإرهاب التابعة لوزارة «الأمن الوطني».

ويضيف «أندرو فاينبيرج»: وفي المقابل، بينما يثير الجمهوريون ووسائل الإعلام اليمينية الصخب في شأن «أزمة بايدن الحدودية»، على أمل تحريض القاعدة المناهضة للمهاجرين التي ساعدت ترامب على الفوز بالبيت الأبيض في 2016، يعبر مطلعون سبق لهم العمل في وزارة «الأمن الوطني» وحرس الحدود ووكالات السلطة التنفيذية الأخرى، عن وجهة نظر مختلفة، إذ يرى هؤلاء المطلعون إن عدداً من الادعاءات التي يقدمها الجمهوريون في مجلس النواب وبعض المشاكل التي تحدث على الحدود كبقاء عدد كبير من القاصرين رهن الاحتجاز لدى هيئة «الجمارك وحماية الحدود» مدة أطول من المسموح بها قانونياً وفق المحاكم، تحمل «تلك الادعاءات» جميعها علامات جهد منسق من قبل ضباط حرس الحدود، بما في ذلك قيادة «نقابة حرس الحدود » المؤيدة لترمب، بهدف تقويض الإدارة الحالية.

في المقابل، ليست إدارة حرس الحدود وحدها هي التي تقوض محاولات إدارة بايدن للتخلص من سياسات الهجرة التي تعود إلى عهد ترامب. إنهم أيضاً مسؤولو النقابة العمالية التي تمثل العاملين العاديين، والمسماة «المجلس الوطني لدوريات الحدود».

وتابع الباحث والصحفي الأمريكي، في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: على الرغم من أن معظم نقابات الموظفين الفيدراليين تتوافق تقليدياً بشدة مع الحزب الديمقراطي، فإن نقابة «المجلس الوطني لدوريات الحدود» لم تدعم أي مرشح رئاسي قبل سنة 2016، حينما ألقت بثقلها خلف ترامب. في مقابل ذلك الدعم، أطلق ترامب يد حرس الحدود في تنفيذ سياساته بأقسى طريقة ممكنة.

ولقد استمر دعم النقابة للرئيس السابق خلال دورتي انتخابات الكونغرس في 2018 و2020، ومنذ أن ترك منصبه، يتحالف مسؤولو النقابات ضد خليفته الديمقراطي.

في وقت سابق من هذا الشهر، ظهر رئيس نقابة «المجلس الوطني لدوريات الحدود» براندون جود في مؤتمر صحفي مشترك مع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، حيث شجب الحاكم تراجع بايدن عن سياسات ترامب، وأعلن أنه سيرسل شرطة  «إدارة السلامة العامة» في تكساس إلى الحدود.

ربما يعجبك أيضا