حصاد 2023| التوترات الحدودية تضع العالم على صفيح ساخن

من آسيا إلى أمريكا الجنوبية.. التوترات الحدودية تجتاح العالم

آية سيد
حصاد 2023| التوترات الحدودية تضع العالم على صفيح ساخن

شهد العام 2023 عددًا من التوترات الحدودية.. فما أبرزها؟


من آسيا إلى أمريكا الجنوبية، اشتعل عدد من التوترات الحدودية خلال العام 2023.

ورغم أن بعض هذه التوترات هدأ، إلا أن البعض الآخر لم يُحسم بعد ولا يزال يحمل إمكانية التحول إلى صراع أوسع. فما أبرز تلك التوترات؟

الصين والفلبين

اشتعلت التوترات بين الصين والفلبين في 2023 بسبب السفينة “سييرا مادري”، وهي سفينة صدئة تعود إلى الحرب العالمية الثانية وتتمركز في منطقة سكند توماس شول الواقعة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، وتتخذها مانيلا ثُكنة عسكرية في المياه الضحلة ببحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

حصاد 2023| التوترات الحدودية تضع العالم على صفيح ساخن

الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي

وفي أغسطس الماضي، اتهمت الفلبين سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني باستخدام خرطوم مياه لعرقلة مهمة إعادة تزويد سييرا مادري. ومن جانبها، كررت الصين طلبها بإزالة السفينة القديمة، واتهمت مانيلا بنكث وعد صريح بسحب السفينة، وهو ما نفاه المسؤولون الفلبينيون.

واتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بتهديد الصين بمعاهدة الدفاع المشترك مع الفلبين. فيما اتهمت السفارة الصينية في مانيلا واشنطن بـ”تحريض ودعم محاولات الفلبين لتجديد وتعزيز سفينة سييرا مادري”.

توترات مستمرة

في 22 أكتوبر، قال خفر السواحل الصيني إن “اصطدامًا خفيفًا” وقع بين إحدى سفنه وقارب فلبيني، عندما كانت القوات الصينية تمنع “بنحو قانوني” القارب من نقل “مواد بناء غير قانونية” إلى سفينة حربية.

وفي اليوم التالي، طلبت الفلبين من الصين مجددًا وقف “الأعمال الاستفزازية”، محذرة من أن محاولاتها منع مهمات إعادة إمداد “سييرا مادري” قد تكون لها “نتائج كارثية”.

الصين تثير الغضب

استمرارًا لمسلسل إثارة التوترات مع جيرانها، نشرت الصين خريطة وطنية جديدة، مطلع سبتمبر الماضي، تُظهر تبعية مساحات شاسعة من الأراضي المتنازع عليها لبكين، ما أثار غضب جيرانها.

وتُظهر الخريطة خطًا مقوسًا يؤكد مطالب بكين بمعظم أنحاء بحر الصين الجنوبي، ويمتد إلى المناطق الاقتصادية الخالصة لعدد من الدول، مثل الفلبين، وماليزيا، وفيتنام، ويُظهر تايوان جزءًا من الصين، ما دفع هذه الدول إلى الإعراب عن رفضها القوي للخريطة.

واحتجت الهند كذلك على الخريطة، التي تضم ولاية أروناتشال براديش الهندية، وكذلك هضبة أكساي تشين، وهي منطقة متنازع عليها في غرب جبال الهيمالايا وتطالب الهند بالسيادة عليها، لكن تسيطر عليها الصين.

إنفوجراف| أسباب النزاع على بحر الصين الجنوبي

إنفوجراف| أسباب النزاع على بحر الصين الجنوبي

ناجورنو قره باغ

تجددت التوترات بين أذربيجان وأرمينيا، في 21 مارس 2023، بعد إعلان يريفان مقتل أحد جنودها في تبادل لإطلاق النار مع قوات باكو، وسط جهود لحل الصراع بشأن إقليم ناجورنو قره باغ، وذلك بعد اتفاق السلام الموقع بين الطرفين برعاية روسيا في 9 نوفمبر 2020.

وفي مايو الماضي، قال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، إن بلاده مستعدة للاعتراف بأن منطقة ناجورنو قره باغ جزءًا من دولة أذربيجان المجاورة، إذا ضمنت الأخيرة أمن السكان من أصل أرميني. لكن في 15 يوليو، قالت أذربيجان إن روسيا وأرمينيا لا تلتزمان باتفاق وقف إطلاق النار.

وتصاعدت الأحداث وصولًا إلى 19 سبتمبر، عندما شنت أذربيجان عملية لـ”مكافحة الأنشطة الإرهابية” في إقليم ناجورنو قره باغ، بدعوى استعادة النظام الدستوري وطرد القوات الأرمينية. وأسفر القصف عن مقتل 25 شخصًا، بينهم مدنيين، وإصابة 138 آخرين.

فرار الأرمن

على خلفية الهجوم الأذري الخاطف، أعلنت الحكومة الانفصالية في ناجورنو قره باغ، في 28 سبتمبر 2023، تفكيك نفسها وانتهاء الجمهورية غير المعترف، بداية من يناير 2024.

مرصد مراكز الأبحاث| صراع كاراباخ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

هروب الأرمن من ناجرونو قره باغ

وبعد سيطرة أذربيجان على الإقليم، سارع قرابة 93 ألف أرميني من سكان ناجورنو قره باغ، البالغ عددهم 120 ألف، بالفرار إلى أرمينيا. فيما قالت أذربيجان إنها تحترم حقوق الأرمن، الذين سيختارون البقاء، لكنها نسفت مفهوم الدولة الانفصالية إلى الأبد.

وحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في 8 ديسمبر، أعلنت أرمينيا وأذربيجان أنهما ستتحركان باتجاه تطبيع العلاقات، وستعملان لتوقيع معاهدة سلام كاملة مبنية على الاحترام المتبادل لوحدة أراضي إحداهما الأخرى.

صربيا وكوسوفو

في 19 مارس، توصلت صربيا وكوسوفو إلى تفاهمات مبدئية بشأن الاتفاق على تطبيع العلاقات، بعد مفاوضات انعقدت في مقدونيا الشمالية برعاية الاتحاد الأوروبي.

لكن في 29 مايو، اشتعل الوضع من جديد على خلفية إصابة 25 فردًا من قوات حفظ السلام التابعة للناتو في اشتباكات مع الصرب المحتجين على تولي مسؤولين من أصل ألباني مناصب رؤساء بلديات في شمالي كوسوفو. وأعقب ذلك إعلان الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، وضع الجيش في حالة تأهب قصوى.

العنف في كوسوفو

العنف في كوسوفو

وبعد وقوع اشتباكات بين شرطة كوسوفو ومسلحين صرب في 24 سبتمبر، رصد البيت الأبيض حشدًا “غير مسبوق” للقوات الصربية على طول حدود كوسوفو، شمل نشر بطاريات مدفعية ودبابات ووحدات مشاة. وفي 2 أكتوبر، سحبت صربيا بعض قواتها المتمركزة بالقرب من الحدود مع كوسوفو.

إيران وأفغانستان

اندلعت اشتباكات حدودية عنيفة بين قوات طالبان وحرس الحدود الإيراني، خلال شهر مايو الماضي، بسبب النزاع على حصة  طهران من المياه الآتية من نهر هلمند في أفغانستان.

وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن من بدأ بإطلاق النار، وأرسلا قوات وتعزيزات إضافية إلى الحدود. وحسب تقرير لمعهد دراسات الحرب، في 7 أغسطس، فإن أزمة المياه المتفاقمة في إيران تزيد من خطر الصراع مع جيرانها.

بريطانيا والأرجنتين

أثار الرئيس الأرجنتيني الجديد، خافيير ميلي، الجدل عندما صرّح في حملته الانتخابية بأن الأرجنتين تتمتع بـ”سيادة غير قابلة للنقاش” على جزر فوكلاند، الخاضعة للإدارة البريطانية. وأعاد ميلي التشديد على مطلبه بالجزر بعد فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي.

إنفوجراف| 10 معلومات عن جزر فوكلاند

إنفوجراف| 10 معلومات عن جزر فوكلاند

ومن جانبه، حذر رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، من أن سيادة جزر فوكلاند ليست محلًا للنقاش. وأشارت مصادر إلى أن فوكلاند أصبحت “رابع القضايا الأكثر إلحاحًا” لبريطانيا بعد غزة، وأوكرانيا، والصين، في أعقاب فوز ميلي، الذي سيحصل قريبًا على  20 مقاتلة إف-16 من الدنمارك.

فنزويلا وجويانا

تصاعد الخلاف بين فنزويلا وجويانا بشأن منطقة إيسكويبو الغنية بالنفط، بعدما أجرت فنزويلا استفتاءً مثيرًا للجدل لضم المنطقة. وردًا على ذلك، أعلنت القيادة الجنوبية الأمريكية، المسؤولة عن التعاون الأمني في أمريكا اللاتينية، عن عمليات جوية مشتركة مع الجيش الجوياني، الخميس 7 ديسمبر.

الخلافات تتصاعد بين فنزويلا وجويانا.. والولايات المتحدة تدخل على الخط

خريطة لمنطقة إيسكويبو المتنازع عليها

ومن جهتها، قالت البرازيل إن جيشها يعزز وجوده على الحدود مع جويانا وفنزويلا. فيما أعربت وزارة الخارجية البريطانية عن قلقها بشأن التحركات الفنرويلية. وفي 24 ديسمبر، أوردت بي بي سي أن بريطانيا تستعد لإرسال سفينة حربية إلى جويانا في إظهار للدعم الدبلوماسي والعسكري للمستعمرة البريطانية السابقة.

ربما يعجبك أيضا