خبير سياسي لـ«رؤية»: تعنت طرفي النزاع يعرقل حل الأزمة السودانية

إسراء عبدالمطلب
اتفاق جدة للهدنة في السودان

قوات الدعم السريع أعلنت تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في البلاد.


وصل ممثلو الحكومة السودانية إلى جدة لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع، بعد 3 أشهر من القتال الدامي.

وكانت المحادثات التي تجرى برعاية سعودية أمريكية، توقفت لعدم التزام طرفي الصراع بالهدنة المُتفق عليها. وأعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان، أمس السبت 15 يوليو 2023، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية للتوصل لحل شامل للأزمة.

خبير سياسي لـ "رؤية": لا يمكن التعويل بشكل كبير على مسار جدة

مفاوضات جدة

حالة زخم شديدة

من جانبه، قال خبير العلاقات الدولية والأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن استئناف محادثات السلام في جدة بالسعودية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد توقفها أكثر من شهر بسبب تعثر مسار المفاوضات بينهما وفشل الهدن المستمرة يعود إلى عدة عوامل أولها الضغوط الخارجية الشديدة على الجانبين سواء من الجانب الافريقي أو الدولي، أو من جانب القوى الإقليمية.

وأضاف السيد، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن العودة إلى مسار جدة يأتي بعد حالة زخم شديدة في الأزمة السودانية على المستوى السياسي وعلى مستوى الأدوار الخارجية، خاصة في ما يتعلق بمبادرة الإيجاد ودعوة واللجنة الرباعية المنبثقة عن الإيجاد إلى إرسال قوات إفريقية تابعة للإيجاد إلى السودان للفصل بين الجيش والدعم السريع، ودعوتها إلى حجر منطقة الطيران في السودان.

وضع خارطة طريق

قال سيد إن اقتراحات الإيجاد أثارت من تحفظ قائد مجلس السيادة السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، ثم جاء مؤتمر دول الجوار في القاهرة والذي شهد تجمع الدول السبع وزعمائها في القاهرة واتفقوا على وضع خارطة طريق وعلى تشكيل لجنة وزارية ولجنة اتصال تجتمع في تشاد لبحث سبل تقديم حل للأزمة السودانية، ما شكل ضغط على الطرفين المتصارعين.

وتابع أن هناك حالة من الزخم دفعت الطرفين مرة إخرى إلى العودة إلى مسار جدة بالاضافة إلى الضغوط الأمريكية والخليجية والسعودية لوقف القتال ولوقف المعاناة الإنسانية.

وأضاف أن العامل الثاني الذي ساهم في استئناف مفاوضات جدة هو العامل العسكري والأمني في ظل فشل كل طرف في إحداث تقدم عسكري على أرض الواقع، يمكنه من فرض أجندة السلام.

اقرأ أيضًا| رئيس البورصة المصرية يوضح سبب إلغاء العمليات على سهم طاقة عربية

حسم عسكري

أشار أحمد إلى أن حالة الحسم العسكري دفعت الطرفين إلى البحث عن مخرج والعودة مرة أخرى إلى المفاوضات إضافة إلى الضغوط الإنسانية الدولية بعد ثلاثة أشهر من الحرب بين الجانبين وخروج 80% من مستشفيات السودان الآن عن الخدمة ووجود 80% من الشعب السوداني يحتاج إلى مساعدات عاجلة، فهناك أكثر من 3000 قتيل وهناك آلاف الجرحى بالإضافة إلى مليون نازح سوداني داخليًّا وخارجيًّا.

وأكمل أن هذه الأزمة تشكل ضغطًا متزايدًا على الجانبين، وبالتالي كل من هما يبدو أنه يحاول أن يبدي المرونة في الاستجابة لمحادثات السلام والبحث عن المخرج حتى لا يبدو انه متعارض أو أنه متعنت ويقف في وجه هذه الضغوط وبالتالي قد يخسر تعاطف الشعب السوداني من ناحية وتعاطف المجتمع الدولي.

وتابع أن هناك حديث عن فرض عقوبات على الجانبين من أمريكا وبريطانيا خاصة في ما يتعلق بإعاقة أي مفاوضات ونتيجة لهذه الضغوط السياسية والأمنية والإنسانية بدأ الطرفان يعودان مرة أخرى إلى العودة لمسار جدة ومحادثات جدة أسفرت في الفترة الماضية عن بعض الانجازات المهمة خاصة على البعد الإنساني من خلال التوصل إلى هدنة متتابعة بين الجانبين وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات إلى المنكوبين في خاصة في الخرطوم وأم درمان.

محادثات جدة

أشار سيد إلى أن استمرار تعنت الطرفين في ظل نظرية المباراة الصفرية ورفضهما اللقاء المباشر يعرقل المفوضات، خاصة في وجود تدخلات إقليمية وتدخلات عالمية تغذي الصراع بين الطرفين.

واختتم أن أي اختراق قريب للأزمة يحتاج الى توحيد المبادرات السياسية من دول الجوار والاتحاد الإفريقي والمبادرات الدولية ووقف التدخلات المختلفة، داعيًّا إلى وجود آليات وضغوط حقيقية على الجانبين لتدفعهم إلى الانخراط في مفاوضات سلمية للخروج من الأزمة والبحث عن حل سياسي شامل في ظل استمرار العسكرة واستمرار الرهان الجانبي على الحل العسكري.

ربما يعجبك أيضا