خطاب حالة الاتحاد.. فرصة بايدن للتخلي عن نتنياهو

كاتب أمريكي: حان الوقت كي يغير بايدن سياسته ورسالته تجاه غزة وإسرائيل

آية سيد
بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

في خطاب حالة الاتحاد، يمكن أن يعرض بايدن على الجماهير المحلية والدولية ما يعتقد أنه ينبغي فعله لتخفيف الكارثة الإنسانية، وكيفية إنهاء الحرب، وإقامة حكومة فلسطينية في غزة بعد الحرب.


في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة واقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، تشتد حاجة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى إعادة ضبط سياسته تجاه إسرائيل وغزة.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب، جوش روجين، أن خطاب حالة الاتحاد، الذي سيلقيه بايدن اليوم الخميس 7 مارس 2024، يقدم له فرصة لإجراء التحول الذي يحتاج إليه كي يصلح الاستراتيجية ويصعد إلى السباق الرئاسي في نوفمبر المقبل.

التعامل مع أزمة غزة

في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الخميس، أشار روجين إلى أن سياسة بايدن ورسالته بشأن الحرب الدائرة في غزة يُنظر لها على أنها فوضوية.

هذا لأن إدارته تبدو ضعيفة بسبب عجزها عن التأثير في الحكومة الإسرائيلية، ومنافقة بسبب الحديث عن الأزمة الإنسانية في غزة في الوقت الذي تمد الدولة المسؤولة عن تلك الأزمة بالأسلحة. وكذلك تعرض بايدن نفسه للانتقادات بسبب كونه ضعيفًا وعنيدًا.

وقال روجين إن العديد من المسؤولين الذين تحدث إليهم أقروا بأن الإحباط الداخلي من حملة القصف الإسرائيلية يتزايد، نتيجة الدمار الذي تسببه للفلسطينيين في غزة والطريقة التي تضع بها بايدن في مأزق سياسي.

غضب متزايد

اعتقد البيت الأبيض، لأشهر، أن غضب الأمريكيين العرب والمسلمين، إلى جانب التقدميين، محدودًا ويمكن إدارته سياسيًا. لكن في الأسابيع الأخيرة، ازدادت دعوات التقدميين وأنصار تيار الوسط كي يغير بايدن مساره.

هل-يدفع-بايدن-ثمن-دعمه-لإسرائيل-في-الانتخابات-القادمة؟

هل-يدفع-بايدن-ثمن-دعمه-لإسرائيل-في-الانتخابات-القادمة؟

ومع اقتراب الانتخابات، وعدم وجود نهاية وشيكة في الأفق للحرب، يقترب البيت الأبيض ببطء نحو انفصال أوضح عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وتجلى ذلك يوم الاثنين الماضي، عندما دعت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع ووصفت الوضع في غزة بـ”غير الإنساني” و”كارثة إنسانية”.

والآن، حان الوقت كي يغير بايدن سياسته ورسالته، وفق روجين. وفي خطاب حالة الاتحاد، سيحظى بانتباه الكونجرس الكامل وملايين الأمريكيين. وإذا استغل بايدن الفرصة، يمكنه أن يعرض على الجماهير المحلية والدولية ما يعتقد أنه ينبغي فعله لتخفيف الكارثة الإنسانية، وكيفية إنهاء الحرب، وإقامة حكومة فلسطينية في غزة بعد الحرب.

إنهاء الأزمة الإنسانية

لفت روجين إلى أن الولايات المتحدة لديها مصلحة أخلاقية وأمنية في استخدام نفوذها على إسرائيل لمنعها من حرمان المدنيين من الحصول على الغذاء والدواء.

وتعرضت إدارة بايدن لانتقادات لاذعة الأسبوع الماضي، بسبب ما وُصف بأنه “مسرحية سياسية”، بعد إسقاطها 38 ألف وجبة شمالي غزة، حيث يواجه مئات الآلاف من الأشخاص خطر المجاعة.

ويقول البيت الأبيض إنه يدرس إقامة ممر بحري لإيصال المساعدات. لكن حسب روجين، حتى هذا يُعد مجرد قطرة في بحر بالنسبة لاحتياجات سكان غزة.

الضغط لوقف القتال

قال فريق بايدن إنه يريد أن تلجأ إسرائيل إلى العمليات محددة الأهداف التي تستهدف العناصر البارزة، وإنه يتفاوض على وقف مؤقت لإطلاق النار. لكن من الواضح أن نتنياهو لن يوقف العمليات البرية الكبرى ما لم يمارس عليه بايدن ضغطًا حقيقيًا.

وأشار روجين إلى أنه يجب على حماس أن تطلق سراح جميع الأسرى مقابل وقف القتال. لكن الولايات المتحدة وحدها لديها النفوذ لتحقيق هذه النتيجة.

أمريكا-تجهض-قرار-مجلس-الأمن-لوقف-الحرب-على-غزة (2)

أمريكا-تجهض-قرار-مجلس-الأمن-لوقف-الحرب-على-غزة (2)

غزة بعد الحرب

في ما يتعلق بمستقبل غزة بعد الحرب، يعمل دبلوماسيو بايدن مع الحكومات الإقليمية على وضع خارطة طريق مستقبلية، لكن هذا يحدث خلف الكواليس. ووفق روجين، يتعين أن يوضح بايدن علنًا كيف يمكن تنظيم قوات أمن فلسطينية، بخلاف حماس، لتولي المسؤولية في غزة وكيف ستساعد الولايات المتحدة كي يتحقق ذلك.

وعن طريق تركيز رسالته على الأمريكيين، يستطيع بايدن أن يحرر نفسه من الحاجة إلى التعامل مع السياسة الإسرائيلية. فمهمة الرئيس هي أن ينقل للشعب الأمريكي استراتيجية واضحة مبنية على المصالح الأمريكية، وتشمل دعم إسرائيل دون غض الطرف عن الكارثة الإنسانية التي تُسببها.

وفي خطاب حالة الاتحاد الليلة، قال روجين إن مهمة بايدن تتمثل في صياغة استراتيجية وسطية تعترف بالحقائق على الأرض. وبذلك، سيُظهر بايدن للأمريكيين والعالم أن إدارته تعتزم تشكيل الأحداث، بدلًا من أن تترك الأحداث تشكلها.

ربما يعجبك أيضا