خطورة تفوق الوباء.. لقاحات كورونا على الإنترنت المظلم

كتب – حسام عيد

بعدما احتدم التنافس على اللقاحات المضادة لفيروس “كوفيد-19” بين الدول والشركات المصنعة في العلن، تحول أمر الحصول عليها إلى تجارة رائجة عبر صفحات الـ dark web، أو ما تُعرف بشبكة الإنترنت المظلم، والتي تعج بالصفحات غير الشرعية لمختلف التجارات المحظورة دوليًا.

والإنترنت المظلم هو شبكة خفية “غير مرئية” يصعب الوصول لها عبر الخوادم المراقبة من قبل الحكومات، ويتطلب الوصول لها برامج معينة لا تتطلب خادم “بروكسي”.

استغلال الندرة والمخاوف العالمية

لأشهر، امتلأ “الإنترنت المظلم” بعروض معدات الوقاية واختبارات كوفيد-19″ المزيفة، والآن، انتقل المجرمون إلى التسويق للقاحات كورونا، مستفيدين من الخوف والندرة في جميع أنحاء العالم.

وتشير التقارير إلى أنه بيعت لقاحات “كوفيد-19” الوهمية على شبكة الويب المظلم، وسجلت المبيعات ارتفاعًا بمعدل ينذر بالخطر، وذلك في فبراير الماضي.

وتهدف الشبكة المظلمة إلى ربط المشترين المجهولين ببائعين مجهولين. مع أمل الملايين من الناس في الحصول على لقاح “كوفيد-19”.

وارتفع متوسط ​​سعر اللقاح المباع بشكل غير قانوني من 250 دولارًا (180 جنيها إسترلينيًا) إلى 500-1000 دولار (360-720 جنيها إسترلينيًا)، وفقا لشركة Check Point Software.

وأشارت شركة حلول الأمن السيبراني إلى أنه خلال بحثها، توصلت إلى عرض عبر الإنترنت المظلم لشراء لقاح صيني بقيمة 750 دولارا ولم يُسمح لها بالدفع إلا بعملة البيتكوين.

وبعد تقديم الطلب ببضعة أيام، قال البائع إنه تم شحنه، ولكن لم يقع تسليم اللقاح مطلقًا، وتم حذف حساب البائع.

وفي يناير من عام 2021 الجاري حاول باحث في CloudSek أيضًا شراء “لقاح فيروس كورونا” الذي طورته إسرائيل.

وفي محادثة منشورة بين البائع والباحث، ادعى البائع أن اللقاح وقع اختباره وتأكيد فعاليته.

وذكر البائع أيضا أن زجاجة 20 مل من اللقاح تكلف 10 دولارات وسيتم شحن طلبات 100 قنينة فقط.

وعندما طُلب من البائع استخدام صورة مخزون اللقاح الذي زعم أنه يبيعه، أجاب البائع: “لدينا الكثير لنشحنه. نحن لا نتوسل أو نقنع إذا كنت مهتما، فأنت تدفع ونحن نتحرك. إذا كنت غير جاهز، احتفظ بأموالك. شكرا”.

بيع اللقاحات وشهادات التطعيم

وكشفت شركة الأمن السيبراني “تشيك بوينت سوفت وير Check Point Software” مواقع غير قانونية على الشبكة المظلمة في الولايات المتحدة الأمريكية، تبيع لقاحات من مختلف العلامات التجارية، بالإضافة إلى شهادات لقاح مزورة ونتائج اختبار سلبية لكوفيد-19.

حيث اكتشف خبراء الأمن السيبراني في الشركة مواقع غير قانونية على الشبكة المظلمة في أمريكا، تبيع لقاحات من مختلف العلامات التجارية، مثل؛ أسترازينيكا وجونسون آند جونسون، مقابل 1000 دولار للجرعة، بالإضافة إلى شهادات لقاح مزورة مقابل 200 دولار للشهادة.

وتعد الشبكة المظلمة جزءا من الإنترنت لا تصل إليه محركات البحث مباشرة، حيث يقوم مجرمو الإنترنت في كثير من الأحيان ببيع وشراء المواد غير المشروعة، من أرقام بطاقات الائتمان والمخدرات إلى الأسلحة.

وبحسب متحدث من شركة الأمن السيبراني، من غير المؤكد ما إذا كانت اللقاحات حقيقية، لكن “يبدو أنها مشروعة” من صور التعبئة والتغليف والشهادات الطبية. كما ذكر التقرير أن الإعلانات عن اللقاحات على الشبكة المظلمة ارتفعت بنسبة 300% في الأشهر الثلاثة الماضية.

وقد أكد باحثون في شركة “تشيك بوينت” أن عدد الإعلانات الخاصة ببيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تضاعف وباتت عمليات البيع من الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا.

كما رصد الفريق أن كثيرا من تلك الإعلانات مكتوب باللغة السيريلية الروسية والإنجليزية.

وفي الوقت نفسه، يجري إنشاء وطباعة شهادات اللقاح، أو بطاقات إثبات التطعيم، حسب الطلب. ويقدم المشتري الاسم والتواريخ التي يريدها على الشهادة، وتشبه البطاقة الأصلية، حيث تعرض الشبكة المظلمة للبيع نتائج اختبار سلبية لكوفيد-19 مقابل 25 دولاراً، مع عرض “شراء نتيجتين، والحصول على الثالث مجانا!”.

ويرى بعض الخبراء أن ظهور الأسواق غير القانونية لبطاقات اللقاح وجوازات السفر الرقمية أمر متوقع، إذ ليس لكل شخص إمكانية الحصول على اللقاح كما تعب الناس من الإغلاقات وعدم القدرة على السفر.

وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي تطالب فيه الوكالات الحكومية الناس بالتوقف عن نشر صور بطاقة اللقاح الخاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لتجنب سرقة الهوية المحتملة أو أن يكونوا هدفاً لمخططات التصيد الاحتيالي.

وتحث شركة تشيك بوينت الدول على استخدام نظام رموز استجابة سريعة في عملية توثيق جميع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا كي يصعب تزوير مثل هذه الرموز.

ربما يعجبك أيضا