دراسة: الأخطبوط ينام ويحلم مثل الإنسان

اكتشف باحثون يابانيون أن الأخطبوطات، مثل البشر، تتنقل بين مرحلتين من النوم، مرحلة “هادئة” ومرحلة “نشطة” نابضة بالحياة تذكرنا بنوم حركة العين السريعة (REM) في الثدييات.

وتنقطع فترات النوم الهادئ لدى الأخطبوط بنوبات قصيرة من النشاط المكثف، تتميز بارتعاش الذراعين والعينين، والتنفس السريع، وألوان البشرة الوامضة، ما دفع العلماء إلى التكهن بأنه قد يكون يحلم.

أحلام الحيوانات

أورد موقع Study Finds العلمي أن علماء من معهد أوكيناوا الياباني للعلوم والتكنولوجيا وجامعة واشنطن، فحصوا نشاط دماغ الأخطبوط وسلوك جلده خلال مرحلة نومه النشط، ووجدوا أن هذه الأنماط “تشبه إلى حد بعيد” النشاط العصبي وسلوك الجلد الذي يظهر عندما تكون الكائنات مستيقظة.

وأضاف الموقع، في تقرير نشره الخميس 29 يونيو 2023، أن جميع الحيوانات تحظى بنوع ما من الأحلام في أثناء النوم، حتى الحيوانات البسيطة مثل قنديل البحر وذباب الفاكهة. وللتحقق من صحة فرضيتهم، أجرى العلماء تجربة للتأكد مما إذا كانت الأخطبوطات نائمة حقًّا خلال المرحلة النشطة.

مرحلة نشطة تشبه اليقظة

أوضح أحد مؤلفي الدراسة، الدكتور لينوي مشولام، أن النوم على مرحلتين قد تطور بنحو مستقل في الكائنات البحرية التي لها هياكل دماغية كبيرة ولكنها مختلفة عن الفقاريات، مثل الأخطبوطات، ما يشير إلى امتلاكها مرحلة نشطة تشبه اليقظة والتي هي سمة عامة للإدراك المعقد.

وأضاف أن تجارب أخرى كشفت أنه عندما ينقطع نوم الأخطبوط، أو إذا مُنِعَ من النوم، فإنه يدخل في نوم نشط عاجلًا في كثير من الأحيان، لافتًا إلى أن مرحلتي النوم الهادئ والنشط تتطلبان محفزات جسدية لإثارة رد فعل أقوى مما لو كان الأخطبوط مستيقظًا.

نشاط دماغ الأخطبوط

ذكر الموقع أن الباحثين درسوا أيضًا نشاط دماغ الأخطبوط في أثناء الاستيقاظ والنوم، ولاحظوا موجات دماغية في أثناء النوم الهادئ تشبه إلى حد بعيد مغازل النوم، وأشكال موجية معينة شوهدت في أثناء نوم غير حركة العين السريعة في الثدييات، والتي يعتقد العلماء أنها تساعد في تعزيز ذكريات الكائن الحي في أثناء النوم.

وتابع الموقع العلمي أن فريق البحث حلل أنماط جلد الأخطبوط المتغيرة أثناء اليقظة والنوم بدقة فائقة، واستطاع مشاهدة تصرفات جميع الخلايا الفردية التي تساعد على تغير أنماط الجلد، ما ساعدهم في تصميم نماذج بسيطة لنمط الجلد لفهم سلوك نمط الاستيقاظ والنوم.

أنماط الجلد

وضع الفريق عدة فرضيات لشرح أوجه التشابه بين النوم النشط وحالات اليقظة، بما في ذلك إمكانية تغيير الأخطبوط لأنماط جلده أو الإبقاء عليها، أو ربما حتى إعادة الحياة والتعلم من تجارب اليقظة، وهو شيء يشبه الحلم.

صورة عن قرب لأخطبوط في كاليفورنيا

وقال كبير مؤلفي الدراسة من معهد أوكيناوا الياباني، البروفيسور سام رايتر، إن نمط جلد الأخطبوط يعمل كقراءة بصرية لأنشطة دماغه في أثناء النوم، لافتًا إلى أن فريق البحث لم يصل إلى أي تفسير لهذه الحالة، معربًا عن أمله إجراء مزيد من الأبحاث للوصول إلى المعرفة.

اقرأ أيضًا: استزراع الأخطبوط.. تحديات أخلاقية وبيئية ومساعٍ لتلبية الطلب المتزايد

اقرأ أيضًا: كيف تبدأ الأحلام وقت النوم؟ وهل يمكن التحكم بها؟