دول جنوب شرق آسيا تتأهب لحرب طويلة على “فكر داعش”

رؤيـة

جاكرتا – أشادت دول جنوب شرق آسيا التي تحارب نفوذ تنظيم داعش في المنطقة بمقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، لكنها قالت إن قوات الأمن تتأهب لمعركة طويلة للتصدي لأفكاره المتشددة.

ويوم الإثنين قالت الفلبين وإندونيسيا وماليزيا، حيث يوجد بعض من أكثر المتطرفين الإسلاميين تنظيمًا في آسيا، إنها تتأهب لعمل انتقامي محتمل من جانب أتباع التنظيم بما في ذلك هجمات “الذئاب المنفردة” التي يشنها مواطنون اعتنقوا الأفكار المتطرفة من خلال آلة الدعاية القوية التي يديرها التنظيم على الإنترنت.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن البغدادي انتحر في نفق بشمال غرب سوريا، بتفجير سترة ناسفة كان يرتديها عندما اقتربت منه القوات الأمريكية.

وقال دلفين لورينزانا وزير الدفاع الفلبيني، إنه رغم أن موت البغدادي سيربك تنظيم داعش فلا يزال التنظيم يمتلك قدرات ويمثل خطورة. وكان نفوذ التنظيم ترسخ بين الشباب المسلمين غير المتعلمين في إقليم مينداناو المضطرب.

وأضاف لورينزانا: “هذه ضربة للتنظيم نظرًا لمكانة البغدادي كزعيم. لكنها مجرد انتكاسة لحظية نظرًا لتعمق التنظيم واتساع نطاقه على مستوى العالم. سيأخذ شخص ما مكانه”.

ويمثل جنوب شرق آسيا محورًا مهمًّا لداعش الذي ألهم المتشددين في غرب أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا حتى اندونيسيا والفلبين.

وتخشى الفلبين وماليزيا واندونيسيا أن يستغل أنصار التنظيم من المنطقة والفارين من العراق وسوريا الثغرات الحدودية الكثيرة، وغياب القانون ووفرة السلاح في مينداناو للاحتماء في القرى النائية.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن أربعة تفجيرات انتحارية منذ يوليو/ تموز من العام الماضي في الفلبين، التي خاضت أطول معاركها منذ الحرب العالمية الثانية في 2017 عندما حاصر متطرفون يسعون لإقامة دولة إسلامية، مدينة ماراو واحتلوها على مدى خمسة أشهر رغم الغارات الجوية والهجمات البرية.

وشارك في عملية ماراو مقاتلون من 7 دول على الأقل من بينها ماليزيا، التي لا تزال في حالة تأهب عالية والتي ألقت القبض على 400 شخص للاشتباه في وجود صلات تربطهم بجماعات متشددة.

وقال أيوب خان مدين بيتشاي رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة الماليزية، إن القلق الحقيقي ليس في قيادة داعش بل في أثر تعاليمه.

وقال لـ”رويترز”: “هو نبأ طيب. لكن موته لن يكون له أثر يذكر هنا؛ لأن المشكلة الرئيسة لا تزال انتشار أيديولوجية داعش”.

وأضاف: “ما يقلقنا أشد القلق الآن هو هجمات “الذئاب المنفردة” وهؤلاء اعتنقوا الأفكار المتطرفة بأنفسهم من خلال الإنترنت. ونحن ما زلنا نشهد انتشار تعاليم داعش على الإنترنت. ويعاد نشر منشورات الدولة الإسلامية ومجلاتها منذ سنوات ويعاد تداولها”.

من جانبه، قال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، إن موت البغدادي ليس نهاية المطاف بأي حال من الأحوال.

وقال للصحفيين عن التنظيم: “هذا وحش برؤوس عديدة .. كلما قطعت رأسًا يظهر غيره لا محالة”.

وتواجه إندونيسيا أكبر دول العالم من حيث عدد السكان المسلمين، عودة إلى التطرف وقد اعتقلت المئات هذا العام بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التي تم تشديدها.

وقالت وكالة المخابرات الإندونيسية، إنها جاهزة لأي عمل انتقامي ورغم أن موت البغدادي سيكون ضربة نفسية فإن التنظيم سيختار من يحل محله.

وقال واوان بوروانتو المتحدث باسم الوكالة “إنها حرب. وفي العادة لابد أن يحدث هجوم مضاد أو ما شابه ذلك. وفيما يتعلق بالأمن نحن واثقون أننا سنؤمن البلاد”.

ربما يعجبك أيضا