رئيس صومالي جديد.. ما التحديات التي يواجهها حسن شيخ محمود؟

أحمد ليثي

منذ وصول بعثة الاتحاد الإفريقي إلى الصومال، استعادت الحكومة الصومالية 80٪ من الأراضي التي تسيطر عليها حركة الشباب، وتزامن مع ذلك إعادة بناء اقتصادي ومؤسسي تدريجي


فاز الزعيم الصومالي السابق، حسن شيخ محمود، بالرئاسة مرة أخرى، في تصويت أجراه البرلمان، أمس الأحد، بمجمع مطار مقديشيو، تحت حراسة مشددة.

وبحسب رويترز، في تقريرها المنشور 16 مايو 2022، عاد شيخ محمود، 66 عامًا، تولى الحكم من 2012 إلى 2017، في الانتخابات الحالية ليهزم الرئيس الحالي، محمد عبد الله محمد، بأغلبية 214-110 صوتًا في جولة الإعادة من الدور الثالث، التي تأكدت نتيجتها منتصف الليل تقريبًا.

62821300 62821299

ماذا قال الرئيس بعد انتخابه؟

قال محمود، في خطاب تنصيبه من مجمع المطار بالعاصمة مقديشو، الذي تحرسه قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي: “علينا المضي قدمًا وطرح الضغائن والخلافات التي بيننا جانبًا”. ويواجه الناشط من أجل السلام مهمة شاقة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، والتي تعاني العديد من المشكلات، من بينها أسوأ نوبة جفاف منذ 4 عقود.

وتابع “وطننا يعاني صراعًا لا ينتهي، منذ عام 1991، وفي مثل هذه البيئة، يجب إدارة عملية انتقال السلطة بدقة، وحماية الإنجازات الحالية، مع تعزيز السلام والاستقرار المستدامين، على الرغم من العديد من المخاطر التي ابتليت بها المرحلة الانتقالية في الصومال”.

أزمات إنسانية لا تنتهي

بحسب تقرير نشره موقع ريليف ويب‏ التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بتاريخ 21 ديسمبر 2021، وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة للعام المقبل، سيحتاج نحو 7.7 مليون صومالي، وهو ما يقرب من نصف سكان البلاد، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، لأن النساء والأطفال يتحملون وطأة الأزمات الإنسانية المعقدة في الصومال.

وفي ضوء موجات الجفاف الخطيرة الحالية، أعلنت الحكومة الصومالية حالة الطوارئ الإنسانية، منذ 23 نوفمبر 2021، لكنها لا تملك الموارد الكافية للاستجابة، حتى مع توافر 70% من موارد خطة الاستجابة الإنسانية التي بلغت 1.09 مليار دولار أمريكي، في حين شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على أنه توجد حاجة كبيرة لموارد إضافية.

افريقيا

الصومال على خط التغير المناخي

بحسب تقرير ريليف ويب، تؤدي موجات الجفاف والفيضانات المتكررة التي تشهدها البلاد إلى النزوح على نطاق واسع، والتوسع الحضري السريع، والجوع، وسوء التغذية، والفقر، لذلك يُنظر إلى تغير المناخ على أنه محرك للصراع وتهديد لأمن البلاد، فيؤدي الصراع على الموارد الشحيحة إلى تعميق الانقسامات.

وفي هذا السياق، يشهد الصومال حاليًّا الموسم الثالث على التوالي من هطول متوسط للأمطار​​، فيعاني ما يقرب من 80% من البلاد ظروف الجفاف ونقص المياه ونفوق الماشية، بالإضافة إلى أن واحدًا من كل 5 صوماليين ليس لديه ما يكفي من الماء لتغطية احتياجاته الأساسية.

أزمة سياسية وجماعات متطرفة

بحسب تقرير موقع ذا نيو هيومنيتاريان المعني بالشؤون الإنسانية والكوارث، المنشور في 20 مايو 2021، تأتي الأزمة السياسية على رأس سلسلة من الكوارث الإنسانية في الصومال، والتي كانت نتيجة الصراع طويل الأمد مع جماعات مسلحة، من بينها جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، وعلى رأسها حركة الشباب.

وكان جوهر الخلاف بين الأحزاب والقبائل، هو تصميم فارماجو على البقاء في منصبه لمدة عامين، بعد انتهاء فترته في 8 فبراير 2021، مبررًا ذلك بأنه سيتولى إجراء انتخابات مؤجلة، وهي خطوة دعمها مجلس النواب في البلاد، في حين ادعت المعارضة التي يقودها رئيسان سابقان، أن تمديد فترة الرئاسة لا يعني سوى انتزاع السلطة.

المتطرفون يسيطرون على مساحة كبيرة من الأراضي

بحسب تقرير ذا نيو هيومنيتاريان، ترى الجماعات المتطرفة بالصومال، مثل حركة الشباب الإسلامية، النخبةَ السياسية الصومالية ألدَّ أعدائها، وتصف الحكام بالفساد، في حين تواصل ضغطها العسكري على القوات الحكومية، ما أدى إلى زيادة النزوح إلى الريف. وبحسب التقرير، فإن ما يجعل الوضع قابلًا للاشتعال هو أن القبائل العشائرية داخل الجيش الوطني، انقسمت على نفسها.

وانسحب بعض الوحدات من الجيش الصومالي، لدعم المعارضة التي سيطرت على أجزاء كبيرة من مقديشو، وفرّ ما يصل إلى 20 ألف مدني من المدينة، خوفًا من الأسوأ، ومن جهته، قال مستشار الأمن الحكومي السابق، حسين شيخ علي: “إن الأزمة السياسية المستمرة تمنح حركة الشباب فرصة لتسويق نفسها كبديل موثوق للحكم في الصومال”.

WYNFJGBMPZERVMIHAQXNYGJVR4

لماذا يجب أن تستمر بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال؟

بحسب موقع ذا كونفيرسيشن الأمريكي، في 19 إبريل 2021، أنهت بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، تجربتها السياسية والعسكرية التي استمرت 15 عامًا، بعد حروب أهلية في 1 إبريل 2022، بعدما واجهت تهديدًا عسكريًّا كبيرًا من حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، التي سيطرت على مناطق في وسط وجنوب الصومال في سعيها لتحقيق ما تسمِّيه خلافة إسلامية.

ولكن منذ وصول بعثة الاتحاد الإفريقي إلى الصومال، استعادت الحكومة الصومالية 80% من الأراضي التي تسيطر عليها حركة الشباب، وتزامن ذلك مع إعادة بناء اقتصادي ومؤسسي تدريجي، وشهدت البلاد استثمارات كبيرة في جهود بناء السلام، والنظامين السياسي والدستوري الرسمي، على أمل أنْ يحل ببطء محل نظام الانتماء العشائري.

 

ربما يعجبك أيضا